مقـاومة غــزة لـ''اسرائيل''... ليس اليـوم كـ''الأمـس''
صـواريخ بعيـدة المدى تطـال تل أبيب بسـهولة... الرماية ضـد الجنـود تطورت مؤخراً بشكل ملـحوظ... في يدهـم صواريخ مضادة للدروع والطائرات.. أكثر ما يثير القلق أنهم حصـلوا على صواريخ "كورنيت."
شواهد الانزعاج هـذه باتت تُسجـلها "إسرائيل" يومياً بحق المقاومة الفلسطينية في قطاع غـزة، وتتخـذ منها ذريعة لكي توجه سهام عدوانها نحو المدينة المحاصرة على غرار الحرب الأخيرة قبل عامين، التي أدتّ إلى مقتل أكثر من ۱4۰۰ فلسطيني، وجرح ما لا يقل عن خمسة آلاف، ولا شك أن قوات الاحتلال تثير قضية سلاح غزة من تأليب المجتمع الدولي ضد القطاع ولتبرير جرائمها ضده بينما الترسانة الصهيونية تفتك كل يوم بالفلسطينيين.
وبالرغم من عدم نفي المقاومة في غزة أو تأكيدها المعلومات الإسرائيلية، إلا أنها -بحسب مراقبين- استطاعت أن تطور من كفاءاتها العسكرية، وترتقي بما لديها من وسائل قتاليـة؛ تحسباً لأي هجومٍ إسرائيلي جديد قد يباغت غـزة قريباً.
وإن كان العنوان الأبرز هو "المقاومة بغـزة"، إلا أن قادة الاحتلال الإسرائيلي لا ينفكون ليل نهار عن توجيه أصابع الاتهام تجاه حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وجناحها العسكري "كتائب الشهيد عز الدين القسام"، مؤكدين أن تطور الوسائل القتالية لدى القسام بات يسبب لهم الأرق والإزعاج، وأنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي تجـاه "تطور المقاومة".
وكانت صحيفتا "يديعوت أحرونوت" و"هآرتس" العبريتان قد ذكرتا أن جيش الاحتلال الإسرائيلي منزعج مؤخراً من التحسن الذي سجل مؤخراً في مستوى الرماية ضد الدبابات من جانب المقاومة الفلسطينية في غزة. وقالت الصحيفة إن الجيش بات يخشى وصول أنواع مختلفة من الصواريخ المضادة للدروع إلى يد المقاومة. ونقلت الصحيفتان أن الجيش يشعر بتحسن ملحوظ في القدرة الصاروخية المضادة للدبابات لدى التنظيمات الفلسطينية.
وتقول مراجع استخباراتية إسرائيلية حسب الصحيفتين: إن "حركة حماس وإلى جانبها الفصائل الأصغر حجمًا تبذل جهودًا لرفع مستوى الصواريخ المضادة للدروع التي بحوزتها". ومؤخراً قامت "إسرائيل" بتطوير منظومتين ذكيتين للدفاع الفعّال لحماية الآليات المدرعة التي يستخدمها جيش الاحتلال بوجه الصواريخ المضادة للدروع؛ الأولى من صنع سلطة تطوير الوسائل القتالية "رفائيل"، وأطلق عليها اسم منظومة "معطف الريح"، والأخرى من إنتاج الصناعات العسكرية، وأطلق عليها اسم "القبضة الحديدية".
وما أثار غضب الإسرائيليين وحنقهم الشديد هو تحسن القدرة الصاروخية المضادة للدروع في غزة؛ إذ أقر قبل أسابيع رئيس الأركان الإسرائيلي "غابي أشكنازي" بهذه القدرة المتطورة، وقال إن دبابة "ميركافا" تعرضت لإصابة من صاروخ "كورنيت" مطور، مبدياً خشيته من إطلاق صاروخ من هذا الطراز على تجمع سكني إسرائيلي؛ لما قد يحدثه من أضرار وخسائر أشد فتكا من صواريخ القسام.