حذّرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي من أن العالم قد يشهد أزمة غذاء خانقة، كالتي شهدها في ٢٠٠٨ إذا ما استمرت الأسعار في الارتفاع، الأمر الذي بات يشكل قلقا كبيرا للعالم، خاصة للدول النامية.
شارک :
أوضحت صحيفة فايننشال تايمز أن الحكومة الأميركية أعلنت اخيرا عن انخفاض كبير في سقف التوقعات بشأن إنتاج المحاصيل الرئيسية في البلاد، مما تسبب في رفع أسعار الذرة وفول الصويا إلى أعلى مستوى لها لأكثر من سنتين ماضيتين. وبينما يحاول المسؤولون في أنحاء العالم بعث الطمأنينة، معتمدين على استقرار أسعار الأرز، الذي يشكل وجبة الغذاء الرئيسية لدى الشعوب الآسيوية، فإنهم حذروا في الوقت ذاته من أزمة قادمة تلتهب فيها أسعار الحبوب، خاصة القمح، التي قد تعصف بالبلدان الأكثر فقرا، مضيفة ان ارتفاع أسعار الغذاء أدى إلى اندلاع أعمال شغب في الجزائر وموزمبيق. وقال الخبير الاقتصادي الزراعي لدى جامعة أيوا الأميركية الحكومية تشاد هارت إن أسعار الذرة وفول الصويا مرتفعة إلى مستويات بشكل لا يصدق، مضيفا ان الأسواق ترفع من أسعار المواد الغذائية بشكل عجيب يثير القلق. وأما دان باس رئيس مؤسسة أغروسورسيز للتوقعات الاقتصادية ومقرها شيكاغو، فأضاف انه لا مجال للخطأ في مجال التوقعات أبدا، مضيفا ان أي خلل يتسبب فيه الطقس الموسم المقبل سيؤدي بالضرورة إلى ارتفاع أسعار الذرة وفول الصويا بشكل كبير فترة طويلة، وأن الشيء نفسه قد ينطبق على مستقبل حال القمح بدرجة أقل. وحذر خبراء ومحللون وتجار مواد غذائية من أن المراجعة الأخيرة، التي قامت بها الولايات المتحدة بشأن أوضاع مخزون الغذاء في البلاد والعالم، لا تسمح باستيعاب مؤثرات أي خلل في الطقس قد تكون لها نتائج كارثية. وينتاب التجار قلق متزايد، خاصة بشأن تكلفة الزيوت النباتية وهي المواد الضرورية لبعض البلدان، مثل الصين التي تشتري وتستهلك الطبقة الوسطى فيها كميات ضخمة هائلة من زيوت القلي. وأما وزارة الزراعة الأميركية فتقول إن «المخزون المتوافر مقابل الطلب» سينخفض مع نهاية العام الحالي إلى مستويات غير مسبوقة منذ منتصف سبعينات القرن الماضي، مما يشير إلى الزيادة المتصاعدة في استهلاك الغذاء والوقود.