کتبت جریدة تشرین السوریة في مقال تحت عنوان "الحق الإيراني ومزاعم الغرب"، ان العقوبات الدولية المفروضة على طهران، حتى الآن، وتلك التي فرضت بشكل أحادي، لن تثبط من عزيمة الإيرانيين.
شارک :
تعقيبا على مجريات مباحثات اسطنبول حول الملف النووي الايراني اكدت جريدة تشرين السورية على ان هذه المباحثات سوف لاتحقق اهداف الغرب في ثني طهران عن تحقيق طموحاتها في أن تكون دولة متقدمة علمياً وتضمن لها مقعداً في النادي النووي، مع ضمان استخدامها السلمي البحت للتكنولوجيا النووية التي تمتلكها.
وتابعت الجريدة: ليس خافياً أن «القوى الكبرى» كانت قد أهدرت فرصة ثمينة سابقاً لحل أزمة الملف النووي الإيراني عندما توصلت كل من إيران وتركيا والبرازيل إلى اتفاق لتبادل اليورانيوم على الأراضي التركية، رفضته آنذاك الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون بسبب عنجهيتهم وعدم قبولهم بأدوار قد تستطيع دول وقوى أخرى خارج نطاق فلكها أن تقوم به في مثل هذه القضايا الدولية الحساسة.
وذكرت، كانت النتيجة أن هذه الجهود الكبيرة التي بذلتها تركيا والبرازيل ذهبت سدى، لكنها أكدت من جديد أن واشنطن وحلفاءها ليسوا في وارد حل هذه القضية على قاعدة القوانين الدولية وبنود معاهدة الحد من الانتشار النووي، وحقوق كل الدول الموقعة عليها بامتلاك التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية، بما في ذلك عمليات تخصيب اليورانيوم بنسب معينة، بل المطلوب غربياً نسف البرنامج النووي الإيراني المتقدم، وجعل الحاجة الإيرانية إلى الوقود النووي لتشغيل المفاعلات البحثية والطبية رهينة الابتزاز الغربي لشراء مواقف سياسة وغير سياسية في الكثير من الملفات والقضايا الإقليمية والدولية، ترفض طهران المساومة عليها.
ورأت تشرين أنه، لم تتعامل الولايات المتحدة وحلفاؤها حتى الآن مع إيران وملفها النووي على قاعدة الاحترام المتبادل وحقها في أن تكون دولة متقدمة علمياً، والذريعة الجاهزة دائماً هي اتهام (على النية) بأن طهران قد تستخدم هذه التكنولوجيا لتصنيع أسلحة ذرية، رغم شهادات عشرات التقارير الصادرة عن الوكالة الدولية ومئات الجولات التفتيشية التي تؤكد سلمية توجهاتها النووية، ورغم التأكيد الإيراني المتواصل بعدم الحاجة للأسلحة النووية التي تتناقض أصلاً مع المبادئ الأخلاقية والإنسانية للأمة الإيرانية.
وأضافت، لعل الشيء الإيجابي الوحيد في كل جولات المفاوضات التي عقدت حتى الآن بين طهران والدول الكبرى هو هذا الموقف الإيراني الثابت على حق الشعب الإيراني واحترام رؤيته إلى اعتبار برنامجه النووي شأناً سيادياً يتعلق بالكرامة القومية، فضلاً عن أهميته وحيويته كعنصر تقدم علمي لا غنى عنه لأي بلد ينشد التطور والازدهار.
والأرجح أن كل العقوبات الدولية المفروضة على طهران، حتى الآن، وتلك التي فرضت بشكل أحادي، لن تثبط من عزيمة الإيرانيين ولن تثنيهم عن سعيهم للنهوض ببلادهم لتكون في مصاف الدول المتقدمة، وهو ما يقض مضاجع الغرب على ما يبدو.
وفي ذات السياق وعلي صدر صفحتها الأولي تناولت الصحيفة خبر المحادثات التي جرت، واصفة أجواءها بـ"الايجابية" وعنونت الصحيفة خبرها "ايران : اجواء ايجابية تسود مفاوضات اسطنبول والضغوط الأميركية تؤدي الي نتيجة عكسية".
وبالتزامن مع بدء جلسة المباحثات، واكبت المحطات التلفزيونية السورية الفضائية والأرضية الحدث حيث بثت خبر بدء المحادثات، ومن ثم أوردت التقارير والتحليلات حولها.
وتابعت المحطات الإذاعية الحدث وأوردته في نشراتها الإخبارية التي تبثها علي مدار الساعة.
ومن جهتها بادرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" برصد المباحثات وراحت تبث الأخبار العاجلة حولها، ومن ثم تورد أخبارا مطولة حول ما يجري.