تقهقر نظام حسني مبارك في مصر يضع إسرائيل في ضائقة استراتيجية، حيث تبقى بدون حليف في الشرق الأوسط
شارک :
وكالة أنباء التقریب (تنا) : كتب ألوف بن في صحيفة "هآرتس" أن سقوط النظام المصري يبقي إسرائيل بدون أي حليف إستراتيجي، بعد أن انهارت التحالفات السابقة مع إيران وتركيا، كما أن السلطة الفلسطينية والأردن لن تكونا حليفين بديلين لمصر.
وكتب أن تقهقر نظام حسني مبارك في مصر يضع إسرائيل في ضائقة استراتيجية، حيث تبقى بدون حليف في الشرق الأوسط. وأشار في هذا السياق إلى أن التحالف مع تركيا قد انهار في العام الماضي، والآن، بحسبه، تجد إسرائيل صعوبة في الاعتماد على مصر التي تمزقها "الصراعات الداخلية". وكتب أن عزلة إسرائيل المتزايدة في المنطقة وضعف الولايات المتحدة الظاهر سوف يضطر إسرائيل إلى البحث عن مخرج ومغازلة حلفاء جدد.
وأشار الكاتب إلى أن السياسة الخارجية الإسرائيلية اعتمد، منذ خمسينيات القرن الماضي، على تحالفات إقليمية وفرت لإسرائيل عمقا إستراتيجيا، وكان الشريك الأول هو فرنسا، التي كانت تسيطر على شمال أفريقيا في حينه، وقدمت لإسرائيل الأسلحة المتطورة والقدرات النووية. وبعد عدوان ١٩٥٦ أقام دافيد بن غوريون "حلف الضواحي" مع الدول غير العربية في المنطقة، إيران وتركيا وأثيوبيا. وتحول شاه إيران إلى الحليف الأساسي لإسرائيل، وزودها بالنفط وعقد صفقات شراء أسلحة منها. كما أن جيشي إيران وإسرائيل وأجهزتهما الاستخبارية تدربوا سوية، ونظموا عمليات مشتركة ضد مصر الناصرية، التي اعتبرت في حينه التهديد الأساسي لإسرائيل.
وبحسب ألوف بن، فإن الحلفاء اللاحقين كانوا الملك حسين ملك الأردن، والملك الحسن ملك المغرب، وقادة الكتائب في لبنان. وفي منتصف السبعينيات حصل تحول وسقط شاه إيران، وقامت في إيران الجمهورية الإسلامية، وفي العام ذاته خرجت مصر من دائرة المواجهة، ووقعت على اتفاقية سلام مع إسرائيل، ووقفت إلى جانب السعودية على رأس المعسكر المتحالف مع الولايات المتحدة.
وتابع بن، أن الرئيس المصري مبارك الذي ورث اتفاق السلام من أنور السادات الذي قتل، حافظ على تعاون علني بارد مع إسرائيل، ورفض زيارتها، خلا مشاركته في جنازة يتسحاك رابين، وسارت عملية التطبيع ببطء، وظلت اتصالات الجيش الإسرائيلي والمصري على مستويات منخفضة، وبدون تبادل ملحقين عسكريين وبدون تدريبات مشتركة. في المقابل كان الرأي العام المصري والإعلام المصري معاديا لإسرائيل.
ويتابع أنه رغم "السلام البارد" مع مصر فقد ظلت، ولا تزال، أهم حليف استراتيجي كان لإسرائيل في الشرق الأوسط. حيث ضمن مبارك حدود إسرائيل الجنوبية، والتي استطاعت أن تركز جهودها على الجبهة الشمالية والضفة الغربية وقطاع غزة. كما أزيل بذلك في العام ١٩٨٥ خطر الحرب الشاملة على نحو ما حصل في ٦٧ و ٧٣، حيث انعكس ذلك في تخفيض ميزانية الأمن وتمتعت إسرائيل بنمو اقتصادي.
وأشار بن إلى أن مبارك تسلم الرئاسة في مصر في زمن حكومة مناحيم بيغين، وتوالى في إسرائيل ٨ رؤساء حكومة وهو لا يزال في منصب الرئاسة. وأشار إلى أنه كان لمبارك علاقات وثيقة مع إثنين من رؤساء الحكومات الإسرائيلية، وهما يتسحاك رابين وبنيامين نتانياهو. وأشار أيضا إلى أن الأخيرين أكثرا من التشاور معه في "العمليات السياسية". وفي السنتين الأخيرتين زار نتانياهو القاهرة وشرم الشيخ عدة مرات، بادعاء أنه لكليهما مخاوف مشتركة من تعزز قوة إيران وتصاعد قوة الحركات الإسلامية، والقلق المشترك من ضعف وابتعاد الولايات المتحدة برئاسة باراك أوباما.
وبحسب بن، فإنه بينما يصارع مبارك لإنقاذ نظامه، لم يتبق لإسرائيل من حلفاء في المنطقة سوى الأردن والسلطة الفلسطينية، إلا أنه أشار إلى أن العلاقات مع الطرفين مركبة، ففي حين هناك تعاون أمني ليس مكشوفا، فإن العلاقات بين القادة سيئة، حيث أن الملك عبد الله الثاني يرفض لقاء نتانياهو، ومحمود عباس يدير معركة دبلوماسية دولية ضد حكومة اليمين الإسرائيلية، وعليه فمن الصعب أن تحل الأردن والسلطة الفلسطينية مكان مصر مبارك في خارطة المصالح الإسرائيلية.