تاريخ النشر2011 6 February ساعة 11:35
رقم : 38991
الشيخ القره داغي*

إنه من سنن الله فى الظلمة أنهم لا ينتهون الا على أسوأ حال

وكالـة أنبـاء التقريـب (تنـا)
نحن ما كنا نظن ان هؤلاء الطواغيت الذين معهم القوة والمال والناس تصفق لهم بالملايين، وبعضهم يحصل على ٩٩ % من اصوات الناس فى الانتخابات زورا وبهتانا، واذا بهؤلاء يسقطون امامنا الواحد تلو الآخر وكان اول من سقط من هؤلاء الطغاة فى العصر الحديث هو شاه ايران.
الشيخ علي محيي الدين القرة داغى الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
الشيخ علي محيي الدين القرة داغى الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
حينما نقرأ القرآن الكريم وحين نسعد بقراءة السنة النبوية المشرفة وسيرته العطرة وسيرة الخلفاء الراشدين، يتبين لمن يقرأ بتدبر انه ليس هناك ما هو عند الله سبحانه وتعالى اعظم من الظلم حتى ان الله سبحانه وتعالى ادخل الشرك في الظلم وجعله مرجية للشرك، "ان الشرك لظلم عظيم"، ومن هنا ترى عشرات الآيات التي تتحدث عن الظلم ومئات الآيات باساليب مختلفة تتحدث عن العدل وعن القسط فيتكون لدى الانسان المسلم قناعة بأن الكون كله قائم على العدل وان الله سبحانه وتعالى قد اقام السماوات والارض على العدل والقسط وانه سبحانه قد حرم على نفسه الظلم؛ وفي حديث قدسي رواه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن ربه،"يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي فلا تظالموا".
 
ومن هنا يبين الله عاقبة الظالمين في الدنيا من ندامة وذل مثلما اذلوا عباد الله وهو سبحانه يمهل ولا يهمل وانه ليملي للظالم حتى اذا اخذه لم
يفلته منذ ان بدا الظلم على الارض بين البشر، والغريب في الامر ان هؤلاء لا يتعظ بعضهم من بعض. 

ربما نحن ما كنا نظن ان هؤلاء الطواغيت الذين معهم القوة والمال، والناس تصفق لهم بالملايين، وبعضهم يحصل على ٩٩ % من اصوات الناس فى الانتخابات زورا وبهتانا، واذا بهؤلاء يسقطون امامنا الواحد تلو الآخر وكان اول من سقط من هؤلاء الطغاة فى العصر الحديث هو شاه ايران ولم يجد مأوى له حتى من الذين خدمهم لعشرات السنين، ممثلا في الامريكان واخرهم وقبل ايام قليلة زين العابدين بن علي.
 
ولكن وللاسف هؤلاء الطغاة لا يتعظون فهم لهم قلوب لا يتعظون بها ولهم اذان لا يسمعون بها ولهم اعين لا يبصرون بها وانما يسمعون ويبصرون ويعون للبطانة المستفيدة من استمرارهم وبطشهم وظلمهم والتي تزين لهم الامور ولذلك فهم سيحشرون معهم، "ان فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين".
 
ولذلك نقول بانه، اذا اراد الله بحاكم خيرا، اذا اراد الله بامير خيرا، اذا اراد الله برئيس خيرا، هيأ لهم بطانة صالحة والعكس صحيح: اذا اراد الله بهم سوءا، قيض لهم بطانة سيئة تأمرهم بالمنكر وتنهاهم عن المعروف وتزين لهم الشيء على غير حقيقته؛ هذا ما يتعلق بالبطانة فما بالك بمن يعمل جاهدا من الحكام الظلمة اليوم لارضاء الكفرة من الامريكان والصهاينة والغرب عموما
من اجل بقائه فى سدة الحكم فهاهم اليوم من اوائل من يتخلون عنهم مثلما وقع لـ "بن علي" قبل ايام واليوم يتكرر لمبارك؛ فقد طالبت اغلب هذه الدول ان يتنحى عن الحكم حفاظا على مصالحهم. 

اقرأوا القرآن الكريم وستجدوا بانه لا يوجد دين فى العالم ولا كتاب ولا فكر ومنهج يؤكد على العدل وقيمة العدل وبغض الظلم والظالمين، مثل القرآن الكريم ودين الاسلام، كما ان الاسلام قد اكد كذلك على ان هذا الظلم لا يمكن ان يدوم فهو الى زوال وان للمظلوم دعوة مستجابة كما قال (صلى الله عليه وسلم) "اتق دعوة المظلوم فانه ليس بينها وبين الله حجاب"، وان كان هذا المظلوم غير مسلم، فما بالك بدعوات هذه الشعوب المسلمة المظلومة والمقهورة وفي مقدمتهم الدعاة والمصلحون ضد هؤلاء الحكام الظلمة وها هي اليوم تظهر هذه الدعوات ويستجاب لها من الله من خلال السقوط المدوي والهروب لهؤلاء الحكام الظلمة يفرون من البلاد عندما ثارت هذه الشعوب عليهم واخذت ناصية امرها بيدها عندما وصلت بها الامور الى الحد الذي لم تعد قادرة على تحمله فقد فشل هؤلاء الحكام في تأمين العيش الكريم لها في كل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية ولذلك
نفذ صبر هذه الشعوب ومنها شعب تونس واليوم شعب مصر الذي يعيش اكثر من ٤٠ % من مواطنيه تحت خط الفقر اي ما يعادل دولارا واحدا يوميا، في حين المتنفذون فى الحكم واعوانهم يلعبون بالمليارات وقد كان البعض منهم قبل سنوات لا يملك الا شقة بسيطة في احدى عمارات القاهرة اصبح اليوم يملك القصور والحسابات المملوءة بالملايين في الداخل والخارج. 

ادعو كل حاكم ظالم لشعبه ان يتعظ ويعود الى الجادة ويرفع ظلمه عنه ويتوب الى الله تعالى لان الله ليمهل الظالم حتى اذا اخذه لم يفلته ولذلك فانه من سنن الله فى الظلمة انهم لا ينتهون الا على اسوأ حال حتى لا يذكره احد بخير فتصوروا مثلا لو مات مبارك قبل سنة مثلا لبكى عليه الكثير ولترحموا عليه لكن انظروا اليوم الملايين من الشعب المصرى تنادى برحيله غير مأسوف عليه، هذه سنة الله فى الظالمين من الحكام وغيرهم...؛ يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) "خيار ائمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم وشرار ائمتكم من تبغضونهم ويبغضونكم تلعنونهم ويلعنونكم". 

نسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يحمي مصر وشعب مصر وان يعيد لها الامن والاستقرار في ظل حكم عادل لا ظلم فيه ولا فساد.
 ____________________________________
* الأمين العام للأتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
https://taghribnews.com/vdcb89bf.rhbw9pukur.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز