تاريخ النشر2011 7 February ساعة 21:50
رقم : 39295
امين عام "حزب الله"في مهرجان "دعم عروبة مصر"

إن الولايات المتحدة الأميركية لا يهمها إلا حماية مصالحها

الاميركيون يحاولون استيعاب الثورة والظهور بمظهر المدافع عنها وهنا الخطر اننا امام ثورة حقيقية كاملة في المضمون والجوهر ثورة الفقراء والاحرار
إن الولايات المتحدة الأميركية لا يهمها إلا حماية مصالحها
 اكد الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله في مهرجان "الدعم لعروبة مصر" ان "هدف اللقاء اليوم واضح وهو الاعلان علن تضامننا ووقوفنا الى جانب شعب مصر وشبابها، ومن قبل الى جانب شعب تونس وشبابها".


وتوجه الى شعب تونس بالاعتذار "لاننا تأخرنا بضعة ايام عن هذه الوقفة لا لتردد او حيرة او تأمل، لاننا في الاحزاب اللبنانية التي لها كل هذا التاريخ في مقاومة اميركا، لا يمكن ان نقف على الحياد في الصراع بين مظلوم وظالم، وانما حرصا عليكم كي لا تتهموا وهذا ما دعانا الى التريث، ومنعا لمقولة ان مايجري في مصر تحركه حماس او حزب الله او الحرس الثوري".


واشار الى "تجربة سامي شهاب او خلية حزب الله، حينما اتهمت بانها تعمل لاسقاط النظام في مصر، وهو كان يتعاون مع الفلسطينيين في عمل له طابع لوجستي في دعم المقاومة في غزة، وذكر انه قام باستشارة واسعة مع اخوة مصريين في مصر ونصحونا بالتريث منعا لاتهامهم بالاصغاء الى الخارج، ونحن راعينا هذه الحساسية".


واكد التضامن "مع هذه الحركة الشعبية العظيمة والعارمة" مشيرا الى ان "احد مسؤولياتنا هو تبيان صورتها الحقيقية".


وقال:" هم في مصر اقدر على شرح طبيعة واهداف ثورتهم وانتفاضاتهم واوضح بعض جوانب هذه الثورة الحقيقية. نحن امام ثورة شعبية حقيقية يشارك فيها مسلمون ومسيحيون واحزاب اسلامية وعلمانية وتحضر في ساحاتها كل فئات الشعب وفيها عنصر الشباب وهو الاهم، ثم ان هؤلاء هم الذين يتحملون وهم اصحاب القرار فيما يفعلون ويريدون، واي اتهامات لهم ستسقط".


وعما اذا كانت انتفاضة خبز وعدالة اجتماعية قال:" سمعنا كثيرا من التفسيرات والتحليلات، وتحاول نخب اميركا واسرائيل ان تقول انها ثورة خبز لكن شعارات الثوار في الميدان تقول لنا انها كل ذلك، مما يعني اننا امام ثورة كاملة في المضمون والجوهر، هي ثورة الفقراء والاحرار واصحاب الكرامة وهي ثورة انسانية واجتماعية ضد الظلم والجوع وسياسات النظام في الصراع العربي الاسرائيلي".


وطالب بـ"تنزيه هذه الثورة مما يريدون الصاقها بها من تهم، ومنها ماقدمه بعض الجهابذة في وطننا العربي من انها صنيعة الخارجية الاميركية ومن تخطيطها"، واعلن ان "هذا ظلم كبير وهو ظلم لهؤلاء الشباب في تونس ومصر ومن منا سيصدق ان اميركا تريد اسقاط نظام يعمل خادما وصادقا في حماية مصالحها في المنطقة، فهذا الكلام غير منطقي".


واورد مقارنة مع ما يجري الان من تهم مع التهم التي وجهت الى قادة الثورة الايرانية العام ۱۹۷۷ وان اميركا هي التي تحرك ثورة ايران وقال:"لكن الحقيقة التي كشفها الزمن ان الامام الخميني هو الامام الصادق في خدمة شعبه، كما هم شباب تونس وشباب مصر اليوم".


ورأى ان "الاميركيين يحاولون استيعاب الثورة باظهار انهم يدافعون عنها، لكن ذلك هو الخطر الاكبر وعلينا التنبه له".


واشار إلى ان "الدراسات التي جرت على شعوب هذه المنطقة وتطلعاتها، وبينت الاستطلاعات أن غالبية هذه الشعوب تعادي سياسة الولايات المتحدة الأميركية، لا الشعب الأميركي، وسبب ذلك دعمها لاسرائيل وتبنيها لأنظمة عربية ديكتاتورية والنفاق الاميركي في ازدواجية المعايير في كل شيء، من حقوق الانسان الى الديموقراطية. إذا، خلصت الاستطلاعات إلى أن الشعوب ضاقت ذرعا بهذه السياسات، وهذه الأنظمة العربية لا تحظى بتأييد شعوبها".


ولفت إلى "قلق الادارة الاميركية، مما استدعى وقوفها في الوسط لجهة عدم تأييدها قمع الشعوب في مصر وتونس، وهي تحاول تقديم نفسها على أنها حامية للشعوب وتعمل على انتشال السلطة بما يحفظ مصالحها".


وقال: "إن الولايات المتحدة الأميركية لا يهمها إلا حماية مصالحها بغض النظر عمن هو رئيس السلطة سواء أكان اسلاميا ام قوميا ام علمانيا ام دينيا ام بطريركا ام مطرانا ام شيخا. المهم بالنسبة إليها من يلتزم مصالح الولايات المتحدة واسرائيل".


وكرر مطالبته بـ"تنزيه الثورة الشعبية المصرية اليوم"، مذكرا بـ"أن ثورة مصر اليوم فرضت نفسها على الدول الكبرى والرأي العام العالمي"، لافتا إلى "ارتباك الدول الكبرى إزاء فهم هذه الثورة وكيفية التعاطي معها".


ودعا إلى "النظر لما أحدثه تحرك الشعب المصري السلمي من هلع وذعر في اسرائيل، والتي تتحدث عن حزنها بخسارة آخر حليف استراتيجي في مصر بعدما خسرت شاه ايران، وبنسبة كبيرة موقف تركيا".


وأكد "قلق اسرائيل ووقاحة قادتها وعتبهم على الولايات المتحدة الأميركية لعدم تحركها"، لافتا إلى "مشهد يتعلق بمحاولة اسرائيل الدفاع عن النظام المصري وآخر الثورة التي تريد اسقاطه".


وخاطب أحرار العالم سائلا إياهم: "في أي جبهة تريدون الوقوف، بجانب اسرائيل التي تريد حماية النظام أم مع الثورة التي تريد اسقاطه؟".


كما توجه إلى رجال الدين بالقول: "سيكون الحساب عسيرا جدا أمام الله لأن المسألة ليست مسألة لقمة الخبز، وإنما تاريخ هذه الأمة ومستقبلها".


وجدد مطالبته للمؤمنين بالكرامة والعدالة الانسانية بـ"الوقوف بجانب الشباب الوفي في مصر"، وقال إلى الشباب في مصر: "نحن لا نتدخل بما تريدونه وما ترفضونه، وإنما نريد أن نعبر لكم عن إيماننا ومشاعرنا وتطلعاتنا. فإن ما تقومون به لهو عظيم جدا، وان حركتكم وانتصاركم سيغيران وجه منطقتنا، وخصوصا فلسطين. أنتم تستعيدون اليوم بصراخكم في الميادين، كرامة الانسان العربي التي أذلها واهانها بعض الحكام العرب، وما قمتم به لا يقل عن الصمود التاريخي للمقاومة في لبنان في حرب تموز ۲۰۰۷ وفي غزة ۲۰۰۸. وإننا نرى في وجوه شهدائكم وجوه شهدائنا".


أضاف: "مصر هي أم الدنيا، وأنتم اليوم شعبها العظيم الذي يستطيع أن يغير وجه الدنيا بإيمانه وصبره. وإلا كيف تكون مصر أم الدنيا؟ نحن واثقون بانكم قادرون على صنع التغيير، وان تستعيدوا لمصر موقفها المتقدم في المنطقة. يا شباب مصر الغالي، يا ليتنا نستطيع أن نكون معكم في ميدان التحرير وساحات الناصرة وفي كل مدن مصر العظيمة، ويا ليتني أستطيع أن أكون واحدا من هؤلاء المحتشدين لأني أتلهف لو أنني أستطيع أن قدم دمي لمصر".


وختم: "باسم "حزب الله" وكل الفصائل الوطنية والاحزاب والتيارات الاسلامية والوطنية اللبنانية والمحتشدين اليوم في هذا المهرجان نضع كل امكاناتنا بتصرف شعب مصر وثورته".


https://taghribnews.com/vdcji8et.uqehhzf3fu.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز