الصحف السعودية ربطت نفسها بالموقف الرسمي لحكومة الرياض بتأييدها بقاء مبارك لعدم اشاعة الفوضى في المنطقة .
شارک :
وكالة انباء التقريب (تنا) : موقف النظام السعودي من الديكتاتور حسني مبارك موقف مؤيد كما كان واضحا موقفه من بن علي حين استقبله وهو يهرب ثروات شعبه وشعبه ينتفض ضده ويطالب بالاصلاحات واستعادة كرامته وهويته . والعجيب من الموقف السعودي الرسمي الذي يدعي انه حامي الحرمين ويدافع عن حقوق المسلمين اينما كانوا يحمي شخصية كانت معاداته للقيم والاحكام الاسلامية علنية وواضحة للجميع ولهذا صفق له الغرب ودعمه .
واليوم الصحف السعودية , وتبعا لنظامها , ترتبك لاتخاذ موقف صريح وشفاف اتجاه الانتفاضة المباركة للشعب المصري التي حصلت على تأييد واسع ليس فقط على مستوى الشعوب الاسلامية بل حتى على مستوى كثير من علماء الدين البارزين والحركات الاسلامية في العالم الاسلامي وكثير من الكتاب والناقدين السياسيين . فقد اختلف مراقبون وإعلاميون في تفسير حالة "الارتباك" التي سيطرت على وسائل الإعلام بالسعودية في معالجتها للتطورات بمصر.
وعزا مراقبون ذلك إلى "الموقف السياسي الرسمي للرياض" بتأييدها بقاء مبارك في الحكم "لعدم إشاعة الفوضى في المنطقة الإقليمية الأكثر سخونة في العالم"، حسب صحفي في الشؤون الدولية يعمل بإحدى الصحف العاملة بالمنطقة الغربية. الفوضى تعبير غربي عندما تتعرض مصالحه للخطر لتخويف الشعوب من اي حركة ثورية ضد عملائه في المنطقة .
وترجع أطراف إعلامية أخرى "الارتباك الإعلامي السعودي"، إلى "الصحفيين أنفسهم، حيث ربطوا أنفسهم بالموقف الرسمي دون أن تطلب منهم السلطات ذلك، خصوصا كتاب المقالات، بخلاف الصحف التي تعمدت أن تجعل أخبارها "مخففة".
ولا يعكس مستوى التغطية الصحفية اليومية "انحياز الشارع السعودي صوب مطالب "المصريين الدستورية والمشروعة"، أو حتى مع حالة "الحراك الكبيرة للمتظاهرين" على أرض الميدان، فيما غاب عن المشهد الصحفي التحدث عن "مشاهد البلطجة"، من قبل مؤيدي الرئيس مبارك.
يقول صحفي متخصص في الاقتصاد بإحدى الصحف الكبرى "يوميا نعاني في مسألة تلك المفردات، التي تتغير وتتبدل يوما بعد يوم مع استمرار الاعتصامات في ميدان التحرير، بين مفردات إنها ثورة شعبية، أو مظاهرة سلمية، أو احتجاج شبابي".
ويضيف الصحفي -الذي فضل عدم ذكر اسمه- "هناك غربلة للمواد التي ترسل من قبل مراسلي الصحيفة في العاصمة المصرية"، معتبرا أن ذلك "يسبب حالة إحراج أمام القراء، تجاه ما يشاهدونه في قنوات التلفزة، وما تنشره الصحف".
بدوره اعتذر رئيس تحرير جريدة الرياض تركي السديري، عن التعليق لموقع الجزيرة نت، حينما سألناه عن سبب تخبط تغطية الصحف للحدث المصري الكبير.
الموقف الرسمي وأبدى الصحفي حسن مهدي رؤية أشبه "بالتحليل الإعلامي"، لما يجري على المشهد الصحفي، ويقول للجزيرة نت إن "الالتباس أو ما يعده البعض ارتباكا، أتى نتيجة عدم فهم عدد من هؤلاء الكتاب لطبيعة الموقف الرسمي السعودي"، وهو موقف أيد الشعب والنظام في مصر معا".
غير أن مهدي ينتقل لمحور آخر، وهو تعامل كتاب الصحف السعوديين مع الأزمة المصرية، الذي وصفه "بالمثير للاستغراب"، قائلا "كان الأجدر بهم أن يعبروا عن آرائهم بحرية ومهنية دون التباس أو قلق، ودون أن يرهنوا مواقفهم لأي توجهات سياسية رسمية كانت أو حزبية، لأن مطالب الشارع المصري في البحث عن حرية وعيش كريمين وتغيير لطبيعة النظام السياسي الحاكم، هي مطالب مشروعة، تكفلها لهم القوانين الدولية وشرعة حقوق الإنسان والتشريعات السماوية".
كما رأى مهدي أن "بعض الكتاب أخذ موقفا ألبسه لباسا مؤدلجا، متخذا من الإخوان المسلمين شماعة، ومبديا معارضته لحركة الشعب المصري، من باب خوفه من تولي الإخوان لسدة الحكم بالبلاد".
وأضاف "البعض اتهم إيران، وحذر آخرون من المخططات الأجنبية، وكلها ذرائع واهية، تتسم بالمواقف المسبقة لتصفية الحسابات، ولا ترتكز في تحليلها على العلمية والمهنية".
ويقول في سياق آخر "هناك كتاب وإعلاميون ومدونون عبروا عن آرائهم الداعمة لمطالب الشعب المصري بكل صراحة، وكتبوا هذه الآراء بأسمائهم الصريحة، خصوصا في الصحف الإلكترونية، وهي آراء تمثل شريحة واسعة من الجمهور السعودي".
كما يرى أن مزاجا سعوديا عريضا يؤيد التغيير في مصر، ويأمل أن يتم انتقال سلمي وسلس للسلطة، دون إراقة قطرة دم واحدة. الجزيرة