عكس الاعلام السعودي القلق الكبير الذي تعيشه السلطة من التوجه الذي تبناه العراق حول الازمة السورية واستنكاره للدعوة لتسليح ما يسمى بالجيش السوري الحر".
إذ شنت الصحف السعودية اليوم حملة عنيفة على رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إثر انتقاده الدعوات التي وجهتها كل من المملكة العربية السعودية ودولة قطر الى تسليح المعارضة السورية ساخرة من ايمانه بثبات نظام الرئيس السوري بشار الاسد. قادت الهجوم صحيفة الشرق الاوسط بارسال رسالة الى الخليجيين شددت فيها على ضرورة مقاطعة حكومة المالكي ومعاقبته. كما زعمت الصحيفة ان " رئاسة العراق للجامعة العربية ليست ذات قيمة بالشأن السوري" في محاولة فاشلة لتهميش العراق وحرمانه من العودة الى دوره السياسي الرائد . الحملة التعسفية التي تبنتها صحيفة الشرق الاوسط، لاقت صداها عند كافة الصحف السعودية. فبدورها صحيفة الرياض تسائلت في افتتاحيتها " المالكي صوت لإيران... ام حاكم للعراق؟ " وكتبت الصحيفة " توقعنا بعد القمة العربية أن يكون واقعياً في إدارة علاقاته مع محيطه الخليجي" مستنكرة مخالفة المالكي لمواقف المملكة السعودية وقطر من النظام السوري . افتتاحية صحيفة الوطن جاءت متناغمة مع زميلاتها من الصحف السعودية، إلا أن تهجمها على شخص رئيس الوزراء العراقي كان بجرعة أكبر فقد رأت أن المالكي خرج مدافعاً عن النظام السوري في "شيزوفينيا سياسية "! كما سخرت من ايمان الرئيس العراقي بأن النظام السوري لا يمكن أن يسقط بالقوة. ولم تكتف الصحيفة بذلك بل تسائلت انه إذا سقط صدام حسين فلماذا لا يسقط بشار الاسد. الجو السياسي المتشنج لملوك دول الخليج الذي عكسته الصحف السعودية، لم يستطع تقبل ان العراق بات لاعباً أساسياً على الساحة الاقليمية وانه منسجم كل الانسجام مع الفكر القومي العربي في حين ان الدول الخليجية تناست القومية والعروبة لاهثة وراء المصالح الغربية لدول الاستكبار العالمي.