إنّ ما أنجزه الشّعب المصريّ في مدى يقلّ عن أسابيع ثلاثة، يمثّل رسالةً كبرى إلى كلّ الشّعوب المقهورة والمضطهدة.
شارک :
هنّأ سماحة العلامة السيّد علي فضل الله الشّعب المصريّ على ثورته المباركة، ورأى فيها إنجازاً كبيراً ستكون له انعكاساته عربيّاً وإسلاميّاً وإنسانيّاً، لافتاً إلى المسؤوليّة الملقاة على عاتق هذا الشّعب في استكمال الإنجاز ببناء الدّولة الحرّة العادلة وحماية قضيّة فلسطين. كلام سماحته جاء في رسالة تهنئةٍ وجّهها إلى الشّعب المصريّ، جاء فيها: إنّ ما أنجزه الشّعب المصريّ في مدى يقلّ عن أسابيع ثلاثة، يمثّل رسالةً كبرى إلى كلّ الشّعوب المقهورة والمضطهدة، بإمكانيّة الخروج من واقع الاضطهاد إلى آفاق الحريَّة، عندما تقرّر هذه الشّعوب أن تغادر سجن الذّات، وتنتصر على عوامل الخوف والضَّغط الدّاخليَّة، قبل أن تواجه الواقع الصَّعب المتمثّل بالنّظام ومن يقف خلفه.
لقد بعث الشّعب المصريّ الأبيّ والثّائر برسالةٍ واضحة الدّلالة إلى الشّعوب العربيّة والإسلاميّة، بأنّها تستطيع أن تستكمل المسيرة في عمليّة نهوضٍ مدروسةٍ، لتقود مسألة التّغيير الّتي نعتقد أنّها بدأت في تونس ومصر، وسوف تواصل مسيرتها في أكثر من واقعٍ عربيّ وإسلاميّ يحتاج إلى التّغيير. لقد أعادت هذه الثّورة المباركة الرّوح إلى الأمّة كلّها؛ هذه الأمّة الّتي كانت متعطّشةً إلى أجواء العزّة والكرامة والحريّة، وقد وجدت شعوبها في تجربة الشّعب المصريّ دليلاً حاسماً على إمكانيّة الانتقال من واقع الظّلم والخنوع والفساد، إلى واقع الحريّة والعدالة والتّحرير.
إنّها الثّورة الّتي تحمل كلَّ معاني الطّهر والإباء، والّتي تعيد الثّقة إلى الأمّة في مختلف المجالات والأوضاع، ولا سيَّما في استعادة الدّور الرياديّ لمصر إقليميّاً ودوليّاً، وتصويب مسار هذا الدّور لينسجم مع تاريخ مصر وحيويّة شعبها وتطلّعاته نحو الحريّة والاستقلال، وخصوصاً الارتباط بقضايا الأمّة، وفي الطّليعة منها قضيّة فلسطين.