مسؤوليّة العلماء أن يقودوا الأمَّة لمواجهة تحدّيات الدّاخل والخارج
تنا ـ بيروت
شارک :
أكَّد العلاّمة السيِّد علي فضل الله ضرورة أن يبذل علماء المسلمين والمرجعيَّات الإسلاميَّة الجهود الكبيرة لمنع تفاقم ظاهرتي التَّكفير والغلوّ المتفشّيتين في الواقع الإسلاميّ، مشيراً إلى أنَّ ما يزيد الأمور تعقيداً، هو عدم مواكبة المواقع الدّينيّة لما يجري داخل العالم الإسلاميّ.
وخلال كلمة له في مؤتمر المجمع العالمي لأهل البيت(ع) في طهران أكَّد سماحته أنَّ تجاهل ما يجري في العالم العربي من حراك شعبي وجماهيري من قبل العلماء والمراجع الإسلاميّة ينمّ عن عدم الوعي لطبيعة المرحلة المستجدّة وظروفها وتفاعلاتها .
و شدد السيد فضل الله على أن كلّ المخاطر الّتي تهدّد الواقع الدّاخليّ، " تستدعي من علماء المسلمين والمرجعيَّات الدينيَّة أن تتصدّى له بعزم وحزم، وهذا مع الأسف ما لم نشهده بشكل فاعل وعمليّ؛ بل لعلّنا وجدنا البعض يفسح في المجال له ويتبنّاه، أو يخشى من الوقوف أمامه أو التصدّي له".
ورأى أنَّ ما يزيد الأمور تعقيداً، هو عدم مواكبة المواقع الدّينيَّة لما يجري داخل العالم الإسلاميّ من حراكٍ وحيويّة، واعتبار هذه المواقع أنها غير معنيّة بشكلٍ مباشر بما يحصل، هذا إلى جانب عدم إنتاجها خطاباً مواكباً يُلبّي الطّموحات، بما يؤدّي إلى جعل شرائح الأمّة النّاهضة تيأس من إمكانيَّة أن تبادر هذه المواقع إلى التمسّك بالإسلام المنفتح على تطلّعاتهم، في وقت تتوق هذه الجماهير الشابّة إلى الحريّة .
وختم: إنّ مسؤوليّة العلماء في هذه المرحلة، أن يكونوا قادة الأمّة الّتي يوجّهونها ويحمونها من الانزلاق إلى ما يريد الآخرون أن تنـزلق إليه، أن يقودوها لمواجهة تحدّيات الداخل والخارج، وأن يبنوا لها المنهج والأسلوب والطّريق المستقيم الّذي يحمي الأمّة من الانحراف أو الضّياع .