سيشارك في المؤتمر ٢٥٠ شخصية من ٥٧ دولة في ارجاء العالم وهم من ابرز الشخصيات والنخب الاسلامية، ومنهم الدكتور كمال الهلباوي وهو المنسق العام لجماعة الاخوان المسلمين في اوروبا الذي اجرى مؤخرا مقابلة مهمة جدا على قناة الـ BBC حيث اكد فيها على دور الثورة الاسلامية الايرانية في انتصار الثورة المصرية.
شارک :
وكالـة أنبـاء التقريـب(تنـا) قال آية الله الشيخ محمد علي التسخيري الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد امس الاحد في المبنى الرئيسي لمجمع التقريب بطهران "ان مؤتمر الوحدة الاسلامية في دورته الرابعة والعشرين والمرتقب انعقاده خلال الفترة من ١٩ الى ٢٣ شباط/ فبراير ٢٠١١ سيتناول الكثير من القضايا وكذلك الاحداث التي وقعت في العالم الاسلامي في الآونة الاخيرة، بما فيها ثورتي تونس ومصر"، واصفا اياهما بـ" الزلزال الذي هز العالم العربي باسره".
وتابع سماحته "لقد ارسى رئيس النظام التونسي المخلوع دعائم النظام الفرعوني فسعى الى فصل الدين عن السياسة، بمعنى أخر أنه حارب الدين ارضاءاً لأسياده المتغطرسين لكنه ارغم على مغادرة هذا البلد بفضل قوة ايمان الشعب وارادته، غير أن الحدث الأهم، هي الثورة الشعبية المصرية التي تكللت بالنجاح وخيبت امال وخطط الاستعمار العالمي في هذا البلد، فقد كانت الولايات المتحدة الأميركية توليه اهتماما خاصا، وكما جاء على لسان الرئيس الامريكي الاسبق ايزنهاور في اشارته الى مكانة هذا البلد واهميته السياسية والاستراتيجية "ان الخير والشر يصدران من مصر" وايضا ما جاء في النشيد الوطني المصري "مصر هي ام البلدان:".
وأشار الشيخ التسخيري الى ان النظام المصري البائد نفذ بحق شعبه كافة انواع الظلم والاضطهاد حيث وضع ثرواته الهائلة في متناول الامريكان والصهاينة وخير دليل على ذلك انه كان يبيع الغاز المصري برعاية امريكية الى العدو الصهيوني بثلث السعر العالمي للغاز. منوها الى ان سقوط هذا النظام هو مصداق لتحقيق وعد الله تعالى في الاية الكريمة: [اذا جاء نصر الله والفتح].
ولفت سماحة التسخيري الى الجهود المستميتة للاعلام الغربي من اجل اخفاء الطابع الاسلامي لثورة الشعب المصري ليبرهن على عدم تأثرها بالثورة الاسلامية الايرانية، قائلا: كلا الشعبين التونسي والمصري انتفضوا على انظمتهم المستبدة انطلاقا من المساجد وبرؤية اسلامية صارخة، وان بث صوت الاذان من الاذاعة التونسية بعد مضي خمسين عاما على منعه من قبل الانظمة السابقة وايضا عودة النخب والشخصيات الاسلامية البارزة الى احضان وطنهم هو خير دليل على ذلك. كما ان الهوية الاسلامية ملحوظة في الثورة الشعبية المصرية بكل وضوح، حيث بدأت مسيرات الجماهير من المساجد وبعد انتهاء صلاة الجمعة في مصر، كما ان الشعب المصري اليوم ينادي ويطالب الحكومة الجديدة برفع الحصار عن قطاع غزة والشعب الفلسطيني المحاصر فيه.
ومن جانبه بارك سماحة الشيخ التسخيري هذا النصر للعالم العربي والاسلامي منوها الى ان طواغيت العالم اصيبوا بالذعر والخوف من ارادة الشعوب وقدراتها على التغيير بفضل انتصار الثورتين التونسية والمصرية، وعرفت الشعوب العربية قدراتها ومكانتها في العالم.
واكد الامين العام للمجمع العالمي للتقريب ان اعمال مؤتمر الوحدة الاسلامية الرابع والعشرين تتمحور حول موضوعين اساسيين، الموضوع الاول مايخص العنوان الرئيسي للمؤتمر وهو" الأساليب الفكرية والعملية لتحقيق التقريب بين المذاهب الإسلامية" والموضوع الثاني يخص الاحداث التي تكلمنا عنها والتي من المرجح ان تستمر لتشمل باقي الدول والشعوب المضطهدة في العالم الاسلامي. ولذلك يمكن ان نقول بأن المؤتمر في هذا العام سيكون مختلفا عن الدورات الماضيية.
كما اشار سماحته الى انه سيتم فتح مجال الحوار الحر للمشاركين في المؤتمر لبحث وتداول اهم القضايا والتحديات والهواجس التي تقلق بال العالم الاسلامي ومنطقة الشرق الاوسط.
واشار التسخيري الى انه سيشارك في المؤتمر ٢٥٠ شخصية من ٥٧ دولة في ارجاء العالم وهم من ابرز الشخصيات والنخب الاسلامية، ومنهم الدكتور كمال الهلباوي وهو المنسق العام لجماعة الاخوان المسلمين في اوروبا الذي اجرى مؤخرا مقابلة مهمة جدا على قناة الـ BBC حيث اكد فيها على دور الثورة الاسلامية الايرانية في انتصار الثورة المصرية. كما ستشارك ٥٠٠ شخصبة اسلامية سنية وشيعية في الجمهورية الاسلامية الايرانية.
وحول البرامج الاخرى للمؤتمر اشار سماحته الى اقامة معرض للكتب، والذي سيعرض فيه العديد من الكتب التي تهتم بشأن الوحدة والتي طبعت لأول مرة وبعدة لغات عالمية. كما سيتم تكريم المرشحين لجائزة الكتاب العام حول التقريب والشخصيات الرائدة في مجال التقريب بين المذاهب الاسلامية على هامش المؤتمر ايضا .
واضاف ان اللجنة العليا للمجمع العالمي للتقريب ستعقد اجتماعها الدولي بمشاركة اعضائها القادمين من عدة دول اسلامية وعربية وغربية، كما ستنعقد اجتماعات اللجان الاربع التابعة للمجمع وهي اللجنة الاعلامية ولجنة الجاليات المسلمة ولجنة مواجهة التحديات التي تواجه العالم الاسلامي واللجنة النسائية.
واشار سماحة التسخيري الى ان اللجنة المنظمة للمؤتمر اعدت برنامجا لزيارة مشهد المقدسة والروضة الرضوية (ع) معتبرا انها من اهم برامج المؤتمر.
وتوقع اية الله التسخيري الى ان المؤتمر في هذا العام سيكون مقدمة لمؤتمر العام المقبل والذي سيتم فيه تقديم دراسة تفصيلية لنتائج المؤتمرات السابقة طوال ٢٠ عاما من الاداء في مجال التقريب بين المذاهب الاسلامية.
وردا على سؤال احد الصحفيين حول مطالبة الرئيس الامريكي اوباما، الحكومة الجديدة في مصر بالتزامها كافة الاتفاقيات الدولية وخاصة اتفاقية كامب ديويد، قال التسخيري اني على يقين بان احلام اوباما سوف لن تتحقق لأن الشعب المصري لن ولا ينسى الذل الذي تحمله جراء تلك الاتفاقيات خلال الأعوام الماضية وان مصر سوف تسترجع مكانتها باعتبارها أكبر دولة عربية.
وناشد سماحة التسخيري شيخ الازهر الدكتور احمد الطيب بأن يكون متضامنا مع الشعب المصري في نضاله، مشيدا بمواقف عدد من مشايخ الأزهرخلال ايام الانتفاضة "حيث ان البعض منهم استقال من وظيفته لينضم الى الجماهير الحاشدة والبعض الاخر بقى في منصبه معلناً تضامنه مع شعبه".
وتابع التسخيري بالقول: اني ادعو شيخ الازهر ان يستغل الفرصة المتاحة ليضمن استقلالية الازهر الشريف في ظل الحكومة القادمة وان يفصل انقياده لقرارات الحكومات، لان الازهر مؤسسة دينية ولذلك يجب ان يكون مستقلا.