السيّد حسن نصر الله يطلق كتاب ذكريات الإمام الخامنئي باللغة العربية
كتاب "إنّ مع الصبر نصرا"
تنا
على أعتاب الذكرى السنويّة الأربعين لانتصار الثورة الإسلامية، انعقد في مجمع السيد الشهداء الواقع في ضاحية بيروت الجنوبية حفل "أربعون ربيعاً" احتفاءً بهذه الذكرى. وكانت كلمة الحفل لسماحة السيّد حسن نصر الله الذي أطلق في ختام كلمته كتاب "إنّ مع الصبر نصرا" الذي يروي ذكريات الإمام الخامنئي باللغة العربية حول مرحلة مكافحة نظام الطاغوت وتمنّى السيد نصر الله الاعتناء بهذا الكتاب وقرائته لأنّ الراوي أراد فيه أن يخاطب الشعب والشباب العربي بلغتهم العربيّة.
شارک :
على أعتاب الذكرى السنويّة الأربعين لانتصار الثورة الإسلامية، انعقد في مجمع السيد الشهداء الواقع في ضاحية بيروت الجنوبية حفل "أربعون ربيعاً" احتفاءً بهذه الذكرى.
أقامت الحفل المقاومة الإسلامية في لبنان- حزب الله وشاركت فيه مختلف شرائح الشعب وممثّلو الأحزاب السياسية اللبنانية والعربية إضافة لممثلي رئيس الجمهورية اللبنانية، ورئيس مجلس النواب، وسفراء الدول، وقيادات حركات المقاومة الفلسطينية.
تخلّل الحفل خطاباً عبر الشاشة للأمين العام لحزب الله في لبنان السيد حسن نصرالله أشار فيه سماحته مبيّناً إلى أن حزب الله ينظّم مهرجاناً لمدة 3 أيام حول الثورة الاسلامية في ايران، مشيراً إلى أن هناك كتاباً هاماً جداً اسمه "إنّ مع الصبر نصرا" يروي فيه الامام الخامنئي ذكرياته منذ ولادته وحتى انتصار الثورة، ثمّ أوضح السيّد نصر الله قائلاً: هذا الكتاب يحكي برواية ولسان سماحة القائد الإمام الخامنئي مباشرةً وبلغته العربيّة، لكي تتعرّفوا على لغته العربيّة، والتي هي أجمل وأمتن وأبلغ من كثير ممّن يُنصّبون أنفسهم قادة في العالم العربي.
ولفت أمين عام حزب الله إلى أنّ الكتاب يتضمّن ذكريات الإمام الخامنئي ضمن مرحلة عمريّة معيّنة هي منذ ولادة سماحته وحتى انتصار الثورة الإسلاميّة ولا يتطرّق إلى فترة تولّيه الرّئاسة أو مرحلة استلامه لزمام أمور القيادة.
وحول تجربته مع لغة قائد الثورة الإسلامية قال السيّد نصر الله: لقد روى [الإمام الخامنئي] ذكرياته: بلسانٍ عربيٍّ جميلٍ وبديعٍ، فأنا شخصيّاً التقيت القائد وتكلّمت معه باللغة العربيّة وسمعت لغته العربيّة وقد سمعت لغته العربيّة عند إلقائه للدروس لكنّني فوجئتُ بهذه البلاغة والطراوة والجمال والمتانة في اللغة التي قرأتها في الكتاب وفي المقدّمة التي كتبها بيده اليُسرى، وقد كتبها باللغة العربيّة، وسوف ترونها في مقدّمة الكتاب، ومن الواضح أنّ الخطّ فارسي لكنّ اللغة عربيّة.
وأوصى السيّد نصر الله الحضور قائلاً: أتمنّى إن شاء الله أن يحظى هذا الكتاب بعنايتكم وقرائتكم لأنّ سماحة القائد أحبّ أن يخاطب الشباب العربي والشعوب العربيّة مباشرةً بلغتهم ولسانهم، و[الكتاب] يُعبّر لكم أيضاً ما ذكرته في البداية. هي تجربة شخصيّة وذكريات شخصية لسماحة القائد عن التضحيات الجسام والمظلوميّات والصّعوبات والآلام التي عاناها القائد وكثيرون من أنصار الإمام وأصحاب الإمام الخميني في هذه الثّورة، ولذلك فإنّ هذا الكتاب كتابٌ مهمّ ومبارك.
وتحدّث الأمين العام لحزب الله في خطابه حول مرحلة ما قبل انتصار الثورة حيث قال سماحته أن الشاه جعل من ايران دولة تابعة لأميركا وتديرها واشنطن كيفما تريد وكان خادماً لها، لافتاً إلى أن الإمام الخميني كان قبل الستينات يحضّر للثورة والتحرك ويحضّر البيئة ضد الشاه، وقد بدأت هذه الثورة برجل واحد إلتف حوله عدد كبير من رجال الدين والعلماء وشرائح واسعة من الناس، مبيّناً بأن أهمية الثورة التي قادها الإمام بأنها قامت منذ اليوم الأول لله ولم يكن يفكر أصحابها بأي شيء من حطام الدنيا.
وشدد السيد نصر الله على أن الثورة الإسلامية كانت وطنية بامتياز، إذ أنها ثورة الجياع والمحرومين والمستضعفين على كل المستويات والابعاد، مشيراً إلى أن من انجازاتها اسقاط نظام الشاه الذي كان يمثل أعتى نظاماً دكتاتورياً في المنطقة وإخراج أميركا و"اسرائيل" من ايران.
ورأى السيد نصر الله بأن ايران اليوم هي من أوائل الدول المستقلة في المنطقة والدول القليلة المستقلة حقاً في العالم، وأنها دولة لا شرقية ولا غربية، بل دولة وطنية غير خاضعة كغيرها لأميركا.
وعدّد سماحته إنجازات الثورة الإسلامية، معتبراً بأن من أهمّها بقاء مؤسسات الدولة وعدم تدمير المقدرات والحفاظ على الأقليات وعلى الوحدة الوطنية والصمود في وجه كل المؤامرات الداخلية التي أثيرت، وإقامة النظام الجديد على قاعدة السيادة الشعبية والاستفتاء الشعبي، لافتاً إلى أنه منذ انتصار الثورة لا تزال الانتخابات تحصل بشكل يعبر عن رأي الشعب حتى خلال الحرب الفروضة من صدام حسين.
وبيّن السيد نصر الله بأن ما يجري في المنطقة ليست حرباً إيرانية - "إسرائيلية" ولا صراعاً سعودياً - إيرانياً، بل هي حرب أميركية على الجمهورية الإسلامية منذ العام 1979 إلى اليوم والسعودية وبعض دول الخليج (الفارسي)أداة في هذه الحرب. معتبراً بأن الذين يحاربون إيران اليوم بالعقوبات والتكفير والفتاوى هم مجردّ أدوات في الحرب، مذكّراً بأن (ولي العهد السعودي) محمد بن سلمان اعترف بأن اميركا بعد 1979 طلبت من السعودية دعم ونشر الوهابية في العالم، مؤكداً بأن "الدولة الاسلامية" بنموذج "داعش" هي ما تريده اميركا وقامت السعودية بترويجه في العالم.
ووصّف الأمين العام لحزب الله ما يحصل في المنطقة بأنه إصرار أميركي على محاربة ايران لأنها دولة مستقلة وصاحبة قرارها، ولأن إيران لا تخضع لها وتعمل لمصلحة شعبها وبلدها، ولأن موقفها الاقليمي الى جانب المستضعفين والقدس وفلسطين ودعم المقاومة.
وقال الأمين العام لحزب الله إنه خلال 8 سنوات شنت حرب شرسة على ايران وكانت كل دول العالم مع صدام حسين باستثناء بعضها كسوريا وغيرها، مشيراً إلى أنه بعد إنتهاء الحرب بدأت عملية الإعمار وتثبيت بنية النظام وقواعد الدولة وصولاً الى التطور الكبير في الموقع الاقليمي.
وأكد السيد نصر الله على أن ايران بعد 40 سنة على الثورة الإسلامية، هي دولة المؤسسات والدستور والقانون والسيادة الشعبية في ظل ولاية الفقيه.
وتوجّه السيد نصر الله إلى الشعوب العربية بالقول إن ايران لا تريد منكم شيئاً ولا تريد سلاحكم ولا مالكم وهي جاهزة للعطاء من سلاحها ومالها وقدرتها.