كتاب "فلسطين ووعد الآخرة" من مؤلفات "الشيخ سعيد قاسم" أسير محرر فلسطیني، و ركَّز المؤلف على فلسطين لتتجاوز حدود البروتوكول في عنوانها لتترك غرائزنا تقودنا إلى حيث الدقائق واللحظات ووعد الآخرة.
شارک :
تُبيِّن هذه الدراسة أموراً قَلَّما استطاع أحد العيش والتَّفَقُّه بمعناها. فاتَّسمت بالجِدِيَّة وفقاً للأصول الفقهية الإسلامية المعتمدة بالمرورعلى زمن الولادة وزمن الموت، وعلى زمن الزرع وزمن الحصاد...! وعلى زمن القتل وزمن الشقاء، وعلى زمن الهدم وزمن البناء، وعلى زمن النحيب وزمن الرقص على جثث الشهداء، وعلى زمن رمي الحجارة وزمن جمعها للعمران، وعلى زمن المُعانقة وزمن الإنقسام المُلوَّن بالدَّم، وعلى زمن الاحتفاظ بالكرامة وزمن التَّخلي عنها، وعلى زمن التمزيق وزمن الرتق، وعلى زمن الصمت وزمن الكلام بالمُقاومة، وعلى زمن الحب وزمن الكراهية، وعلى زمن السلم وزمن الحرب، وتأثيرٌ أكبر من تأثير بأسماء ومصطلحات وعبارات، وعلاقة جدلية بين هذه...
وفلسطين ماضياً وحاضراً ومستقبلاً وصفحات كتاب فلسطين ووعد الآخرة تتسابق فيما بينها لتكون هي الصفحة الأولى.
فكان الشاهد القرآن الكريم، والسيرة النبوية وأحاديثها الشريفة، وعلم مُصطلح حديثها،... وفي التاريخ، وفي الفساد... والعُلوّ، وفي الردة الثانية في جزيرة العرب وخليجها، وفي صهينة العرب واسلامهم باللعب على الوتر الطائفي، وفلسطين في الهواء والكل الفلسطيني بحاجة إلى سماعها رُؤية، والكل من الماء إلى الماء نام لا ليحلم بعطر قراَنها من مآذن الأقصى، وأجراس كنيسة القيامة، بل بدمارهما.
ركَّزَ المؤلف على فلسطين لتتجاوز حدود البروتوكول في عنوانها لتترك غرائزنا تقودنا إلى حيث الدقائق واللحظات ووعد الآخرة.
ترك المؤلف ثلاثة وقائع على جانب كبير من الأهمية أدركها في التيه، والوصول، وإيداع المفتاح!!! وهذا عوض شديد اعتاشته اليهودية على السرقة. سرقة أفكار الشعوب وهواجسها فلم تكن "إسرائيل" إلاّ انعكاساً لصورة الجريمة لا إلى ما لا نهاية لتدخل في بُعْدٍ آخر حيث العُهر الغير مُقدَّس في الطقوس التلمودية.
فكانت المأساة في النكبة وما تلاها ودبَّ الفزع في الكل العربي مسلميه ومسيحييه وقد غلبهم الظمأ الشديد إلى العقيدة ومعانيها السامية ليسطع الشيخ سعيد قاسم بإشعال نار الحكمة المُقدَّسة في كتاب فلسطين ووعد الآخرة يتوهّج في جدلية الكون.