كل لحظة من لحظات ظهر يوم عرفة حتى غروبه هي كالإكسير فاعرفوا قدرها
تنا
قال قائد الثورة الإسلامية سماحة الامام الخامنئي، إن بعد ظهر يوم عرفة هو إحدى ساعات الجنة، إذا استطعنا أن ندرك ونستوعب ذلك.
شارک :
ونشر موقع KHAMENEI.IR الإعلامي على مشارف هذه الأيام المباركة ومناسك الحجّ كلمة قائد الثورة الإسلامية سماحة الامام الخامنئي والتي وردت كالتالي: "الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على سيدنا و نبينا أبي القاسم المصطفى محمد و على آله الأطيبين الأطهرين المنتجبين، سيما بقية الله في الأرضين.
مرحباً بكم كثيراً أيها الإخوة و الأخوات الأعزاء؛ اللقاء بكم من أحلى اللقاءات بالنسبة لي دوماً، سواء منكم الذين أدركوا فترة الدفاع المقدس، و أنتم ذكرياتها و تحيون في أذهاننا أثمن الذكريات، أو الشباب الأعزاء و الجيل اللاحق الذين التحقوا طوال هذه العقود بهذه المنظومة المباركة. نتمنى أن تشملكم البركات الإلهية جميعاً إن شاء الله و تستطيعون أن تتابعوا ذلك الطريق المستقيم - الصراط المستقيم - و الجهاد المقدس في كل الأحوال، فهذا هو سرّ سعادة البشر و نجاحهم في الدنيا و الآخرة.
أولاً شهر ذي الحجة المبارك شهر مهم، فلنعرف قدره. باستثناء عيد الغدير الشريف و عيد الأضحى المبارك، المهم في هذا الشهر - ما عدا هاتين المناسبتين - هو مناسبة يوم عرفة، فاعرفوا قدر يوم عرفة، و أعدوا أنفسكم لدخول رواق الخشوع مقابل الخالق. يوم عرفة يوم كبير.
إننا نصاب بالصدأ و تراكم الغبار على قلوبنا، و التضرّع و الخشوع و ذكر الله و التوسل ممارسات تزيل هذا الصدأ و الأغبرة، و هناك أيام معلومة تعدّ فرصاً أفضل لإزالة هذا الصدأ و هذه الأصباغ و الأغبرة، و من أفضلها يوم عرفة. اعرفوا قدر يوم عرفة. إنها لساعات مهمة من ظهر عرفة إلى غروب عرفة. و كل لحظة من هذه الساعات مهمة ثمينة كالإكسير و الكيمياء، فلا نقض هذه الساعات و اللحظات بالغفلة.
الدعاء العجيب للإمام الحسين (عليه السلام) في يوم عرفة نموذج من الأعمال العبادية، و هو مظهر الخشوع و التذلل و الذكر و مظهر الابتهال مقابل الرب الخالق. و نموذج آخر دعاء الإمام السجاد (سلام الله عليه) في الصحيفة السجادية. اقرأوا هذه الأدعية بتأمل و تفكر، فهذا هو زادكم.
الطريق الذي أمامكم طريق طويل و صعب و قيم جداً. طرق الحياة كثيرة بالتالي، فالكل يعيشون و الكل يعملون و يكدون لمعيشتهم - هناك الأعمال المباحة، و الأعمال المستحبة، و الأعمال المحرمة - لكن هذا الدرب الذي اخترتموه درب منقطع النظير، فهو جواهر مقابل التراب و الأدغال و الحصى، إنه درب قيم مهم.
إنه من جملة طرق الحياة التي تصنع التاريخ و تبعث على شموخ الشعوب و تنقذ البلدان و تصنع المستقبل، و فوق كل ذلك تحقق لكم رضوان الله و جنة الآخرة و الدنيا، هكذا هو هذا الدرب.
و طبعاً، بموازاة أهمية هذا الدرب هناك متاعب و صعوبات و أشواك و أدغال كثيرة في هذا الدرب، فهو بحاجة إلى قوة و نشاط، و هذه الأعمال و هذا التوجّه إلى الله يوفر لكم ذلك النشاط و الحيوية. لا تغفلوا عن المعنوية و التوسل بالله و الخشوع له. كل دقيقة من التضرع أمام الله يخلق ذخراً و رصيداً قيماً في قلب الإنسان. هذه هي النقطة الأولى التي نروم ذكرها".