الثورة الفلسطينية فی کتاب "نحو رؤية شاملة للرواية العربية" فی سوریا
وکالة انباء التقریب (تنا) – دمشق 23/3/2011
يضم كتاب "نحو رؤية شاملة للرواية العربية" شهادات لكتاب عرب لهم تجربة أدبية مهمة في مجال الكتابة الروائية إضافة إلى نصوص نقدية لكتاب آخرين لهم باع طويل في نقد النص الروائي العربي تتناول أهم الملامح والتغيرات الطارئة على بنية السرد المعاصر.
شارک :
و افاد مراسل وکالة انباء التقریب فی سوریا نقلا عن وکالة سانا انه في القسم المتعلق بالشهادات يوضح الروائي السوري الراحل عبد السلام العجيلي بأن الرواية في واقعنا الاجتماعي لا تملك أن تكون داعية إصلاح أو مخططة لطرق الصلاح حيث أنها لم تفعل ذلك في الزمن القديم في عهد روايات الكتاب الروس في العهد القيصري أو في قصص فولتير وديدرو الإنتقادية فالرواية تسلط الأضواء على الواقع وعيوبه مثيرة الانتباه إلى ما هو معوج وخاطئ مؤدية بقدر قيمتها الفنية على تفاعل القارىء ومشاركته في الإدراك والتقييم. ويقول الروائي المصري صنع الله إبراهيم ليس من السهل أن يتحدث الكاتب عن تجربته فهو عندما يفعل يكون كمن يشق طريقه ضمن غابة من الأغصان المتشابكة التي يحتاج تخليصها من بعضها بعضا إلى جهد وبراعة إذ تتأثر الرواية العربية بتطورات عديدة بحكم وسائل الاتصال الجديدة التي أوشكت أن تزيل الحدود والقيود وبحكم أوجه الشبه بين الأزمة في العالم العربي والأزمة في الغرب. بينما يقول الروائي السعودي عبد الرحمن منيف في معرض حديثه عن تجربته الروائية إن الرواية تعني لي إعادة تشكيل العالم ضمن أنساق وأشكال أكثر انسجاماً لأن الحياة في النهاية لا تعدو أن تكون مجرد رواية من نوع ما فالحياة مجرد حكاية أخرى تضاف إلى ركام لا ينتهي من حياة الإنسان الملأى بالحكايات عبر العصور. ويبين الروائي المصري جمال الغيطاني تنوع جمهور القراء الذين يرتفع عددهم بين الشباب الجديد المتطلع إلى الثقافة فالكاتب يكتب لمن يقرأ ولمن يفهم فكثير من القراء كانوا منبهرين حين قرؤوا رواية الكاتب الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز مئة عام من العزلة التي كانت تأسيسا لمدرسة الواقعية السحرية والتي وجدت لدى العرب الصوفيين قبل ۱۵۰۰ سنة من ظهور ماركيز. وتتعرض الناقدة عائدة بامية لمفهوم الثورة في الرواية العربية في التجربتين الجزائرية والفلسطينية فتقول انطلق الروائيون الجزائريون والفلسطينيون من نقطة بداية واحدة ألا وهي الروح الوطنية لكن أحداث رواياتهم احتلت فترات زمانية مختلفة إذ إن الثورة الجزائرية كانت أملاً تحقق عندما تناولها الكتاب في روايتهم بينما الثورة الفلسطينية في حالة تبلور مستمر وفق الواقع المعاش. كما يتناول الناقد فخري صالح الخطاب الروائي في الأردن فيقول إن الكتابة الروائية الأردنية نوع حديث النشأة حيث نستطيع العثور على بذور للنوع الروائي في الثلاثينيات من القرن الماضي لكننا لن نعثر على عمل روائي يتحقق فيه البناء الفني إلا في أواخر الستينيات مع رواية "أنت منذ اليوم" لتيسير سبول ورواية "الكابوس" لأمين شنار. ويتكلم الناقد والروائي المغربي محمد برادة في فصل خاص من الكتاب عن التعدد اللغوي في الرواية العربية من حيث تفتيت تجانس النص وتحويل الشكل وتوسيع المتخيل حيث أن ظاهرة التعدد اللغوي موجودة منذ بدايات هذا القرن ضمن إشكالية الإبداع الروائي العربي إذ إن الرواية التي نحاورها ونستنطقها كما يقول برادة هي التي تندرج ضمن المفهوم الذي يعتبرها أداة معرفة ومجالاً لتجسيد تعدد الأصوات والعلامات والرؤى. يذكر أن كتاب "نحو رؤية شاملة للرواية العربية" من إعداد حليم بركات وعائدة بامية صادر حديثا عن دار بدايات للطباعة والنشر ويقع في ۴۳۹ صفحة من القطع المتوسط ولوحة الغلاف للفنان أحمد معلا استشارة فكرية الشاعر السوري أدونيس.