ينتقد ضعف الأمة الإسلامية والعربية، هو أنها متمسكة بقشور الإسلام وليس بجوهره
تنا
أكد رئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد أنه سيظل متمسكا بدعوته المسلمين للتوحد لهزيمة اليهود في العالم وأنه غير نادم على ذلك، مشددا على أنه ليس من حق الغرب منح اليهود أرض فلسطين.
شارک :
وأشار في الحلقة الثانية عشرة من شهادته على العصر في قناة الجزيرة ، إلى أنه لم يأبه بردة الفعل الغربية الغاضبة على تصريحاته لأنه قال الصدق وهم يعلمون أنه فعل ذلك، لذا لم يلجؤوا إلى معاقبته على تصريحاته التي أدلى بها خلال مؤتمر لمنظمة العمل الإسلامي في كوالالمبور عام 2003.
وقال السياسي الماليزي المخضرم إن عدد المسلمين في العالم يزيد على مليار و700 مليون شخص لكنهم ضعفاء وغير مؤثرين، بينما لا يزيد عدد اليهود على 40 مليون شخص مشتتين حول العالم، وغالبيتهم العظمى تعيش في الولايات المتحدة الأميركية، لكنهم يعملون في الصرافة (القطاع المالي)، وقد ساهموا ببناء ونهضة أميركا، لذلك فالولايات المتحدة تسعى لإرضائهم وتحقيق مصالحهم حتى لو كان ذلك على حساب مصالح الآخرين.
أما فيما يتعلق بالموقف الأوروبي، فقد انتقد مهاتير محمد أوروبا بشدة، لأنها سعت للتخلص من اليهود في أراضيها بمنحهم أرضا لا تملكها هي أو هم بل يملكها الفلسطينيون، الذين لم تتم استشارتهم فيما إذا كانوا يرغبون في استقبال اليهود على أرضهم.
وشدد مهاتير محمد على أن من حق الفلسطينيين الغضب وشن الحروب ضد المحتل اليهودي لأرضهم، مشيرا إلى أنهم لم يتمكنوا من استعادة حقهم بوطنهم وأرضهم، لأن الغرب -ممثلا بالولايات المتحدة الأميركية وأوروبا- كان يقف إلى جانب اليهود ويساندهم.
وأضاف مهاتير محمد أنه توقع بعد ردة الفعل الغربية الغاضبة على تصريحاته التي اعتبرت مناهضة لليهود، أن تلجأ الدول الغربية لمعاقبة ماليزيا بطريقة ما، مثل أن تفرض عقوبات عليها أو شيء من هذا القبيل، لكن أيا من ذلك لم يحدث.
كما نفى صحة التقارير الإعلامية الأميركية التي تحدثت في تلك الفترة عن قيام الرئيس الأميركي جورج بوش بتوبيخه على تصريحاته، مؤكدا أنه تصافح مع بوش في القمة الاقتصادية التي عقدت بعد أشهر من القمة الإسلامية بكوالالمبور، وأنهما تبادلا المجاملات العادية، "ولم يكن أي شخص معنا، لينقل ما حدث".
وانتقد مهاتير محمد بشدة ضعف الأمة الإسلامية والعربية، وقال إن سبب ضعفها هو أنها متمسكة بقشور الإسلام وليس بجوهره، كما انتقد الأنظمة الحاكمة في الدول المسلمة وغياب مبدأ العدالة فيها، وكذلك ضعف هذه الأنظمة وارتباطها بعلاقات قوية مع دول غير مسلمة، بشكل يجعلها غير قادرة على اتخاذ قرارات في مصلحة المسلمين وتعزيز قوتهم ومكانتهم بالعالم.
وتحدث مهاتير محمد عن الشعار الذي أطلقه "القيادة بالقدوة"، مؤكدا أنه سعى للاستقامة خلال وجوده بالمنصب العام، حتى يكون قدوة لبقية موظفي الدولة، وأنه كان يبدأ بتطبيق القوانين على نفسه أولا.