تركيا تقترح على سوريا مشاركة الاخوان والمعارضة في الحكم
الدول الغربية لا زالت مستمرة بضغوطها على سوريا بينما تركيا وقطر يقترحان حلا للازمة عبر الحوار مع المعارضة .
شارک :
وكالة أنباء التقریب (تنا) : لم يتوصّل مجلس الأمن الدولي إلى قرارات صارمة ضدّ سوريا، لكنّ الضغوط الدوليّة المتزايدة عليها من مختلف الاتجاهات، قد تهيّئ مناخاً لبلورة موقف دوليّ في مرحلة لاحقة. وكشف مصدر دبلوماسيّ رفيع في الأمم المتحدة لـ"الجمهورية" أنّ الدول الأوروبّية كانت تدرك أنّها لا تستطيع الذهاب بعيدا في إقناع الصين وروسيا بتأييد أيّ قرار ضدّ النظام السوريّ، لعلمها المسبق أنهما لن تبتعدا كثيرا في موقفهما ضدّ سوريا، بل ستكتفيان بدعوة إلى الحوار وتمنٍّ بإجراء "تحقيق سوريّ".
وفيما واصل الرئيس السوري بشار الأسد لقاءاته مع وجهاء كلّ المحافظات السوريّة وفعاليّاتها، توالت المواقف الدوليّة المندّدة باستخدام العنف ضدّ المتظاهرين. وحضّت روسيا سوريا "على تقديم المسؤولين عن قتل المحتجّين إلى العدالة"، أمّا ألمانيا فهاجمت صحفها الرئيس السوري، في وقت سحبت بريطانيا دعوتها للسفير السوري إلى حضور زفاف الأمير وليام اليوم. أمّا الصين فدعت الى حل الخلافات عبر الحوار السياسي والحفاظ على الاستقرار الوطني .
وغداة جلسة مجلس الأمن وعشيّة تظاهرة "جمعة الغضب"، ضاعفت تركيا من جهودها الدبلوماسيّة إزاء الأوضاع في سوريا، فأوفدت بعد اجتماع مجلسها الوطنيّ الأمنيّ برئاسة الرئيس عبد الله غول أمس، رئيس المخابرات حقان فيدان على رأس وفد رفيع إلى دمشق، حيث اجتمع مع الأسد ورئيس الوزراء السوري عادل سفر قبل أن يعود إلى أنقرة.
وفي معلومات لـ"الجمهورية" أنّ فيدان حمل إلى دمشق مبادرة تركيّة تتضمّن ٥ نقاط ويرتكز بندها الأوّل على دعوة الأسد إلى تعديل الحكومة وإدخال فريقين إليها: "الإخوان المسلمون" وشخصيّات المجتمع المدنيّ المعارضة التي ترفع شعار "ربيع دمشق" والعمل على تسريع الإصلاحات وربط كلّ إصلاح بمهلة زمنيّة، كذلك تدعو إلى وقف العنف ضدّ المتظاهرين ووقف الحسم العسكري في المدن، وهذا ما كان الجانبان القطريّ والتركيّ نصحا به الرئيس السوري لدى تأليف الحكومة السوريّة، وهو ما كان تسبّب في تأخّر ولادتها بعض الوقت لسبب خارجيّ، ولكن الأسد لم يأخذ في حينه بهذه النصيحة التركيّة ـ القطريّة.