العلامة الخطيب يستقبل الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية
الدكتور شهرياري يدعو الى تعزيز مفهوم الوحدة بين كافة المذاهب الإسلامية الحنيفة
تنا
وجرى البحث “في القضايا والشؤون الإسلامية وسبل تعزيز التقريب بين المذاهب الإسلامية وتحصين الوحدة الإسلامية”. كما كانت “وجهات النظر متطابقة لضرورة بذل جهود التقريب ونبذ الخلافات والعمل على ترسيخ التضامن الإسلامي”.
شارک :
استقبل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب في مقر المجلس الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية حجة الاسلام و المسلمين الدكتورحميد شهرياري، على رأس وفد يرافقه المستشار الثقافي الدكتور عباس خاميار، في حضور الامين العام للمجلس نزيه جمول.
وجرى البحث “في القضايا والشؤون الإسلامية وسبل تعزيز التقريب بين المذاهب الإسلامية وتحصين الوحدة الإسلامية”. كما كانت “وجهات النظر متطابقة لضرورة بذل جهود التقريب ونبذ الخلافات والعمل على ترسيخ التضامن الإسلامي”.
وبارك سماحة الخطيب “كل جهد ومسعى يوحد بين المسلمين ويقرب وجهات النظر بين مذاهبهم، ويبعد شبح الفتن والتوترات عن بلادنا المهددة من أعداء الامة المتربصين شرا بشعوبها والساعين الى تفريق صفوف المسلمين وضرب قوتهم المتمثلة بوحدتهم التي تمثل اهم وجوه القوة”.
وشدد على “ضرورة التعاون بين المؤسسات والمراكز الدينية في المجالات الثقافية والدينية، بما يسهم في تعميم ثقافة الوحدة بين المسلمين”.
وشكر ل”لجمهورية الإسلامية الإيرانية مساعدتها لبنان في تحرير أرضه وتمكينه في مواجهة العدوان الصهيوني وتهديداته فضلا عن تقديم المساعدات في إعادة الاعمار في البنى التحتية والفوقية وإقامة المشاريع الإنمائية”، كما شكر لايران “تقديمها عرضات المساعدة الى لبنان لتجاوز المرحلة الصعبة التي يمر بها”.
وامل ان “تتمكن القوى السياسية من تشكيل حكومة انقاذية في اسرع وقت ممكن لتستفيد من العروضات الايرانية لإنقاذ لبنان وشعبه في هذه الظروف الصعبة”.
وقال الدکتور شهرياري اثر اللقاء: “لقد كانت فرصة طيبة وثمينة للغاية جمعتنا اليوم بنائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى سماحة الشيخ علي الخطيب، حيث تحدثنا بشكل مستفيض خلال هذا اللقاء الكريم الذي جمعنا بسماحته حول كافة القضايا ذات الاهتمام المشترك وكافة الأهداف التي تهم العالم الإسلامي بشكل عام، كما تحدثنا أيضا وركزنا على تعزيز وترسيخ مفهوم الوحدة والتقارير، إن كان على صعيد الوحدة الوطنية او على صعيد الوحدة الإسلامية بين كافة المذاهب الإسلامية الحنيفة، وكانت وجهات النظر متلاقية ومتفقة مع سماحته على أن الخطر الأساسي الذي يستهدف شعوبنا وأمتنا بشكل عام هو الهدف الي يركز عليه أعداؤنا هو زرع بذور الاختلاف والشقاق والشرذمة والتباعد بين أتباع الديانات الإسلامية السمحاء بشكل عام وبين أتباع المذاهب الإسلامية الكريمة بشكل خاص”.
واضاف: “لذلك نحن نعتقد أنه ينبغي علينا من خلال العمل المشترك والتلاقي بين علماء العالم الإسلامي أن تفوت هذه الفرصة على الاعداء الذين يتربصون بنا شرا، وأن نعمل في مجال تعزيز الوحدة الوطنية وتعزيز الوحدة الإسلامية لأنها السلاح الأمضى في وأد هذه الفتن التي يسعى إليها الاعداء، ونحن نشعر أن الجمهورية اللبنانية الشقيقة من خلال هذا الغنى الحضاري والقيم الدينية والثقافية والفكرية الذي تعيشه يعبر اجمل تعبير عن هذه الوحدة، وهذه الوحدة الوطنية وهذه الوحدة الدينية هي التي مكنت هذا الشعب العزيز والأبي أن يحقق أهم وأكبر الانتصارات التي تحققت خلال السنوات الماضية ضد العدو الصهيوني الذي كان يطمع بلبنان وبثرواته وبخيراته، ورأينا كيف أن هذا البلد الشقيق من خلال عزته ومنعته ومقاومته الشريفة والباسلة استطاع أن يدحر هذا العدوان الإسرائيلي واستطاع ان يسترجع السيادة اللبنانية”.
واكد “أن علماء الدين الأجلاء لهم الدور الاساسي في بث هذه الروح الوطنية وروح التلاقي هذه بين كافة أبناء الشعب اللبناني وفي التقريب ما بين العائلات الروحية اللبنانية الكريمة كي تمضي قدما في هذا المسار المبارك. ونحن نعتقد حقيقة كما أشرت في سياق حديثي أن هذا النموذج اللبناني يعتبر نموذجا فريدا من خلال هذا التنوع الثقافي والفكري والديني الذي يعيشه، الا ان هذا التنوع قد تحول الى حالة وحدوية إن كان على الصعيد الوطني او على الصعيد الديني، وبفضل علماء الدين الأجلاء الذي عملوا على بث هذه الروح الوطنية وهذه الروح الوحدوية بالشكل الذي جعل لبنان نموذجا فريدا وغنيا وعظيما يقتدى به في جميع أنحاء العالم العربي والإسلامي كي يستلهم منهم روح الوحدة وروح المقاومة”.
وتابع: “أنا اعتقد أنه ما كان بإمكان هذا النموذج اللبناني الفريد في تنوعه الفكري والحضاري والديني ما كان له أن يحقق هذه الإنجازات وهذه الانتصارات الكبرى التي تمكن من تحقيقها وتسطيرها طوال العقود الماضية لولا الدور الكبير والجميل والعظيم والبناء الذي قام به علماء الأديان السماوية الكريمة الموجودة في لبنان الذي سهروا من خلال تعاليمهم السمحاء على بث روح الوحدة الوطنية وبث روح الوحدة الدينية بالشكل الذي جعل هذا التمازج وهذا التلاقي الغني في الافكار وفي الحضارات وفي الثقافات والأديان والمذاهب، قدم هذا النموذج اللبناني الفريد الذي ينبغي أن يفتخر به وأن يحتذى به من قبل كل الدول”.
واشار الى انه “في هذا الإطار، عدا الخطر العسكري والإحتلال العسكري الذي مارسه العدو الإسرائيلي في حق الشعب اللبناني الشقيق، حيث احتل أرضه واستباح سيادته، واستطاع في نهاية المطاف هذا الشعب، من خلال قوته ومقاومته الشريفة، من دحر هذا العدوان وتمكن من تحرير أرضه واستعادة سيادته، نرى أن في هذه المرحلة ان هناك جهودا تمارس من قبل القوة الإستكبارية من أجل أن تحاول التأثير سلبيا على الشعب اللبناني الشقيق وعلى شعوب المنطقة بشكل عام، من خلال الضغوط الإقتصادية والحصارات المالية التي تمارس على هذا البلد أو ذاك وخاصة على لبنان الشقيق، ولكننا على ثقة تامة أن الدولة اللبنانية وأن الشعب اللبناني سوف يتحلى بالروح الوطنية وبروح الممانعة الإقتصادية والمالية، التي سوف تمكنه من الخروج من هذا المأزق كما استطاع سابقا من تجنب الخطر العسكري الغاشم الذي شكله العدوان الإسرائيلي باستمرار على هذا البلد الشقيق. وأيضا في هذا الإطار أود ان أذكر أنه ينبغي علينا أن نستلهم دائما السنن الشريفة والمباركة للرسول الأعظم، حيث أنه مارس هذا النوع من المقاومة الإقتصادية، إن صح التعبير خلال الحصار الظالم والجائر الذي تعرض له في شعاب مكة، واستطاع في نهاية المطاف بث الروح الإسلامية الأصيلة وأن يخرج منتصرا مرفوع الرأس مع المسلمين في تلك المرحلة من هذا الحصار. وبهذا النهج وبهذه الدروس الشريفة المباركة بإمكاننا ان نستمر معا في تحقيق ما نصبو إليه من عزة ومن اقتدار”.