اقامة مراسم بذكرى أربعينية الشاهد والشهيد المهندس محمد فتحي في قم المقدسة
تنا
أقيم في مدينة قم المقدسة برنامج تأبيني بمناسبة أربعين الراحل المجاهد الحاج المهندس محمد فتحي (أبو يوسف) وسط حضور ومشاركة متميزة.
شارک :
فقد حضر البرنامج الذي أقيم في حسينية الإمام الحسن المجتبى عليه السلام كوكبة من علماء الدين والشخصيات الاجتماعية والسياسية من مختلف الأطراف مع مشاركة جماهيرية واسعة.
تضمن البرنامج، والذي أداره الاستاذ محمد طوق، عدة فقرات وكلمات للتعريف بهذا المجاهد الكبير والوفاء بجزء يسير من حقه.
سماحة السيد مرتضى السندي القيادي في تيار الوفاء الإسلامي (البحرين) تحدث عن دور الفقيد الراحل وجهاده ولا سيما هجراته الطويلة قائلاً: «نجتمع هذه الليلة لنأبن رجلاً مؤمناً مجاهداً مهاجراً قضى أغلب عمره في الهجرة في سبيل الله، ودفاعاً عن الحق ورفضاً للباطل، وقد كان بامكانه أن يجد المبررات المختلفة التي تجعله يتقاعس أو يبتعد، وأن يقي نفسه وأهله كل هذه الأثمان الباهضة التي دفعها في سبيل الله، ولكنه آثر أن يبيع دنياه ليشتري آخرته، لأنه كان يعلم أن الآخرة هي دار المقر».
وأضاف سماحة السيد: «الفقيد المجاهد كان مثالاً يحتذى به فهو لم يضعف ولم يمل ولم يتراجع رغم كبر سنه وكثرة أمراضه، ورغم كل ذلك فإنه كان يحرص أن يكون جزءاً من الصراع مع الباطل وجزءاً من نصرة الحق».
ومن جهته تحدث سماحة العلامة الشيخ عبدالله الدقاق عن التاريخ الطويل للمجاهد الراحل وما تعرض له في حياته من تهجير طويل وتعذيب وسجن وتشريد ، و أضاف قائلاً: «لقد عاش أغلب حياته مهجراً مشرداً ، ولكنه في الحقيقة عاش عمره في جوار الله ، وخدمة الله».
كما تحدث سماحته عن أخلاق المرحوم وابتسامته الدائمة التي لا تفارقه رغم صعوبات الحياة مشيراً إلى دور الحاج ابو يوسف في خدمة الناس في كل مكان حل فيه.
وختم كلمته بالقول: «نحن نفتخر بهذا الرجل في دوام البسمة، وفي دوام الجهاد، وفي دوام الصبر والثبات في طريق ذات الشوكة حتى تحقيق النصر ، فهذا الطريق الشائك يحتاج إلى صبر وبصيرة؛ وقد تحلى الفقيد المجاهد الراحل بهاتين الصفتين، وهما من صفات أبي الفضل العباس عليه السلام ، ولذلك تقول في زيارته: اشهد أَنَّكَ مَضَيْتَ عَلَى بَصِيرَةٍ مِنْ أَمْرِكَ مُقْتَدِيا بِالصَّالِحِينَ».
وقد كانت للدكتور جواد عبدالوهاب الباحث والكاتب مشاركة مصورة من لندن قال في مستهل كلمته: «من الصعب جداً التحدث عن شخصية مثل شخصية الأستاذ محمد فتحي؛ فقد أعطى في حياته أكثر مما أخذ، رغم أنه كان يحمل من الهموم الكثير والذي لم يكن يظهر على وجهه ، فقد كان يخفي حزناً عميقاً تحت ابتساماته».
وقد بين الدكتور جواد الانتهاكات الكثيرة التي وقعت على المجاهد الراحل حيث قال: «لقد وقعت عليه كل أنواع الانتهاكات من تعذيب حتى الموت، ومن تهجير، ومن اسقاط جنسية، ومن سجن ابنه، وحرمان عائلته منه».
وختم كلمته قائلاً: «لقد كان محمد فتحي من أعز الأصدقاء، وأعز الأخوة الذين عاشرتهم، لم أجد شخصاً وفياً مثل محمد فتحي، لم أجد شخصاً خدوماً مثل محمد فتحي، سيبقى محمد فتحي في ذاكرة الجميع لأن هذه الشخصية لن تتكرر بالنسبة إلينا».
الدكتور راشد الراشد القيادي في المعارضة البحرانية ابتدأ كلمته بالقول: «إننا مع الأسف لا نكرم الرجال في ساحات العطاء وميادين العمل في حياتهم، وإنما فقط نكرمهم حينما نفقدهم».
ثم تحدث عن الأدوار الريادية الكثيرة التي لعبها المجاهد المهندس محمد فتحي خلال حياته مشيراً إلى دوره الكبير في قناة أهل البيت عليهم السلام حيث قال: «قناة أهل البيت عليهم السلام إحدى القرابين الرسالية من أجل الثورة في البحرين، والتي تفرغت بشكل كامل للثورة وتغطية مطالب الناس، إلى أن انتهى بها المطاف إلى اغلاقها لما تقوم به دور مؤثر ومهم، وكان الحاج المجاهد الراحل هو أحد الرجال المهمين الذين يعملون في هذه القناة من خلف الستار دون أن يبحث عن الشهرة والبريق».
كما أشار إلى دوره في نشر التشييع في تايلند ومساهماته المهمة وأدواره الرسالية الكبيرة في تنظيم أمور الشيعة هناك، حيث يدين الشيعة هناك إلى هذا المهندس الراحل في تنظيم ومأسسة أمورهم.
وتحدث الراشد عن اسهامات الفقيد الكثيرة في خدمة الناس مشيداً بدوره المتميز في توزيع الدواء للفقراء دون مقابل رغم حاجته الشخصية للدواء والمال.
وختم الدكتور الراشد بالقول: «لم أجده يوماً منهاراً أبداً، وإنما كان ثابتاً على رساليته، ولم يغيير من قناعاته، ولم يتوقف قط عن العطاء والعمل لخدمة الدين والأهداف السامية التي آمن بها».
وفي ختام البرنامج تفضل سماحة الخطيب الحسيني السيد مهدي الموسوي بقراءة مجلس حسيني على روح الفقيد السعيد.