صحفيون وثقوا بعيون عدساتهم قتل جيش (إسرائيل) مدنيين بغزة وتدمير الأبراج
تنا
يقف المصور الصحفي محمود عجور أمام صوره التي وثق من خلالها العديد من المجازر "الإسرائيلية" في العدوان الأخير 2021 على قطاع غزة باستهداف المدنيين والاطفال والنساء إلى جانب قصف المباني والابراج السكنية وأخرى تضم مؤسسات إعلامية ودولية، وذلك بالصواريخ الحربية قد انهمرت من السماء التي لم تفارق الطائرات "الاسرائيلية" بمختلف الانواع.
شارک :
لم يكن التقاط تلك المشاهد القاسية المعروضة في معرض "شاهد على الجريمة 2021" المقام على ساحة الجندي وسط مدينة غزة، سهلة على الصحفي عجور، إذ عاش أجواء مليئة من الرعب والخوف مثل بقية الصحفيين والكوادر الإعلامية، أثناء التغطية الميدانية.
مشاهد ليست بالهينة باتت عالقة في ذهن المصور الذي يعمل بالعمل الحر منذُ سنوات، كانت حادثة استهداف العديد من الأبنية التي سويت بالأرض وسط شارع الوحدة وذلك في منتصف أيام العدوان،
بسبب هول المشهد الانساني، أدى لارتقاء ضحايا بينهم عشرات الأطفال والنساء من أصل اجمالي 253 شهيد، وانتشالهم من تحت الانقاض بصعوبة.
عبر المعرض، أراد عجور ومن حسه المهني والوطني إيصال رسالته الإعلامية نحو فضح جرائم استهداف الاحتلال للمباني التي يقطنها مواطنين أبرياء وتهدمت فوق رؤوسهم، أمام العالم، حيث شارك العديد من الصور تحمل مشاهد لجثامين أطفال شهداء وأخرى لمصابين، إضافة لقصف أبراج في مقدمها برج الجوهرة.
وفي مشهد آخر تعايش معه في أثناء العدوان، تعرض المصور لحالة من الخوف الشديد لحظة تهديد الاحتلال لبرج الجوهرة الذي تم قصف بصواريخ حربية عدة بعد ساعات من أخبار الحارس عبر الهاتف نية تدميره، عندما كان على السطح يوثق بالكاميرا قصف الطيران لغزة.
ولم يتسنى لعجور في دقائق معدودة سوى سحب بعض المعدات والأدوات الصحفية من مكتبه الصحفي في احدى الشقق، التي ساعدته رغم تلك المعاناة على استمرار تغطية الأحداث، كما أن استهداف البرج وقصف المؤسسة الصحفية التي يعمل بها المصور دفعه إلى الاضرار قسرًا للعمل من البيت.
إلى جانب ذلك، عرض مجموعة من الصحفيين الفلسطينيين على لوحات خشبية صورًا لهم توثق جرائم الاحتلال كافة على القطاع، كان الصحفي داوود أبو الكاس المصور في وكالة فلسطين اليوم الإخبارية في طليعتهم التي وثق القصف في مناطق متفرقة، رغم إصابته بصاروخ.
المصور أبو الكاس، رصدت العديد من الانتهاكات "الإسرائيلية" البشعة بحق الفلسطينيين، ومحاولة انتشال رجال الدفاع المدني لأطفال ممزقي الثياب ومشوهي الأجساد، وذلك من تحت الركام، جراء استهداف الطيران الحربي وهم آمنين سالمين.
ولعل أبرز ما وثقه هذا الصحفي، مجزرة عائلة الطناني في المحافظة الشمالية بتاريخ 13-5-2021، التي مسحت الصواريخ الحربية العائلة كاملةً من السجل المدني البالغ عددهم ستة أفراد.
طريقة تغطية الأحداث بالنسبة لأبو الكاس كانت محفوفة بالمخاطر جراء القصف المكثف، إذ أصيب برفقة اثنين من زملاءه الصحفيين اثناء قيادة سيارة عليها شعار الصحافة بصاروخ استطلاع، وذلك في منطقة العزبة بالقرب من بلدة بيت حانون، وصفت اصابته حينها بالطفيفة، وياتي ذلك في محاولة من سلطات الاحتلال لطمس الحقيقة وقتل الرواية الفلسطينية.
توزعت هذه المشاهدة على مواقع إخبارية وصحف ومجلات عربية ودولية، وكسبت مزيد من التأييد وتضامن المناصرين في شتى دول العالم مع القضية الفلسطينية، وسط رفض كبيرة لتلك المجازر التي اعتبروها مخالفة للقوانين والقواعد الدولية والإنسانية، يستوجب عليها محاسبة الفاعلين.
وفي المعرض الذي يستمر مدة اسبوعين زوايا عدة، تضم عشرات من الصور الحية والشاهدة على العدوان، وبعض من القذائف الصاروخية التي قصف بها (إسرائيل) غزة، إلى جانب معدات وأدوات صحفية متضررة جراء القصف.
وكانت حصيلة العدوان الأخير، هو ارتقاء 253 شهيد بينهم 66طفلا و39 سيدة و17 مسنًا و1948 جريحًا و2000 غارة واعتداء، إلى جانب قصف 2075 وحدة سكنية هدم كلي، و303 برج، وفق بيانات صادرة عن المكتب الاعلامي بغزة.
رسالة مقتضبة
رئيس المكتب الإعلامي بغزة، سلامة معروف، أكد أن معرض "شاهد على الجريمة" هو لإيصال رسالة مقتضبة للعالم، بأن "تلك الشواهد عن جرائم الاحتلال بحق المدنيين والأطفال والنساء، والدمار، هي معاناة ومأساة مستمرة يعاني منها شعبنا جراء الاحتلال.
وأوضح معروف لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن المعرض يتنقل زوايا ورسائل سريعة يمكن عن معاناة المواطنين جراء الاحتلال وعدوانه، وعليها يترتب أن تلفت انتباه المجتمع الدولي لحقيقة هذه المعاناة، نحو انتصار مظلومية الفلسطينيين، وللعراف والمواثيق الدولية، لحماية المدنيين.
وبيّن أن الشواهد أكبر من ذلك بكثير ولا يمكن أن تختزل بشواهد المعرض، كما لا يمكن أن تنقل مأساة ومعاناة شعبنا التي عاشها على مدار العدوان مدته 11 يومًا.
وذكر معروف، أن المعرض يضمن زوايا عدة لصور وثقتها صحفيون من غزة ومجسمات من مخلفات العدوان على القطاعات المختلفة، ونماذج من الأضرار التي لحقت بأدوات الصحفيين بعد قصف 55 مؤسسة إعلامية إلى جانب أسلحة وذخائر "إسرائيلية".
وأشار إلى أنه جاء ليروي الرواية الفلسطينية ويقول للعالم اجمع "نحن نضع هذه الحقيقة بين ايديكم".