حذّر مفتي الخليل وخطيب الحرم الإبراهيمي الشيخ محمد ماهر مسودة، من تمادي المستوطنين في اعتداءاتهم على مدينة الخليل وحرمها الإبراهيمي، في سياق صمت دولي وعربي.
شارک :
وقال مسودة، في حوارٍ خاص مع "المركز الفلسطيني للإعلام"، يوم الأحد: إنّ الأذان في الحرم الإبراهيمي يخضع لأمزجة المستوطنين في مدينة الخليل، الذين يعيقون حركة الناس عدا عن المصلين ويمنعون إقامة الأذان خاصة في مناسباتهم وأعيادهم وفي السبت من كل أسبوع.
وكشف خطيب الحرم الإبراهيمي، أنّ آخر الاعتداءات التي ينفذها المستوطنون تحت حماية قوات الاحتلال أنّهم بدؤوا بالعمل على محاولة إزالة غرفة الأذان من مكانها المعروف في الحرم، ونقلها إلى مكان آخر.
وأضاف: "إذا قبلنا بهذا الأمر فنحن بذلك نعلن تنازلنا عن الحرم الإبراهيمي، وهذا لا يجب أن يكون، ويجب وقفه بأي شكلٍ من الأشكال".
وأكّد "مسودة" أنّ الطقوس التي يجريها المستوطنين داخل باحات الحرم الإبراهيمي لا تتوقف منذ الاحتلال الصهيوني للحرم عام 1976.
وبين أنّ كل هذه الإجراءات التهويدية والاستفزازية بدأت تتسارع بقوة بعد المجزرة الشهيرة التي ارتكبها المستوطن الصهيوني المجرم باروخ جولدشتاين في الحرم في صلاة فجر الجمعة عام 1994م، التي أدت إلى استشهاد 29 مصلياً على الفور، عدا عن أكثر من 36 آخرين استشهدوا في ساحات متفرقة على إثر هبة الفلسطينيين غضباً لتلك المجزرة.
ويتعمد مستوطنو الاحتلال، وفق خطيب الحرم، منع الفلسطينيين من دخول الحرم، وخاصة الأماكن الأكثر قرباً للمسلمين "اليعقوبية" و"اليوسفية" وغيرها.
وقال مسودة: إن كل الإجراءات التي تمت بعد مجزرة الحرم في عام 1994 لا نقر بها ولا نوافق عليها، وهي محاولة للسيطرة على المسجد بكل أركانه ومقدساته.
وأشار مسودة إلى أنّ كل الأماكن في الحرم الإبراهيمي هي حرم وجزء أصيل من المسجد الإسلامي، ولا يمكن التنازل عنها بأي شكلٍ من الأشكال.
ووصف ما يجرى بأنه "سيطرة إسرائيلية وعربدة بقوة السلاح والإرهاب والبطش والاستقواء".
ولا تتوقف محاولات ومساعي الاحتلال ومستوطنيه عن تغيير معالم الحرم الإبراهيمي في إطار مسارعتهم للسيطرة على كل ما فيه بقوة البطش والسلاح.
وكان آخر هذه المحاولات هي وضع مصعد كهربائي يخدم المستوطنين عند الباب الجديد.
ويؤكّد مفتي الخليل أنّ إجراءات كثيرة وشبه يومية للمستوطنين تهدف للسيطرة والتهويد ليس على الحرم فحسب بل على قلب مدينة الخليل دون أي اعتبار لأي قوانين أو معايير أو مبادئ.
وأكد أنّ كل الإجراءات تتم بدعم وإسناد وحماية جنود الاحتلال.
وتسيطر قوات الاحتلال حتى اللحظة على 60% من مساحة الحرم الإبراهيمي، عقب تقسيمه بعد مجزرة الحرم الإبراهيمي عام 1994م.