على هامش المؤتمر الخامس والثلاثين للوحدة الاسلامية
مسؤول عماني لـ (تنا):توجهات المجتمع والقيادة جعل من السلطنة دولة حيادية ووسطية
تنا- خاص
أكد وكيل وزارة الأوقاف العماني الدكتور محمد المعمري، ان توجهات المجتمع العماني وقيادته جعل من السلطنة دولة حيادية ووسطية.
شارک :
وأوضح المعمري خلال مقابلة أجرتها وكالة أنباء التقریب (تنا) على هامش مشاركته في المؤتمر الخامس والثلاثين للوحدة الاسلامية، أن النهج الحيادي والوسطي تجذر في عمان، سواء على صعيد الشعب والمجتمع أو على صعيد القيادة في عمان، وهذا التجذر وصلت اليه السلطنة بعد تجارب عديدة مرت بها.
ونوه الدكتور المعمري الى أن عمان واجهت ضغوطات في فترات متعددة، إلا أن الشواهد التاريخية علمت العمانيين بأن بقاء الانسان، سليم اليد والنفس تجاه الآخرين يجعله يعيش الأمن والاستقرار، بينما تأثير الدخول في الصراعات والتحزبات أكبر من الحياد الايجابي، لذلك تجذرت هذه العقيدة في نفوس العمانيين، ويتربى عليها الصغير حتى يكبر، ويوّرثها الكبير للأجيال التي تأتي من بعده.
وقال: لا شك أن القيادة في عمان عمّقت هذا المفهوم، والقادة السياسيون في عمان أدركوا هذا البعد، لذلك أصلّوه وعملوا عليه، وصارت دبلوماسية السلام هي الدبلوماسية التي تنتهجها وتعمل بها سلطنة عمان، وكان هذا ديدن سلطان عمان الراحل قابوس بن سعيد طوال 50 عاما من حكمه، وقد جنّب البلاد الكثير من التوترات التي وقعت، وجاء السلطان الحالي هيثم بن طارق ليجدد هذه المسيرة وليبيّن أن النهج الذي ينتهجه هو ذات نهج السلطان الراحل قابوس بن سعيد، لذلك، فان القيادة السياسية تعي هذا المفهوم وتعمل عليه، وكذلك الحال بالنسبة للشعب فانه يعي هذا المفهوم ويعمل عليه، وبذلك التقت ارادة القيادة مع ثقافة الشعب في هذا المفهوم.
وفي رده على سؤال، ألا تدفع السلطنة أحيانا ثمن حياديتها وخاصة الحيادية السياسية وعلاقتها مع الدول، قال: ربما ينظر البعض بهذا الشكل لعمان، إلا أن العمانيين لا يرجون جزاءا ولا شكورا من حياديتهم وتوسطهم في بعض القضايا، بل أن ذلك جزء من أخلاق المسلم تجاه أخيه المسلم، وجميع الدول سواء في المنطقة أو غيرها يعرفون نهج عمان، فلذلك لا يضغطون عليها، أو ليّها عن نهجها تجاه تلك القضايا.
ولفت الى أن حيادية ووسطية عمان تاريخية وليست وليدة الساعة، موضحا بأن الله أكرم هذه الأرض الطيبة بميزتين منذ بعثة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، الميزة الأولى هي الرسالة، حيث استقبلت عمان برحابة صدر رسالة النبي التي أوصلها مبعوثه الخاص عمرو بن العاص عام 628 م، وقد أكرمه ملكي عمان وبقي فيها عدة أشهر معززا مكرما، وكان السبب الرئيس وراء مكوثه هو أن الملكين كانا يوجهان اليه الأسئلة حول الدين الجديد، فأسلم الملكان، ودخل دين الاسلام الى عمان بشكل سلمي وليس عنوة.
وأعتبر ان الوسطية والحيادية والخير والأمن والأمان يعود بالدرجة الأولى الى الرسالة المحمدية، ودعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأهل عمان، وظل العمانيون على هذا النهج والتزموه، ولم يدخلوا في فتنة، والتزموا الحياد الايجابي تجاه القضايا التي تمس المال الحرام أو الدماء الحرام، أو الدخول في فتنة، فكانوا يسعون الى الصلاح والاصلاح والتقريب، وطالما دعو الى حل المشاكل بالحوار والطرق السلمية، وحقن الدماء وهذا ديدنهم ونهجهم.
واشار الى أن ما يتميز به العمانيون انهم لا يمارسون العنف اللفظي، كتكفير الآخرين، ولا العنف المادي، وبالتالي فانهم لا يستخدمون العنف لتحقيق ما يريدون سواء كانت مكاسب مادية أو معنوية.