بيان حركة الفكر الاصيل الاسلامية (حركة الدعوة الاسلامية سابقا)
تنا
اصدرت حركة الفكر الاصيل الاسلامية (حركة الدعوة الاسلامية سابقا) بياناً بمناسبة انعقاد الدورة الخامسة لمجلس النواب وقرب تشكيل انتخاب رئاسة الجمهورية وتشكيل مجلس الوزاراء العراقي.
شارک :
بيان حركة الفكر الاصيل الاسلامية (حركة الدعوة الاسلامية سابقا)بمناسبة انعقاد الدورة الخامسة لمجلس النواب وقرب تشكيل انتخاب رئاسة الجمهورية وتشكيل مجلس الوزاراء :
بسم الله الرحمن الرحيم
(يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا )
صدق الله العلي العظيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مر عراقنا الحبيب با حداث صعبة ومعقدة خلال الاشهر الماضية ،وكان من ابرزها الاعتراض على نتائج الانتخابات النيابية الاخيرة التي كثر الكلام بشانها والنقاش الحاد حولها ،حيث شهدت الساحة العراقية السياسية على اثرها انقسامات خطيرة واحتجاجات واسعة من احزاب وكتل وشخصيات مختلفة ،ولكن والحمد لله انتهت بقبول حكم المحكمة الاتحادية من قبل الجميع الذي ايد النتائج المعلنة من قبل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات ،ومهما يكن فان نتائج الانتخابات النيابية الخامسة رسمت ملامح مرحلة جديدة للحياة السياسية في البلاد رغم ما شابها من مشاكل وعقبات خطيرة ،وكان في مقدمتها ضعف المشاركة الشعبية فيها وهو مؤشر خطير يعكس عدم رضا غالبية الشعب على مسار العملية السياسية بالبلاد ،وهذا ما يضع جميع القوى السياسية والشخصيات الوطنية امام مسؤوليات واستحقاقات يجب الوقوف عليها طويلا وعدم اهمالها والا فان النتائج ستكون مكلفة وكارثية وصعبة على العراق والعراقيين . وفي هذه المناسبة ترفع حركة الفكر الاصيل الاسلامية اسمى واعظم ايات الحمد والشكر والثناء الى الباري تعالى لمرور عملية الانتخابات بسلام عدم حصول ما كان يخطط له ويتمناه الاعداء من حدوث صراعات دموية وانقسامات خطيرة بين العراقيين ،كما ترفع الحركة احر التهاني والتبريكات لكل النواب الفائزين بعضوية المجلس الجديد متمنين لهم النجاح والسداد في اداء واجبهم ومذكرة لهم بعظم المسؤولية الشرعية والقانونية والاخلاقية والوطنية التي يتحملونها امام الله جل وعلا وامام شعبهم في هذا الظرف الحساس الذي يمر به العراق من تحديات صعبة ومعقدة ..
يا ابناء شعبنا العراقي الكريم ...
مرت علينا نحن العراقيين خلال العقود الستة الماضية احداث ماساوية مدمرة دفعنا خلالها ثمنا باهظا في الارواح والاموال وضياع فرص بناء الوطن على الاسس السليمة ،وعندما نستذكر تلك السنوات العجاف لا يغيب عن بالنا مجازر البعثيين بحق ابناء الشعب بعد استيلائهم على السلطة في انقلاب ٨ شباط من عام ١٩٦٣ وما تلاها من مسلسل الاجرام الرهيب عندما عادوا اليها بعد انقلابهم المشؤوم في ١٧ تموز من عام ١٩٦٨ فكانت التصفيات الدموية الرهيبة التي لم يسلم منها حتى البعثيين المعارضين ،وكانت للاسلاميين منها هذه المرة حصة الاسد الى جانب ابناء القوى السياسية الاخرى المعارضة للنظام الصدامي من شيوعيين وقوميين واكراد وغيرهم وقد شكلت المقابر الجماعية لابناء العراق بعد احداث انتفاضة شعبان الخالدة عام ١٩٩٠ السمة المميزة للنظام الصدامي خلال فترة التسعينات ،اضافة الى ذلك ما قام به النظام الصدامي من اشعال الحروب المدمرة في شمال العراق ومع ايران والكويت وما تلاها من فرض الحصار الظالم على الشعب العراقي كل ذلك وغيره الكثير قضى على ما تبقى من مقومات البلد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ولكن ورغم كل ذلك لم يستطع النظام الصدامي اطفاء جذوة الجهاد والمقاومة للظالمين والمستبدين في نفوس العراقيين وهذه ميزتهم على مر العصور وظل الامل بنهاية هذا المسلسل الاسود قائما لدى العراقيين حتى سقوط النظام الصدامي المريع في ٤/٩/٢٠٠٣ ايذانا ببدء مرحلة جديدة من تاريخ العراق ،وقد استبشر العراقيون خيرا وعقدوا الامال على النظام الجديد في تعويض ما فاتهم من فرص ثمينة لاعادة بناء الوطن ارضا وشعبا الا ان فلول القوى التكفيرية والطائفية الحاقدة التي ظهرت بعد عام ٢٠٠٣ اضافة الى انقسامات وصراعات القوى السياسية ادخل البلاد في سلسلة من المشاكل السياسية والاجتماعية والاقتصادية يطول شرحها الا ان توصل العراقيون الى دستور والايمان بالعملية الديقراطية والابتعاد عن الديكتاتورية البغيضة عزز الثقة لدى ابناء الشعب لاكمال المسير وتحقيق طموحات وامال العراقيين في اقامة الحكم العادل القائم على المساوة والحرية والكرامة ،ونحن دعاة حركة الفكر الاصيل الاسلامية ورغم الصعوبات والمشاكل التي واجهتنا بعد استشهاد القائد عز الدين سليم(الحاج ابو ياسين)في ٥/١٧/٢٠٠٤على يد القوى التكفيرية الحاقدة وما رافقها من احداث مؤسفة اجبرتنا على عدم المشاركة في الكثير من النشاطات السياسية خلال الفترة الماضية لكن ظل الامل يحدونا دائما بالمشاركة مع القوى السياسية الاخرى لتحقيق امال وتطلعات شعبنا في اقامة نظام حكم تحترم فيه ارادة العراقيين بعيدا عن الظلم والعنف والاضطهاد والقساوة وفي حياة حرة كريمة تسودها الحرية والكرامة والعدالة وبمشاركة جميع اطياف ابناء الشعب العراقي من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه دون اقصاء او تهميش اوغبن لاحد مكونات هذا الشعب ، وبما اننا على اعتاب مرحلة جديدة من مزاولة مجلس النواب مهامه الدستورية وتشكيل الحكومة الجديدة نضع الجميع امام ما يصبو اليه الشعب العراقي من امال وطموحات ومطالب ملحة والتي تتلخص بما يلي :---
1--- الحفاظ على ما تحقق من مكتسبات مهمة للشعب والتي تتمثل في اساسيات الدستور باعتبارها وثيقة وطنية جامعة ضامنة لوحدة العراق ارضا وشعبا نالت رضا وموافقة غالبية الشعب العراقي وفي مقدمتها الحفاظ على الهوية الاسلامية لغالبية العراقيين مع احترام حقوق المكونات الدينية الاخرى .
2---التاكيد على احترام الحريات العامة التي نص عليها الدستور وفي مقدمتها حرية التعبير والصحافة والاجتماع والتظاهر السلمي وتاسيس الجمعيات والاحزاب والتنقل والسفر والسكن وعدم المساس بها الا بقانون .
3---مواصلة العمل بما نص عليه الدستور المادة ٤٧ بالفصل بين السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية والحفاظ على استقلالية كل منهما .
4---الاهتمام بالملاحظات الانتقادات الواردة حول الدستور من قبل اهل الخبرة والاختصاص وعدم اهمالها خاصة في المواد التي يثار النقاش حوالها .
5--احترام حيادية اجهزة الدولة العراقية وابعادها كليا عن الصراعات السياسية والفئوية والطائفية وبالخص اجهزة القضاء والامن الداخلي والقوات المسلحة .
6--توظيف الطاقات المادية والفكرية لاعادة بناء الانسان العراقي روحيا وثقافيا ونفسيا وعلى يد اهل الخبرة والاختصاص .
7---تعزيز وتقوية اجهزة الرقابة والمتابعة الحكومية والشعبية لمواجهة ظاهرة الفساد المالي والاخلاقي .
8--دعم واسناد الاحزاب والحركات العراقية الناشئة معنويا وماديا وتشجيعها لاداء واجبها الوطني والاجتماعي .
9---العمل على حل مشكلة البطالة في البلد وايجاد فرص العمل للشباب ومن خلال خطط وبرامج واقعية وعلمية يضعها اهل الخبرة والاختصاص .
10--ندعو وبكل جدية واخلاص واهتمام الى احياء دور مجالس المحافظات الذي جمد اخيرا لما لها من اهمية في الرقابة ومحاسبة مسؤولي المحافظات وابعاد شبح الدكتاتورية في ادارة المحافظات رغم بعض الاخطاء التي رافقت هذه التجربة الفتية والتي يمكن اصلاحها وحسب ما جاء في الدستور المادة ١٢٢ثانيا ،وثالثا ،ورابعا ،وخامسا ..
11---من اجل مواجهة الفساد المالي والاداري نؤكد اعادة العمل بمكاتب المفتش العام في الوزارات والذي الغي دون وجود البديل المناسب رغم بعض الاخطاء البسيطة التي رافقت عمل هذه المكاتب والتي يمكن اصلاحها باقل الخسائر . .
12-‐شكل التخلف الحضاري والعمراني والثقافي في معظم محافظات البلاد جانبا مظلما من حياة العراقيين والذي يجب تداركه من خلال تشكيل مجالس الاعمار في تلك المحافظات ليتولى مسؤولية وضع الخطط والبرامج المتكاملة لاصلاحها على ان يتولى اهل الخبرة والامانة والصدق مسؤولية تلك المجالس وابعاد العناصر الانتهازية والفاسدة عنها ..
13--نؤكد ضرورة احياء تجربة مجلس اعمار العراق الناجحة والذي تم تشكيله عام ١٩٥٢ والعمل بها مع اجراء التعديلات الازمة عليها .
15‐-العمل على وضع خطط وبرامج جديدة لجذب الاستثمارات الى البلد خاصة استثمارات العراقيين وازالة العقبات التي تحول دون ذلك ومن قبل اهل الخبرة والاختصاص والصدق والامانة .
16‐- لابد من الاهتمام الجدي بوضع الاسر العراقية وما تلاقيه من مشاكل البطالة والفقر والجهل والتخلف والعمل على تفعيل الاجهزة المختصة الحكومية وغير الحكومية ،ومنها توسيع دور الضمان الاجتماعي وتوفير القروض الازمة للمشاريع الصغيرة دون عقبات ومشاكل ..
17---العمل على حل مشكلة السكن والتي تعاني منها ملايين الاسر العراقية من خلال اساليب طارئة واستثائية والتخلص من مشكلة العشوائيات التي اضرت كثيرا بالمدن العراقية والزراعة في البلاد .
18‐-بذل الجهود الازمة للاهتمام بالقطاع الزراعي ماديا ومعنويا باعتباره عماد ثروة البلد من خلال اساليب جديدة وازالة المشاكل الفنية والتقنية التي تواجه هذا القطاع الحيوي منذ عشرات السنين ..
19‐-اعادة النظر بوضع القطاع الصناعي بجميع مفاصله الادارية والفنية والذي شارف على الافلاس الكامل واصبح كلا على البلاد من خلال خطط وبرامج شجاعة
وفاعلة ومدروسة للنهوض بهذا القطاع وابعاده عن الصراعات والمغانم السياسية والمصلحية ..
20--الاهتمام اللازم بوضع استراتجية وطنية شاملة وخطط موضوعية بشان استغلال المعادن وموارد الطاقة في البلاد واقلاع عن الخطط الوقتية والانفعالية لاستغلال هذ القطاع الضخم والمهم ونؤكد على ضرورة ابعاد العناصر الانتهازية والطارئة على هذا القطاع ..
21---العمل الجدي والفاعل لحل مشكلة المياه بالبلاد والتي اصبح خطرها داهما على جميع المواطنين وخاصة على الزراعة وذلك من خلال خطط جريئة وفاعلة وموضوعية يضعها اهل الخبرة والاختصاص والامانة والاخلاص ..
23---تعرض قطاع التعليم والتربية بجميع مراحله وصنوفه منذ عام ١٩٨٠ وحتى الان الى مشاكل كبيرة وصعبة وكان الخاسر الاول من هذه المشاكل وهذا ما يستوجب من الحكومة حشد الطاقات والامكانيات اللازمة للنهوض به قبل فوات الاوان ..
24---شكلت الحوزات العلمية الدينية ومشاهد الائمة والاولياء الصالحين منذ مئات السنين معلما حضاريا وثقافيا وفكريا للعراقيين على مر العصور واصبحت جزءا اساسيا من هويته التاريخية والثقافية وملاذا لابناء الشعب عند الشدائد والمحن وهذا ما يستوجب من الحكومة اعطاء الاهمية لها وعدم المساس بقدسيتها ومكانتها الروحية والفكرية باعتبارها مراكز هداية وعلم وتواصل مع الشعوب الاخرى وتعويض ما فاتها خلال حكم البعث الظالم ..
25-‐-كانت وما زالت العشائر العراقية كافة سندا وذخرا للعراق على مر العصور وعليه ومن منطلق حرصنا ندعو الحكومة القادمة الى مزيد من الرعاية والاهتمام بشؤون عشائرنا الوفية وتقديم الدعم والاسناد لها ..
26---حرصا على سلامة الوطن واهله وخيراته وكرامته وعزته نطالب وبكل اصرار لتطوير قدرات البلد الدفاعية في كل المجالات الضرورية والمهمة والحفاظ على المكتسبات المتحقة بعد عام ٢٠٠٤ ومنها تشكيل الحشد الشعبي وبما يتناسب ودوره في الحفاظ على البلد ودرء المخاطر المحدقة حاليا ومستقبلا ..
27---العمل على وضع حد لمحاولات الغرب وخاصة اميركا في ابقاء القوات الاجنبية بالبلاد تحت اي ذريعة كانت ،وضرورة حشد الطاقات الدينية والشعبية لاجبار المحتل على اخراج قواته من البلاد اضافة الى المطالبة باخراج القوات التركية الغازية وواجبارها علىالرحيل مهما كلف الامر .
28--نؤكد على ضرورة وضع رؤية واضحة ودقيقة وصريحة وموضوعية لمجمل علاقات البلاد مع البلدان الاخرى اخذة بنظر الاعتبار المصالح المشتركة وعلاقات الاحترام والتقدير ،والابتعاد عن المزاجية والمصلحية الخاصة في هذه العلاقات ..
29---اعادة النظر بالاتفاقيات ومذكرات التفاهم المبرمة من قبل حكومة تصريف الاعمال الحالية مع دول العالم والشركات وازالة الغبن والحيف الذي لحق بمصالح البلاد ...
30---العمل الجدي والحازم لاعادة الاموال العراقية المهربة من قبل النظام السابق وبعد التغيير .
31---ابعاد البلاد كليا عن الاحلاف والتكتلات الدولية والاقليمية والتزام جانب الحياد ومصلحة الوطن في اقامة العلاقات مع دول العالم عدا الكيان الصهيوني الغاصب .
32--نؤكد اهمية دعم واسناد نضال الشعوب المظلومة والمستضعفة من قبل القوى الاستكبارية العالمية خاصة الشعوب الاسلامية وبالخص السعب الفلسطيني واليمني .
34---تعزيز دور العراق في المحافل والمنظمات الدولية والاقليمية وابراز اهميته ودوره فيها .
هذه تقريبا اهم وابرز مطالب الشعب العراقي من مجلس النواب والحكومة القادمة ،املين ان تجد الاذان الصاغية من قبل اهل المسؤولية والحكم في البلاد ،والتي طالما ناضل وجاهد العراقيون من اجلها ودفعوا ثمنا باهظا للدفاع عنها ،واخيرا نرفع ايدينا بالدعاء الى الخالق جل وعلا ان يوفق الجميع لخدمة هذا الوطن واعلاء شانه بين الاوطان .
والله الموفق والمسدد .
حركة الفكر الاصيل الاسلامية /المكتب الاعلامي /بغداد /