تجمع العلماء یؤكد على ضرورة حسم الدولة اللبنانية لخياراتها المتعلقة بالحدود البحرية

تعليقاً على التطورات السياسية في لبنان والمنطقة أصدر تجمع العلماء المسلمين البيان التالي:

مع وصول الوسيط الأمريكي عاموس هوكشتاين إلى بيروت للبحث في مسألة ترسيم الحدود البحرية في البلوك رقم (9) بعد الاستفزاز الصهيوني بجلب الباخرة لسحب الغاز من حقل كاريش دون إعارة أي اعتبار للموقف اللبناني وفي خطوة تستهدف فرض أمر واقع على لبنان الذي ما زال المسؤولون فيه يتخبطون ولا يقومون بالخطوة الصحيحة الأولى في هذا المجال وهو تعديل المرسوم رقم 6433، فإننا لا نعرف ما هي الأمور التي سيطرحها لبنان على الوسيط غير النزيه هوكشتاين في هذا المجال، في حين أن العدو الصهيوني بدأ بإطلاق التهديدات بقصف لبنان قصفاً تدميرياً إذا ما قامت المقاومة بالتعرض لمنصات الغاز في حقل كاريش طبقاً لما أعلنه سماحة أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله بأنه لن يسمح للعدو الصهيوني بالاستفادة من حقل كاريش قبل حسم نقطة كون هذا الحقل مشترك بين لبنان وفلسطين المحتلة من عدمه وهذه النقطة تحددها الدولة اللبنانية.

في نفس الوقت قام العدو الصهيوني بقصف مطار دمشق الدولي في انتهاك واضح لسلامة الطيران المدني، وفي خطوة أرادها العدو الصهيوني أن تكون تحذيراً للرئيس الدكتور بشار الأسد لدفعه لفك الارتباط بالجمهورية الإسلامية الإيرانية ودعمه للمقاومة الإسلامية في لبنان، هذه الخطوة الصهيونية تأتي في سياق التهديدات المتعلقة بالحدود البحرية مع فلسطين المحتلة، ما يؤكد على وحدة المسار والمصير بين لبنان وسوريا وضرورة تفعيل اتفاقيات التعاون بين البلدين حماية لها من العدوان الصهيوني المستمر.

إنطلاقاً مما تقدم يؤكد تجمع العلماء المسلمين على النقاط التالية:

أولاً: يؤكد تجمع العلماء المسلمين على ضرورة حسم الدولة اللبنانية لخياراتها المتعلقة بالحدود البحرية والذي يبدأ من تعديل المرسوم 6433 وإبلاغ الوسيط غير النزيه عاموس هوكشتاين بأن لبنان لن يرضى بأي عملية سحب للغاز من حقل كاريش قبل حسم هذه النقطة تحت طائلة تكليف المقاومة باتخاذ المناسب في هذا الإطار إن لم يستطع المجتمع الدولي والولايات المتحدة الأمريكية منعها من ذلك.

ثانياً: إن تهديد العدو الصهيوني بحرب مدمرة على لبنان فيما لو تعرضت السفينة اليونانية لهجوم من قبل المقاومة هو تهديد فارغ لا قيمة له، ونحن تعودنا عليها ولن تؤثر في قرارات المقاومة، وليعلم العدو الصهيوني أننا أصبحنا نملك من القوة ما يردعه عن خوض هكذا حرب وسندمر في أماكن تجمعات قطعان مستوطنيه مثل ما يفعل هو في مدننا وقرانا بل أكثر من ذلك.

ثالثاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين قيام العدو الصهيوني بقصف مطار دمشق الدولي ويعتبره عملاً إرهابياً لأنه يطال موقعاً مدنياً ويعرض حياة المدنيين للخطر، ويدعو التجمع الدولة السورية لاتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنع تكرار هكذا اعتداءات والتي لن تكون إلا من خلال الرد على القصف بقصف مماثل وأقوى، فإنها اللغة الوحيدة التي يفهمها العدو الصهيوني.

رابعاً: في ذكرى مجزرة إهدن يؤكد تجمع العلماء المسلمين على أهمية الخروج من مستنقع الحرب الأهلية وآثارها المدمرة على الشعب اللبناني، وفي نفس الوقت يرى أن من افتعل هذه المجزرة الرهيبة ما زال يعيش نفس النفسية ويختار نفس الخيارات ولم يخرج من مستنقع الحرب الأهلية، لذلك فإن التجمع يدعو الشعب اللبناني وكي لا تتكرر هكذا مجازر للعودة إلى الحوار كوسيلة وحيدة للتفاهم بين اللبنانيين ويغتنم التجمع الفرصة للتوجه لعوائل الشهداء ومعالي الوزير السابق سليمان فرنجية بأحر التعازي، مقدرين موقفه الوطني في التعالي عن الجراح لمصلحة الوطن والسلم الأهلي، داعين القوى الأخرى لأن تحذو حذوه.

/110