خلال إحياء المجلس العاشورائي المركزي في الضاحية الجنوبية لبيروت
السيد نصرالله: على ضوء نتائج مفاوضات الحدود البحرية سنتصرف...
تنا
أكد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله أنه على ضوء نتائج المفاوضات (الغير مباشرة مع كيان العدو حول ترسيم الحدود البحرية) نحدد كيف سنتصرف في الآونة المقبلة، مضيفًا أنه عشية زيارة المفاوض الأمريكي (عاموس هوكشتاين) نجدد التأكيد أننا لسنا طرفًا في التفاوض ولم نكلف أحدًا للتفاوض عنا كحزب والمفاوضات مسؤولية الدولة وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية.
شارک :
واعتبر السيد نصرالله خلال إحياء المجلس العاشورائي المركزي في الضاحية الجنوبية لبيروت أنه على ضوء مجيء سفينة الاستخراج الى حقل كاريش "تناقشت قيادة حزب الله بعد حضور منصة الإستخراج الى شواطئ فلسطين المحتلة، درسنا الخيارات، ورأينا أن هناك خط الإنهيار دون مساعدات، ولا وجود لأفق حل، ولدينا فرصة استخراج الغاز والنفط، وكنا نستطيع أن لا نخوض هذه المغامرة و"دون وجع رأس"، الا أننا وضعنا أنفسنا إما بحل الأمور بإيجابية لصالح لبنان وإما الذهاب الى حرب، واتخذنا هذا القرار".
وقال: نحن كنا وما زلنا حاضرين دائمًا أن نقدم أرواحنا وأعزائنا وفلذات أكبادنا لمصلحة كل شعبنا، مضيفًا أنه "غداً لا نريد من أحد ان يقول لنا مشكورين أو أحسنتم نحن اتباع الاية التي تقول:"إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ ٱللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَآءً وَلَا شُكُورًا"".
ولفت السيد نصرالله الى أنه في حرب تموز 2006 حاولوا أن يفرضوا علينا الذل والاستسلام والاحتلال وحضر فينا وقتها أ:ثر من أي وقت مضى "ألا إن الدعي ابن الدعي قد ركن بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة".
ورأى أن الله تعالى أنزل علينا النصر ومن شواهد ذلك تحرير عام 2000 وتحرير الأسرى والانتصار، إذ تعلمنا في مسيرتنا خلال 40 عامًا أن يكون رجاؤنا لله تعالى عظيمًا وأملًا كبيرًا، مشيرًا الى انه مرت علينا 40 عامًا من الصعاب والحروب ومحاولات السحق وعبرنا كل هذه الشدائد والمحن وكنا مع الوقت نزداد حضورًا وتأثيرًا بفضل الله تعالى، وثبّتنا ولم نتراجع وأعطانا الله قوة الصّبر والطمأنينة والسكينة.
وأخيرًا لفت السيد نصرالله الى أن إحياء العاشر من محرم الحرام سيكون يوم الثلاثاء (9 آب/ أغسطس) والأخوة والاخوات مدعوون للمشاركة في المسيرة المركزية كما في الاعوام ما قبل الكورونا.
في المقطع الاولى من كلمته في الليلة الثالثة من ليالي عاشوراء تحدث الأمين العام لحزب الله عن المقاومة وثقافة كربلاء فقال:
من وحي الأربعين والأربعينية سأتحدث عن المقاومة الاسلامية كأحدى شواهد كربلاء المعاصرة، عادة عندما يتشكل أي جماعة أو تنظيم أو تيار يمكن ان ينطلقوا من خلفات متعددة وشخصيات متعددة أما في هذه الجماعة منذ الأيام الأولى التقى رجال مؤمنين علماء وحجاج واساتذة ومؤمنون على سؤال مركزي هو ما هو العمل الذي يجب علينا ان نقوم به وفيه طاعة الله من هنا جاء التأسيس.
كان السؤال ما هو تكليفنا وما هي مسؤوليتنا الشرعية أمام هذا الواقع السياسي الذي فرض على لبنان.. بعض الناس في لبنان من موقع الجهل بالادبيات يتعاطون مع بعض المصطلحات بالسخرية لكن بالنسبة لنا إن أي انسان طبيعي يجب ان يسأل هذا السؤال وخصوصا اذا كان مؤمن.
نحن كمؤمنين انطلقنا وأسسنا حركتنا من الخلفية الثقافية والإيمانية كما انطلق الامام الحسين(ع) من تكليفه وتشخيصه لتكليفه بمواجهة التهديد الجدي الذي تمثله حكومة يزيد وانه لا يستطيع ان يسكت على يزيد وان يواجهه ولو أدى ذلك إلى الشهادة.
المسألة في التكليف والخروج على يزيد لا ترتبط بالصفات الشخصية بل بالتكليف وعلى ضوء التهديدات والفرص والمخاطر والمبادىء والاحكام التي يعمل بها الامام الحسين (ع) أخذ هذا الموقف. ويجب ان يبقى الأصل دائما في مسيرتنا هو البحث عن تكليفنا الشرعي لنؤدي تكليفنا الشرعي مع مراعاة كل الشروط والرجوع إلى الاختصاص في كل تفصيل.
فالروح الحاكمة لهذه الجماعة عند الذهاب لآداء التكليف هو الاخلاص لله وبالتالي عندما تكون مـقاومتنا لله وجـهادنا ومسيرتنا وتضحياتنا كلها في سبيل الله عز وجل سيكون له نتائج اخروية فضلا عن النتائج الدنيوية لذا كان الامام الحسين (ع) حريصا على ان يكون معه المخلصون.
نحن شهدنا الكثير من هذا الاخلاص في مسيرتنا من الشهداء والمجاهدين والعاملين والأخوة والاخوات.. وكما يقول الامير(ع) : اللهم انك تعلم انه لم يكن الذي كان منا منافسة في سلطان.. وإنما لنظهر الاصلاح في بلادك فيأمن المظلومون من عبادك".
خيرة قادتنا سقطوا شهداء.. الشيخ راغب 31 سنة في ريعان الشباب السيد عباس 40 سنة.. لم نكن نتوقع ان نحيي إلى هذا اليوم وكنا نتوقع ان نلقي الشهادة في عملية او كمين.
في بداية المقاومة كان الناس يقولون عنا مجانين.. ولكن ثقتنا بالله وتوكلنا عليه هو الذي نصرنا.. هذه ثقافتنا ثقافة التوكل على الله والأخذ بالاسباب والتسليم للمشيئة الالهية.
من ثقافة المقاومة الرضا بأمر الله وقضاءه ونقبل بما اختاره الله لنا لأنه يختار لنا ما فيه خيرنا وصلاحنا ولا نستعجل الأمور لأنه في علم الله عز وجل لا مصلحة لنا فيؤجله الى وقت آخر.
من ثقافة المقاومة كذلك اللجوء الى الله والطلب منه ان يحمينا ويسدد رمينا وان ينصرنا فنلوذ به في الصغيرة والكبيرة وفي كل شيء وان ندعوه وانا افعل ذلك في كل شيء وادعو واردد دائما اللهم لا تكلني الى نفسي طرفة عين أبدا ولا تعرض عني.
ما جرى علينا خلال 40 عاما من الصعاب والشدائد والتحديات والمخاطر واستهداف الوجود ومحاولات السحق كلها الى ما شاء الله ولكن عبرنا كل هذه الصعاب والشدائد وكل هذا بفضل الله وبنعمة من الله وأقول لكم من موقع التجربة وقد كنا سويا طوال 40 سنة أننا لم نتغير ولم نتنكر.
على مدار الاربعين عاما الله هو الذي أنزل علينا السكينة ودافع عنا وحمانا ودفع عنا الكثير من العثرات.
في المنطق النتائج لا تكون أكبر من المقدمات ولكن مع هذه المقاومة كان الفعل الالهي والمشيئة الالهية هي التي غيرت النتائج في ثقافتنا تعودنا ان نلجاً إلى الكريم المطلق والقوي المطلق الى الذي يقدر على كل شيء وعندما تلجأ ألى من له كل هذه الصفات هل تتوقع ان يخذلك.. أبداً.
نحن حاضرون دائما ان نقدم أرواحنا وفلاذات أكبادنا من أجل وطننا وشعبنا كل شعبنا لأننا قوم نخاف يوم القيامة ولان الله سيسألنا عن الناس وعزتهم وكرامتهم وأمنهم.
نحن نؤمن ان حب الناس والدفاع عنهم والحفاظ على كرامتهم وانقاذهم من الوضع المعيشي الكئيب الذي يعيشون فيه هي من أقرب القربات الى الله تعالى.
كثيرون يخطئون في حساباتهم معنا حتى في فهم منطلقاتنا سيما في موقفنا الأخير حول سفينة الاستخراج من كاريش.. نحن لا نلعب بمصداقيتنا الذي بنيناها طوال أربعين عاما.