الدكتور كرزاي : العالم الاسلامي يعاني من التطرف والارهاب
تنا- خاص
قال الدكتور حامد كرزاي رئيس جمهورية افغانستان سابقا ان العالم الإسلامي يعاني من ظاهرتين مدمرتين هما التطرف والإرهاب ، واللتان تعتبران تهديدًا خطيرًا لتوفير المصالح الدينية والمصالح الجماعية للمسلمين.
شارک :
وأضاف في كلمته التي القاها في المؤتمر الدولي السادس والثلاثين للوحدة الاسلامية عبر المجال الافتراضي : على الرغم من أن الإرهاب هو مفهوم نشأ من حقبة الحرب الباردة ، إلا أن قيام بعض الدول الإسلامية وانحيازها في زراعته وانتشاره أدى إلى ظهور أنواعه المحلية في العالم الإسلامي وزاد من حدة الإسلاموفوبيا في العالم ، ولكن الأمر للأسف أنه نتيجة لذلك يتم عرض صورة غير لائقة لدين الرحمة والعطف.
وجزم ان انتشار التطرف يأتي بهدف تأمين المصالح السياسية ، مما يتسبب في خسائر فادحة ، ويعيق جهود توضيح الاعتدال والتوسط والذي هو الرغبة والرسالة الأساسية للدين الإسلامي.
وعن ضرورة تقوية الوحدة الاسلامية أشار الى نقطتين أساسيتين: النقطة الأولى محاولة حل تضارب المصالح في العلاقات الدولية، والثانية محاربة التطرف والارهاب.
وعن الوضع السائد في العالم الاسلامي قال كرزاي انه على الرغم من تقسيم المجتمع الإسلامي إلى حكومات وطنية وضرورة إعطاء الأولوية للمصالح والأمن القومي، لكن لا يمكننا تجاهل حقيقة أن المصالح القومية والأمن القومي في العالم المعاصر هما استمرار للمصالح والأمن الدوليين. وفي هذا العصر ، وهو عصر العولمة وعصر التبعية المتبادلة ، يجب ألا يغيب عن الأذهان أن العوامل الداخلية لا يمكن تحديدها ، ولا ينبغي أن تتسبب في ضياع الفرص اللازمة لتقوية روح الأخوة والعطاء والتعاون بين المسلمين.
وحول التعايش السلمي في افغانستان قال كرزاي: على الرغم من أن أفغانستان خاضت حروبًا دموية منذ لأكثر من أربعين عامًا نتيجة العدوان والتدخلات الخارجية ، حيث كانت المساجد والمدارس أو الجامعات والمراكز التعليمية والرياضية وغيرها من التجمعات الشعبية في جميع أنحاء البلاد هدفًا رئيسا وموجها للهجمات الارهابية عدة مرات وكان ينظر اليهم على أنهم أصدقاء وزملاء ، ونتيجة لذلك تكبدنا خسائر فادحة ، ولكن بعون الله تعالى وبصيرة الشعب لم تسقط أفغانستان في فخ الطائفية الدينية، لحسن الحظ.
وأقترح أنه بهدف ترسيخ الأخوة ومنع تأثير القضايا الخارجية على العلاقات بين الدول الإسلامية وفتح باب التفاعل البناء مع الدول الأخرى ، ينبغي التفكير في صياغة ميثاق عالمي للاعتدال تلتزم به جميع الأعضاء والأطراف من أجل تعزيز العلاقات الأخوية بين الدول الإسلامية وتسهيل حل تضارب المصالح الدولية وفتح الطريق لمحاربة فعالة ومستمرة ضد التطرف.
وفي السياق نفسه قال كرزاي ان خطاب العولمة أوجد وضعا لا يمكن فيه التغلب على التحديات والتهديدات المشتركة دون التسامح والتفاعل بين الثقافات والحضارات البشرية، مشيرا الى ان الدول الإسلامية تمتلك القدرة على توفير بيئة مواتية لتأمين مصالحها الجماعية وفتح طريقة مناسبة للتفاعل والحوار مع العالم وفقًا لمبدأ الاعتدال والتركيز على الرسالة الهادفة للإسلام من أجل حياة سلمية وسلمية.
وأوضح ان الديانة والدراية من أجل تحقيق الأهداف المذكورة أعلاه تتطلبان تكوين إرادة جماعية واتفاق لإقرار وثيقة قانونية شاملة يتم فيها ، بآليات محددة ، تحديد التهديدات الواضحة على المستويين الوطني والدولي لمكافحة التطرف ونتيجة لذلك ، يجب أن تسعى القوانين الداخلية للدول الإسلامية إلى إيجاد طريقة جادة ومناسبة للتعامل مع أي نشاط متطرف وتقديمها.