لسنا بحاجة لشهادة من لا يقدر أن يشهر أمام "العدو" إلا فنجان شاي
تنا بيروت
شارک :
أكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي، أن "شرعية المقاومة مستمدة من الكرامة الإنسانية التي تفضل الموت على حياة الذل تحت الاحتلال، ومن الميثاق اللبناني الذي ينص في طليعته وبنوده وجوهره وروحه على أن لبنان يجب أن يكون حراً بكامل أجزائه"، مشيراً إلى أن "المقاومة لا تحتاج في شرعيتها ولا في شرعية سلاحها لشهادة من أحد، فكيف إذا كان بعض هذا "الأحد" ممن لا يستطيع أن يشهر أمام العدو الغازي إلا فنجان شاي يقدمه في ثكنة مرجعيون"، مضيفاً أنه "لا بقرارات دولية ولا بدعم من الإدارة الأميركية ولا بإمداد من الحكومات الغربية تحرر بلدنا، وإنما تحررت هذه الأراضي بالمقاومة، ومن يحتاج إلى شهادة في شرعية موقعه وموقفه وانتمائه هو ذاك الذي تجنب طريق المقاومة وسلك سبيل إحناء الرأس أمام رعاة الإسرائيلي والذي ارتضى لنفسه أن يكون مخبراً لدى السفارة الأميركية في لبنان". وأضاف الموسوي، أن المقاومة وسلاحها هما من يعطيان شهادات في الشرعية لمن لم يسلك درب الدفاع عن لبنان في مواجهة إسرائيل، مضيفاً "أننا من خلال هذه المقاومة استعدنا أرضنا وقدمنا نموذجاً في كسر العدوان الإسرائيلي في العام ٢٠٠٦ وفتحنا أفقاً جديداً لم تعد فيه الحرب خياراً سهل التناول والمنال في جيب صاحب القرار في إسرائيل، بل بات أي مسؤول إسرائيلي يحسب ولا زال لأي كلمة يقولها فضلاً عن أي موقف يتخذه حين يتعلق الأمر بالحرب على لبنان". ولفت إلى أن الذين تحدثوا عن حماية لبنان على طاولة الحوار قد انكشف الهدف من مشاركتهم فيها حين أعلنوا من قبل موقفهم من الدعوة المبدئية التي وجهها رئيس الجمهورية إلى الحوار، وقال: "هم في البداية رفضوا، وقلنا إن رفضهم يعكس نزعتهم الاستبدادية القائمة على الأحادية والتفرد بحيث إنهم هم أصحاب الرأي، أما الآخرون فعليهم أن ينصاعوا وإلا فهم مهددون بأن يُنعتوا بأنهم انقلابيون، وبشن حملة عليهم لعزلهم دولياً". ورأى الموسوي أنه حين دعا رئيس الجمهورية إلى الحوار، تحايلوا على الرفض بالقول إنهم يذهبون إليه على أساس بند واحد هو نزع سلاح المقاومة وفي جدول زمني محدد، مشيراً الى أن هذا الموقف يعني أنهم ما زالوا على استبداديتهم كما كانوا في الحكم وقد أرسوا الاستبداد والتهميش والإقصاء، وأنهم حين خرجوا إلى المعارضة ما زالوا على ذهنيتهم الاستبدادية نفسها، فهم يحددون وحدهم موضوع الحوار، بل يختزلون عملية الحوار سلفاً بتقرير نتائجه مسبقاً، مذكراً بأن الاستبداد في لبنان لا تقوم له قائمة لان بلد تعددي لا يقوم إلا بالعيش المشترك القائم على الحوار والوفاق. ولفت إلى "أنهم كشفوا في طرحهم هذا موقفهم الحقيقي من الاستراتجية الدفاعية حيث تبين أنهم حينما كانوا يناقشون هذه الاستراتجية، لم يكن هدفهم كيفية حماية لبنان وإنما التوصل إلى الطرق المناسبة التي تؤدي الى نزع سلاح المقاومة، وهو المطلب الدائم لإسرائيل والحكومات الغربية منذ أن انطلقت المقاومة، وحين تتحدث في لبنان مع أي مسؤول غربي، فإن الموضوع المركزي للحديث هو التفتيش عن سبل تأمين الأمن الإسرائيلي من خلال نزع سلاح المقاومة". وأشار الموسوي إلى "أن الذين يجعلون من نزع سلاح المقاومة هدفاً لهم لا يعكسون موقفاً وطنياً، لأن أي وطني لبناني كان ليدعو إلى الاستفادة من النموذج الذي قدمته المقاومة من أجل تطوير قدرات لبنان الدفاعية، بل إن أرقى المعاهد العسكرية في العالم باتت تخصص معاهد و مدارس مستقلة تدرس النموذج القتالي الذي يعتمده حزب الله". وأشار الموسوي إلى "أن قول البعض بدمج المقاومة في الجيش هو عكس نظريات الحروب العالمية بأسرها ولا سيما بعد الإخفاقات العسكرية الإسرائيلية في لبنان والأميركية في العراق وغيره، فحين قررت الإدارة الأميركية استراتجية جديدة في عامي ٢٠٠٧ و ٢٠٠٨، فرضت بنداً خاصاً لتشكيل قوات خاصة خارج الهيكلية المعتمدة التي تخوض الحرب اللاتناظرية، ما يعني تشكيلاً قتالياً هو المقاومة يجري الاعتماد عليه في الحروب، والعالم في عقيدته العسكرية يتجه إلى اعتماد نموذج المقاومة كأسلوب من أساليب القتال، أما هم فيعودون إلى الوراء ضاربين بعرض الحائط إنجاز المقاومة في أيار ٢٠٠٠ وفي تموز ٢٠٠٦"، لافتاً ألى "أن من يطرح هذه الشروط على الحوار يؤكد نزعته الاستبدادية، وأنه لا يحمل هم حماية لبنان ولا هم تحشيد القدرات اللبنانية على اختلافها من أجل الدفاع عن الحقوق اللبنانية، معتبراً أنهم لو كانوا يفكرون بمصلحة لبنان، لكان يكفي أن يعمدوا بعيد إعلان الحكومة الإسرائيلية يوم الأحد الماضي عن ضمّ جزء من المنطقة الاقتصادية الخالصة للبنان إلى منطقتها، إلى الوقوف جميعاً، والمبادرة إلى الدعوة بأنفسهم إلى مؤتمر وطني يشارك فيه اللبنانيون جميعا، أو الاستجابة لهكذا دعوة لبحث السبل التي نتمكن من خلالها من استعادة حقنا".