بعد رفضها مشاركة منتخب الاحتلال.. اندونيسيا تنتصر لفلسطين من بوابة المونديال
تنا
أعلن الاتحاد الدولي للكرة (فيفا)، الاربعاء (29 آذار/مارس)، سحب تنظيم بطولة كأس العالم للشباب من إندونيسيا، ومن الممكن أيضًا وضع عقوبات محتملة عليها، بعد أن شهدت البلاد رفضًا شعبيًّا وسياسيًّا واسعًا لمشاركة منتخب الاحتلال الصهيوني في البطولة.
شارک :
وكان من المفترض أن تستضيف إندونيسيا بطولة العالم للشباب تحت 20 عامًا بين 20 أيار/مايو و11 حزيران/يونيو المقبلين، لكن الأمور تغيرت، بعد المشهد الذي شهده البلد الآسيوي، والذي يُعَدّ أكبر بلد إسلامي في العالم، إذ بدأت عاصفة من التظاهرات والحملات الرافضة لحضور منتخب الاحتلال الصهيوني، الذي تأهل للبطولة.
وفي الأسابيع الماضية شهدت العاصمة جاكرتا احتجاجات واسعة، شارك فيها، على سبيل المثال، حراك "الثاني من ديسمبر" المعارض، وهدد بأنه سيمنع دخول الفريق الصهيوني من مطارات البلاد، وكان أوّل الاحتجاجات نُظّم من جانب قوى شعبية وطلابية في مدينة صولو وسط جزيرة جاوا الإندونيسية.
كما رفعت صوتها أحزاب أخرى، من الحزب الحاكم، "حزب النضال من أجل الديموقراطية"، الذي طالب بإعلام الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" بأن الحضور الصهيوني يتنافى مع الموقف السياسي والموقف الشعبي للجمهورية الإندونيسية.
وتوسعت دائرة الرفض، وظهرت شخصيات سياسية ترفع صوتها وتقول إن "إسرائيل غير مرحب بها". وبين الرافضين حاكم جزيرة بالي السياحية، وايان كوستر، مع الاشارة إلى أنّ الجزيرة المذكورة اختيرت لتكون مقراً لقرعة البطولة، كما اختيرت أيضًا لتكون مقرًّا لمنتخب الاحتلال نظرًا إلى أن أغلبيتها من الهندوس، لكن الموقف في بالي يؤكد أن قضية فلسطين ليست للمسلمين والمسيحيين فقط، وإنما هي قضية الأحرار بمعزل عن الأديان التي يتبعونها.
حاكم الجزيرة عبّر عن رفضه بخطاب أرسله إلى وزارة الرياضة، وقال إن "سياسات "إسرائيل" تجاه فلسطين تتعارض مع سياسات جمهورية إندونيسيا"، والتي وصفها بأنها "مشكلة خطيرة في السياسة الإقليمية".
هذه الموجة الغاضبة ضد الاحتلال "الإسرائيلي"، دفعت "الفيفا" إلى تأجيل القرعة، التي كان من المفترض أن تُقام الجمعة، 31 آذار/مارس الجاري، كما أعلنت "الفيفا" سحب تنظيم البطولة من اندونيسيا، وأنها ستبحث عن بديل.
وقال عضو المجلس التنفيذي في الاتحاد الإندونيسي لكرة القدم، أريا سينولينغا، إن سبب الإلغاء هو عدم مشاركة الجانب "الإسرائيلي" في القرعة، بينما تفرض لائحة "الفيفا" تمثيل جميع الفرق المتأهلة لنهائيات المنافسات، بينما لم يُحدَّد موعدًا جديدًا أو مكانًا آخر لإجراء القرعة.
وفي هذا السياق، أوضح نائب رئيس مجلس الشعب الاستشاري، هدايت نور، أن رفض "إسرائيل" في إندونيسيا مسألة قانونية ودستورية، وهناك حظر للتطبيع، في كل أشكاله، إذ أصدرت وزارة الخارجية الإندونيسية، في 8 شباط/فبراير 2019، قرارًا لتنظيم العلاقات الخارجية والتعاون الدولي للحكومات المحلية المنتخبة في المحافظات والأقاليم والمدن الإندونيسية.
ونصّت المادة ـ150 من القرار على أنّه "لا علاقة لإندونيسيا بـ "إسرائيل"، التي تُعَدّ محتلة لفلسطين. ولهذا السبب، فإن إندونيسيا ترفض كل أشكال العلاقة بها".
ويأتي في القرار أيضاً أنه لا يُسمح بأي خطابات رسمية بين الطرفين، ولا يمكن استقبال أي وفد "إسرائيلي"، في أي شكل أو في أي مكان رسمي، كما لا يُسمح برفع "علَم" الاحتلال أو أي شعار يخصه، ولا يؤدّى "نشيد" الاحتلال في الأراضي الإندونيسية.