"إن من يريد أن يعظ سوريا عليه أن يكون منزهاً من العيب والنقص"

رأى سماحة العلامة الشيخ عفيف النابلسي  أنّ الحملة السياسية ضد سوريا من قبل بعض الدول العربية وجامعتهم والمترافقة مع الضغوط الخارجية والدولية يؤكد أنّ هذه الدول في أفعالها وأفكارها ومواقفها مسيّرة وتتحرك وفق أجندة المصالح والسياسات الغربية.
وأضاف إن من يريد أن يعظ سوريا عليه أن يكون منزهاً من العيب والنقص, فمن غير المنطقي أن تلجأ بعض الدول ويلجأ بعض الملوك إلى تأديب الآخرين فيما هم يحتاجون أولاً إلى تأديب نفوسهم وترويض سلوكهم ليتجنبوا الوقوع في الشطط والهفوات واستغلال الآخرين لهم الذين يدفعونهم عند كل منعطف إلى دخول معتركات تزيد الوضع سوءًا والفتنة اشتعالاً.
ولفت سماحته: إن بعض الدول تنظر بازدواجية غير مفهومة إلى ما يحصل في سوريا وما يحصل في كل من البحرين واليمن. فهناك نظرة اختزالية تكشف عن سياسات متناقضة وغير متوازنة وتباين كبير بين الأقوال والأفعال.
وأشار سماحته: إلى أن الغرب يعطينا في كل يوم دروساً في القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان ويُنصِّب نفسه مرشداً روحياً وأخلاقياً, بينما هو في الواقع يمارس أقبح الأفعال سياسياً واقتصادياً واجتماعياً والتي تنال من كرامة وحرية وحقوق الإنسان. فما يحدث في بريطانيا دليل على تهافت القيم الغربية وتناقضها. والحقيقة أنّ الغرب ليس أهلاً ليكون واعظاً وهو يندفع كل يوم بلا أي تحفظ إلى ممارسة أفعال لا تمت إلى الإنسانية والأخلاق بصلة. ويكفي أن نقول أن الملايين القتلى في منطقتنا هم نتاج الديمقراطية والقيم الغربية وأن المجاعات المخيفة التي تحصل في أفريقيا هي بفعل الجشع الذي تمارسه الطبقة الحاكمة في الغرب وأدّت إلى وفاة ملايين الأطفال.