خلال القمة الثالثة والعشرين للدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون\
ایة الله رئيسي : سياسة "الجوار والتقارب" أفضل السبل لتحقيق السلام والاستقرار الإقليميين
تنا
أكد الرئيس الإيراني "آية الله ابراهيم رئيسي" على، أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية جعلت من سياسة الجوار والتقارب أساسا لسياستها الخارجية وتعتبرها أفضل السبل لتحقيق السلام والاستقرار الإقليميين".
شارک :
قال اية الله رئيسي في كلمة خلال القمة الثالثة والعشرين للدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون، باستضافة الهند عبر الفديو كنفرانس، "إن إيران تعتقد أن شنغهاي منظمة متنامية ذات مؤشرات وقدرات كبيرة وموقع متميز ، ومزايا هذه العضوية الرسمية لإيران في شنغهاي ستبقى خالدة في التاريخ".
وأعرب الرئيس الايراني، عن تقديره لرئيس وزراء الهند نارندرا مودي والأمين العام لمنظمة شنغهاي للتعاون ، ورؤساء الدول الأخرى، مصرحا : إننا ننتهز الفرصة ونعرب عن ارتياحنا لانضمام إيران رسميًا لهذه المنظمة بصفتها العضو التاسع.
وأكد: نأمل أن يوفر حضور إيران، الأرضية لضمان الأمن الجماعي والتوجيه نحو التنمية المستدامة ، وتوسيع العلاقات والتواصل ، وتعزيز الوحدة واحترام سيادة الدول أكثر من ذي قبل.
وأضاف : فيما يتعلق بالأمن، لا بد لي من القول إن تجربة الدول المختلفة أثبتت أن الأمن هو أمر داخلي وإنجاز جماعي و بدأ الأمن الإقليمي من إرادة الدول وتم تعزيزه بإرادة الحكومات ويصبح من السهل تحقيقه بعيدا عن تدخل الدول.
وتابع، "بناءً على هذا الرأي ، جعلت الجمهورية الإسلامية الإيرانية سياسة الجوار والتقارب و التآزر، أساس سياستها الخارجية، وتعتبرها أفضل السبل لتحقيق السلام والاستقرار الإقليميين".
وصرح أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية اثبتت التزامها بضمان الأمن ومكافحة الهيمنة في المنطقة من خلال تجربة أكثر من عقدين من الكفاح الناجح ضد الإرهاب والتطرف، وهي على استعداد لتبادل خبراتها وإمكانياتها في إطار آليات منظمة شنغهاي للتعاون حتى نتمكن من التحرك نحو منطقة خالية من الإرهاب والتطرف والانفصالية".
واستطرد اية الله رئيسي : إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي استضافت لاجئين من الشعب الأفغاني المضطهد أكثر من نصيبها العادل تعتقد أنه لا يوجد حلا لتحقيق و إرساء السلام الدائم في هذا البلد إلا تشكيل حكومة شاملة من كل الاطياف والأحزاب السياسية والتيارات الدينية.
وقال : نحن مستعدون أيضًا للتعاون في التعامل والمواجهة مع التهديدات الجديدة، بما في ذلك في مجال الجرائم الإلكترونية والجرائم المنظمة والمخدرات من خلال منظمة شنغهاي للتعاون.
وتابع، "إن منظمة شنغهاي للتعاون تمثل أكثر من 60٪ من سكان منطقة أوراسيا وأكثر من 40٪ من سكان العالم وقد أعطت هذه القدرة الهائلة لهذه المنظمة قدرات واسعة لتطوير التجارة وتعميق التعاون الاقتصادي في أشكال مختلفة".
ولفت رئيس الجمهورية الى، أن "ايران تدعم المبادرات البناءة مثل "مبادرة التنمية العالمية و تعتقد أن تعاون الأعضاء في مجال الطاقة والتكنولوجيا والصناعة والزراعة والتجارة والتجارة يمكن أن يفتح رؤية واضحة لنظام إقليمي عادل لدول العالم".
واضاف : لقد عرّضت القوى الغربية المهيمنة الأمن والازدهار الاقتصادي ومبادئ التجارة العادلة للخطر في العالم ، باللجوء إلى الإكراه و الإجبار وفرض "العقوبات".
وقال: أثبتت تجربة العقود الماضية أن هيمنة الدولار والنزعة العسكرية فسحت المجال أمام هيمنة نظام الهيمنة الغربية. ومن هذا المنطلق فإن أي محاولة لتشكيل نظام دولي عادل تتطلب إزالة أداة الهيمنة هذه في العلاقات البينية الإقليمية.
وأضاف: أن توسيع استخدام العملات الوطنية في التجارة الدولية والتبادلات المالية بين أعضاء هذه المنظمة وشركائهم التجاريين يتطلب مزيدًا من الاهتمام الجاد و ترحب الجمهورية الإسلامية الإيرانية بأي تحرك لتقديم أدوات الدفع المالية على أساس التقنيات الحديثة لتسهيل التبادل المالي بين الأعضاء و الشركاء التجاريين، لا سيما في الأطر متعددة الأطراف.
وأكد أن امتلاك موارد بشرية تتمتع بالخبرة وإنجازات مهمة في مجال التقنيات المتقدمة والعلوم الحديثة يعد من القدرات الخاصة للجمهورية الإسلامية الإيرانية ، والتي يمكن أن تعزز التعاون الاقتصادي متعدد الأطراف
وأضاف: تمكن الشعب الإيراني من تحقيق مستويات عالية في مجالات الإنتاج العلمي والتكنولوجيا والتكنولوجيا الحيوية والطب والنانو والهندسة والإلكترونيات والدفاع والعديد من الموضوعات القائمة على المعرفة ، بالاعتماد علي القوة ومعرفته المحلية وقال ترغب العديد من الدول التعاون في هذه المجالات. كما أن الجمهورية الإسلامية مستعدة لتبادل خبراتها وإنجازاتها إلي جانب تطوير التعاون العلمي والتكنولوجي.
وأضاف: توجد حاليا مبادرات قيمة للغاية في منطقة أوراسيا، والتي تمكنت من ربط الدول الأعضاء معًا وتوفير البنية التحتية لتوسيع التجارة بين دول المنطقة. لطالما أعلنت جمهورية إيران الإسلامية دعمها الكامل للمشاريع الضخمة القائمة مثل ممر الشمال الجنوب ومشروع طريق الحزام وجعلتها من أولوياتها.
وقال: يلعب ميناء جابهار وممر جابهار-سرخس دورًا فريدا في ربط البلدان غير الساحلية في آسيا الوسطى ببحر عمان والمحيط الهندي. ونحن عازمون على استكمال مسار العبور هذا، وبجهود الخبراء الإيرانيين والتعاون المشترك بين إيران وروسيا ، دخل استكمال خط سكة حديد الممر الشمالي الجنوبي مرحلة التنفيذو يمكن أن يساعد استخدام طريق الاتصالات هذا في تحسين وتحقيق الأمن لدول المنطقة.
وفي هذا الصدد، نحن على استعداد للقيام بالتعاون اللازم لتنظيم نقل البضائع والركاب، و توفير الأرضية لزيادة وصول الأعضاء إلى الأسواق العالمية وتنسيق سياسات النقل.
ونعتقد أن منظمة شنغهاي للتعاون يمكن أن تسهل تعاون الدول الأعضاء لتعزيز وتطوير مشاريع العبور وتحديد المبادرات الجديدة.
وقال إنه يمكن لأعضاء منظمة شنغهاي استخدام مزايا الأمن والبنية التحتية للجمهورية الإسلامية الإيرانية لزيادة خطوط نقل الطاقة وذلك من أجل تنفيذ مشاريع اقتصادية مشتركة مع ضمان إنتاجية عالية.
واعتبر رئيسي التهديدات البيئية من اهم التهديدات التي يواجها المجتمع العالمي حاليا كون هذه التهديدات قد تتحول الى ازمات الجيوسياسية لتعرض الدول لازمات امنية معقدة.
واضاف ان منطقتنا تواجه مثل هذه التهديدات بما فيها نقص مصادر المياه و ارتفاع درجة الحرارة وتاكل التربة مؤكدا ان ازالة هذه التهديدات تستدعي التعاون متعدد الجوانب وصياغة قوانين في اطار منظمات اقليمية.
وتابع: إن العلاقات التاريخية والحضارية بين الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون أعطت مُثلًا وأهدافًا ومصالحًا مشتركة وهي تقودنا إلى تعريف مشترك للأمن والتنمية وإن أهم خطوة في تعزيز الوحدة هي حماية القواعد التقدمية المحلية ، والحكم على أساس تلك القواعد ، ومنع الأعراف الغربية من السيادة حتى لا تفرغ المفاهيم التعاونية من معانيها الحقيقية.
وأضاف أن أعظم قدرتنا لتعزيز الوحدة وإرساء السلام هي قدرتنا الحضارية ويجب على الدول الاسيوية تبني حضارة مرة أخرى بالاعتماد على الأخلاق والروحانية والعدالة والعقلانية واحترام كرامة الإنسان. و منظمة شنغهاي للتعاون ، التي هي رمز لهذه "الأسرة العظيمة من الحضارات" ، تقف الآن في موقع يمكنها أن تنشئ آفاقًا جديدة للتقارب الإقليمي والتعاون في مجال إرساء الأمن.