رأى  السيد علي فضل الله  أنّنا نعيش في وطنٍ يحرم فيه الإنسان من إنسانيّته، مضيفاً  أن الإنسان لا يعامل كإنسان، بل هو ابن الطّائفة والمذهب، وابن الموقع السّياسيّ. وعلى مستوى المناطق، هو ابن هذه المنطقة، وابن تلك المنطقة، ولا اعتبار لكفاءات الإنسان وقدراته أو حاجاته..
وقال: يؤسفنا ونحن نراقب الواقع السّياسي أن نكون متشائمين، لأنَّنا بتنا نعيش تكرّر الأخطاء، لتصبح مقولة "الإنماء غير المتوازن" أمراً واقعاً ومقبولاً، وكأنَّه قدر، والنّاس تكاد تصدّق هذه المقولة من كثرة تكرارها.. أليس كذلك؟
وأردف" لقد أراد الله في هذا الشَّهر أن نبتعد عن كلِّ الحساسيّات الّتي ينتجها لنا الآخرون؛ الحساسيّات الّتي تمزّق وتفرّق  وأن يكون هذا الشَّهر محطّةً نعيد فيها بناء الجسور المتصدِّعة بين أبناء هذا البلد.

وقال نحن لا نستطيع أن نحلَّ مشاكلنا، سواء الدّاخليّة منها، أو ما يجري على مستوى المنطقة، إلا بفتح آفاق الحوار واسعاً على كلِّ ما نختلف فيه.. ولن نستطيع أن نواجه كلَّ تهديدات العدوّ الصّهيوني، بهذا الجسم المترهّل، والبناء الهشّ الذي يترنَّح شمالاً ويميناً..
لقد جرّبنا أن نتنازع ونتقاتل ونتعادى، فماذا حصل، اضطُررنا أخيراً إلى الجلوس إلى طاولة الحوار، ولكن للأسف، تحت سقف الآخرين، لذا كان الحلّ دائماً مؤقّتاً، وهو أشبه بالمسكّنات منه إلى العلاج الحقيقيّ. فلنجرِّب،  في ظلِّ انشغال العالم من حولنا، أن نجلس للتَّحاور من دون إضمار ملفّات مغلقة أو محرّمة على التّداول، شرط أن نرقى بالنّقاش، لا أن نشهد الإسفاف والابتذال والتّهريج والاستخفاف بعقول اللّبنانيّين.

وختم سماحته قائلاً: نقول لكلِّ أبناء هذه الوطن، في كلِّ هذا الواقع المتأزّم، والّذي يراد له أن يتأزّم أكثر: ماذا لو ربحنا عدالةً مزعومة، عليها كثير من علامات الاستفهام، وخسرنا وطناً.. ووحدة..؟!