والتقى قائد الثورة الإسلامية، صباح اليوم الجمعة، جمعا من قادة القوة الجوية والدفاع الجوي في جيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وذلك تزامنًا مع ذكرى عشرة الفجر، والذكرى السنوية للبيعة التاريخية لعدد من قادة القوة الجوية مع الإمام الخميني (قدس الله سره الشريف) في 8 شباط/فبراير 1979.
وأكد الامام الخامنئي في هذا اللقاء : اذا هددنا الاميركيون سنهددهم واذا نفذوا تهديداتهم سننفذ تهديداتنا واذا اعتدوا على امننا سنعتدي على أمنهم دون اي تردد.
واضاف : الاميركيون يعملون على تغيير خريطة العالم على الورق فقط وهذا لا يمت للواقع بصلة، وأن المفاوضات مع الحكومة الاميركية الحالية ليست أمرا حكيما.
وأشار سماحته الى ان التفاوض مع حكومة كأمريكا يُعدّ تصرّفًا غير عقلاني، ويفتقر إلى الحكمة، وليس مشرّفًا.
واردف قائد الثورة، انه "في العقد المنصرم، جلسنا إلى طاولة المفاوضات مع أمريكا، وأُبرم اتفاق بيننا، لكن من يتولّى زمام الأمور اليوم، مزّق ذاك الاتفاق، وقبله أيضًا، لم يلتزم به أولئك الذين أُبرم معهم، وكان الاتفاق يهدف إلى رفع الحظر، لكنه لم يُرفع!".
وأضاف القول : ان التفاوض مع أمريكا ليس له أيّ تأثير في حل مشكلات البلاد ، ما يحل المشكلات هو عزم المسؤولين المخلصين وتكاتف الشعب الموحّد.
وصرح الإمام الخامنئي : بالطبع، لدينا مشاكل داخلية؛ لا أحد ينكر وجود المشاكل ،يعاني معظم شرائح الشعب من مصاعب ومشكلات في المعيشة، لكن ما يحل هذه المشاكل هو العامل الداخلي، العامل الداخلي يتمثل في عزم المسؤولين الملتزمين وتكاتف الشعب المتحد؛ أي ما ستشهدونه في مسيرة 10 فبراير (ذكرى انتصار الثورة الإسلامية) إن هذه المسيرة هي رمز للوحدة الوطنية في بلدنا، إن الشعب الواعي والمسؤولون الذين لا يعرفون الكلل؛ هما اللذان سيحلان مشاكلنا.
وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى مضمون وأحاديث المفاوضات في الصحف والفضاء الإلكتروني وكلام البعض، وقال: محور هذه الكلمات هو مسألة المفاوضات مع الولايات المتحدة، ويشيرون الى المفاوضات على أنها أمر جيد، وكأن هناك من يعارض الطبيعة الطيبة للمفاوضات.
وضمن اشارته الى عمل وزارة الخارجية الايرانية في مجال التفاوض والترددات الدولية وإبرام العقود مع كافة دول العالم، اكد سماحته على أن الاستثناء الوحيد في هذا المجال هو أمريكا، مضيفا انه وبالطبع لا يؤخذ اسم الكيان الصهيوني استثناءً؛ لأن هذا الكيان ليس حكومة في الأساس، بل عصابة إجرامية ومغتصب للأراضي.
وبالاشارة الى الجهود الامريكية المبذولة لتغيير خارطة العالم، رأى الامام الخامنئي بأن هذا الامر مجرد حبر على ورق ولن يتحقق في الواقع؛ وبطبيعة الحال، هم أيضا يعلقون ويتحدثون عن ايران ويهددونها، مؤكدا على انه "إذا هددنا الأمريكيون سنهددهم نحن أيضا ،وإذا نفذوا تهديدهم سننفذ تهديدنا أيضا،وإذا اعتدوا على أمننا سنعتدي على أمنهم دون أي تردد".
وفي معرض تكريمه لشهداء الجمهورية الاسلامية العظام امثال الفريق صياد شيرازي وستاري وبابائي وكلاهدوز وفلاحي، المح سماحته الى ان العامل الاساسي هي تحلي هؤلاء العظام بالشجاعة والتصرف الحذق في الوقت المناسب، مشيرا الى ان هذه السمات ، التي تمتع بها الثوار قبل ثلاثة أيام من انتصار الثورة وفي وسط الخطر، هي من الح احتياجات الامة في وقتنا الحاضر.
كما اعتبر قائد الثورة الاسلامية، ان العقلانية والعمل على اساس الحسابات المدروسة، والاستفادة من اهمال واستهتار العدو ومباغتته هي سمة اخرى من سمات انتصار الثورة الاسلامية .
وأشار آية الله خامنئي إلى ما قام به النظام البهلوي من جعل الجيش الايراني تحت ظل النظام العسكري الأمريكي، موضحا بأن تنظيم الجيش وأسلحته وتدريبه كان أميركيا، والتعيينات المهمة وحتى كيفية استخدام السلاح كانت تتم بناء على إذن الأميركيين، وكانت شدة التبعية إلى حد أنه لم يُسمح للإيرانيين حتى بفتح الأجزاء وإصلاحها.
وبالاشارة الى مسألة الموافقة على مشروع قانون الاستسلام في عهد النظام البهلوي في ايران بتاريخ 13 تشرين الاول/اكتوبر 1964، الذي يجيز عدم محاكمة اي امريكي في ايران على اي جريمة، ذكر سماحته بأن خطاب الإمام الخميني (رض) في نوفمبر/تشرين الثاني 1964 في المعارضة الشديدة للاستسلام كان بمثابة احتجاج على الهيمنة المهينة لأمريكا على الجيش والبلاد.
كما رأى الامام الخامنئي بأن الدفاع الإيراني هو الأولوية القصوى وتعزيز الجيش هو المهمة الأكثر أهمية، مؤكدا على ضرورة تعزيز الجيش من حيث القوة البشرية والأسلحة والتدريب والاستعدادات القتالية والدفاعية، والقضاء على نقاط الضعف والإصابات المحتملة، واستمرارية الابتكار والمنتجات المبتكرة يوما بعد يوم وإثبات أنه قادرعلى القيام بأشياء أكبر بكثير.