الأميركيين لم يكونوا على علم بالثورات العربية، لكنهم يعملون الآن للامساك بالوضع
شارک :
حاضر الكاتب والمحلل السياسي اللبناني سركيس نعوم عن "الانسحاب الاميركي من العراق .. مقدمات ونتائج"، في منتدى الاربعاء، فاشار الى ان الاميركيين ارتكبوا عدة أخطاء كثيرة على صعيد حل الجيش العراقي وتدمير مؤسسات الدولة.
وقال نعوم "في العام ٢٠٠١ احتل الأميركيون أفغانستان بحجة القضاء على دور تنظيم القاعدة، لكنهم لاحقا احتلوا العراق بدون أية مقدمات، وظن الأميركيون أنهم قادرون على الإمساك بالوضع في المنطقة لكنهم لم يستفيدوا من أخطائهم السابقة، فقد ظن الأميركيون أن العراقيين سيرحبون بهم بشكل دائم، لكن سها عن ذهن الرئيس جورج بوش الابن أن الشيعة أرادوا أن يتخلصوا من نظام صدام حسين لكنهم لا يريدون بقاء الأميركيين في العراق، كما سها عن بال الأميركيين أن ما حصل في أفغانستان قدم خدمة كبيرة لصالح إيران الإسلامية أن احتلال أفغانستان أدى إلى إنهاء دور طالبان ذات الاتجاه السلفي وبالنتيجة قدّم الأمريكيون خدمتين لإيران: إنهاء حكم طالبان، وإنهاء حكم صدام حسين".
ولفت الى ان "الخروج الأميركي من العراق الآن ومن أفغانستان عام ٢٠١٢ هو هزيمة لأميركا لأنها لم تحقق ما تطمح إليه، ومن حق كل أخصام أميركا أن ينسبوا النصر إليهم، ولكن على جميع أخصام أميركا أن يدرسوا حقيقة ما حصل، لماذا انسحب الأميركيون، وهل خسروا معركة أم حرب؟
كما أعرب عن الخشية من ان "تستغل اسرائيل سنة الانتخابات الرئاسية في أميركا من أجل شن حرب ضد إيران". ولفت الى ان قسما من الجيش الأميركي سيذهب إلى قواعده العسكرية في الخليج (في الكويت وقطر والبحرين وقطر)".
وختم نعوم:"المنطقة كلها تغلي وهناك غياب للقيادة العربية الفاعلة مما أدى الى بروز دور تركي في المنطقة لأنها تحكم بحزب إسلامي، وأميركا التي كانت تضع فيتو على "الأخوان المسلمين" أصبحت موافقة على وجودهم في السلطة والحكم في الدول العربية، وكما قال الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله فإن الأميركيين لم يكونوا على علم بالثورات العربية، وهذا صحيح لكن الأميركيين يعملون الآن للامساك بالوضع، وبعد طول رفض للاسلاميين أصبح الأميركيون يقبلون بالإسلاميين".