تاريخ النشر2015 15 January ساعة 11:05
رقم : 179337

المسلمون الحقيقيون في مقابل أدعياء الإسلام

تنا
أعجبني رئيس وزراء فرنسا الأسبق الشاعر و الأديب الكبير (دومينيك دوفيليبا) حين فنَّد مقولة لرئيس عربي خلاصتها أن نصوص القرآن و أحاديث رسول الله (محمد-صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم) هي التي تغذي العنف و الإرهاب.
المسلمون الحقيقيون في مقابل أدعياء الإسلام
 
 علي الهيل - أكاديمي وكاتب قطري
قال (دوفيليبا) الخميس بعد يوم واحد من أحداث فرنسا:   إن سياسات الغرب الخاطئة في (الشرق الأوسط)هي التي تغذي العنف و الإرهاب و ليست النصوص المقدسة عند المسلمين. 

أعجبني أيضاً منطق العالم الألماني (بيير فوهل) وسط تفاقم (الإسلام فوبيا) في ألمانيا و أوروبا و أمريكا على إثر تضخيم الإعلام لِما حدث في (شارلي إبدو  Charlie hebdo) و المتجر اليهودي شرق (باريس) و التركيز على عبارة “جهاديين Jihadists "التي ترمز في الغرب إلى (الإرهاب الإسلامي) من غير توعية الفرنسيين و الأوروبيين و الأمريكيين و تنويرهم بخلفيات الإعتداء و أسبابه التي ذكرها (دوفيليبا.) 

قال المفكر الألماني (فوهل) حينما سئل في إحدى القنوات الألمانية عن الإرهاب و علاقته بالإسلام: “من بدأ الحرب العالمية الأولى؟  ليسوا مسلمين.  من بدأ الحرب العالمية الثانية؟ ليسوا المسلمين من بدؤوها. 

من قتل زهاء عشرين مليون من السكان الأصليين indigenous  الأستراليين (أبوريجينال Aboriginal)؟ هل همُ المسلمون؟  من أطلق القنابل النووية على (هيروشيما و نجازاكي؟)  هل المسلمون من فعل ذلك؟  من قتل أكثر من مائة مليون هندي أحمر (أي أمريكي أصلي) في أمريكا الشمالية؟  ليسوا مسلمين.  من استعبد أكثر من مائة و ثمانين مليون إفريقي و رمى 88% منهم و منهنَّ ممن قتلهم في المحيط الأطلسي؟ هل همُ المسلمون؟  لا،لا،لا ليسوا مسلمين.  أولاً عليكَ (موجهاً خطابه للمذيع) تعريف مصطلح (الإرهاب.)  إذا قام غير المسلمين بنفس العمل و غيره فهو (جريمة)  أما إذا قام المسلمون بالعمل نفسه انتقاما (و حتى لو كان انتقاما غير متكافئ و محدود مقارنة بجرائم الغرب)  فهو (إرهاب.)  لذا يجب علينا أن نحدد مبادئنا ثم نناقش هذه الأحداث. 

أنا فخور بكونيَ مسلماً‘ ألستَ كذلك أيضاً؟” و أزيد على ما قاله (بيير فوهل) من قتل اليهود في أوروبا النازية فيما يُعرف (بالهولوكوست)؟ هل هم العرب أم الفلسطينيون أو المسلمون؟  إذن، لماذا كان على الفلسطينيين و العرب و المسلمون أن يدفعوا ثمن خطأ غيرهم و تتم معاقبتهم بفرض دولة يهودية إسرائيلية صهيونية في (فلسطين)، تعيث فساداً في مقدسات المسلمين و خاصة (المسجد الأقصى وحاضنته القدس الشريف) الذي إليه أًسريَ نبيهم (محمد-صلى الله عليه وسلم) و منه عُرج به إلى السماء العليا؟  حسب توثيق منظمة (الأمم المتحدة) لرعاية الطفولة قتلت (إسرائيل) بدم بارد و بصورة متعمدة و خلال غارات عشوائية و غيرها أكثر من ثلاثين ألف طفل فلسطيني (تذكروا مثلاُ الطريقة التي قُتل بها محمد جمال الدرة)، دع عنك الجرحى و المعوقين و المشلولين الذين يفوق عددهم الأربعين ألفاً منذ احتلالها غير القانوني لأرض فلسطين عام 1948.  هذا غير مذابح “إسرائيل” في مدارس (بحر البقر) للأطفال في مصر و محارق (قانا الأولى و قانا الثانية في لبنان) خلال 1996 و 2006. 

    و أحرار كثر في أوروبا و أمريكا، يذكروني بمقولة الإمام المجدد (محمد عبده) قبل مائة سنة تقريباً الذي عاش في فرنسا و كانت له جولات و صولات مع مفكريها ثم عاد إلى مصر فقال عبارته الأشهر الخالدة:  ” ذهبت  إلى بلاد (فرنسا) فوجدت مسلمين و لم أجد إسلاماً و عدت إلى بلاد (مصر) فوجدت إسلاماً و لم أجد مسلمين. 

للأسف يطل مثل هؤلاء الشرفاء على المضطهدين العرب و المسلمين بلسماً يشفي جراحاتهم في الوقت الذي يتآمر ما يمكن أن يوصف أو لا يوصف بأبناء جلدتهم عليهم في فلسطين و سوريا و العراق و ليبيا و اليمن لصالح أعدائهم.
https://taghribnews.com/vdcjthevauqeatz.3ffu.html
المصدر : المسلة (العراقية)
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز