>> بین الأمس واليوم ... قراءة نقدية للتقاليد في شهر رمضان المبارك | وكالة أنباء التقريب (TNA)
تاريخ النشر2010 22 August ساعة 00:02
رقم : 23982

بین الأمس واليوم ... قراءة نقدية للتقاليد في شهر رمضان المبارك

هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله.. هو شهر العبادة والصوم والصلاة.. هو شهر التوبة والغفران.. هو الشهر الذي أنزل فيه القرآن الكريم "هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ".. هو شهر التقوى والتسليم لله.. هو شهر الرحمة والمغفرة والرضوان..
بین الأمس واليوم ... قراءة نقدية للتقاليد في شهر رمضان المبارك
وكالة أنباء التقریب (تنا )
هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله.. هو شهر العبادة والصوم والصلاة.. هو شهر التوبة والغفران.. هو الشهر الذي أنزل فيه القرآن الكريم "هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ".. هو شهر التقوى والتسليم لله.. هو شهر الرحمة والمغفرة والرضوان..


هو كلّ ذلك.. ولكنه بات أيضاً، وللمفارقة، شهر الولائم والحفلات.. شهر الصخب والضجة.. شهر الألعاب والتسالي.. شهر المسلسلات والانتاجات.. الشهر الذي تخصّه فضائياتنا العربية بجدول غنيّ من البرامج والمسلسلات التي لا تمتّ له لا من قريب ولا من بعيد..
إنه الضيف العزيز الذي يحلّ على كل البيوت مرة في السنة، ضيف يحمل معه الكثير من المعاني والعِبَر المهدّدة بـ"الضياع" مثلها مثل كل المفاهيم والعقائد في زمن قلّ فيه المتشبثون بالأصل .
قبل أن يهلّ هلاله، أعدّ الجميع العدّة له. كلّهم انتظروه على أحرّ من الجمر. المؤمنون انتظروه لعلّهم يستفيدون منه ويتقربون أكثر من الله سبحانه تعالى. لكنّ المعلنين انتظروه أيضاً باعتباره "فرصتهم الذهبية". والعاملون في مجالات الغناء والرقص انتظروه ليكثفوا "حفلاتهم" خلاله. الفضائيات انتظرته أيضاً لتطلق إنتاجاتها الجديدة وتملأ ساعات الليل والنهار بالبرامج والمسلسلات الجديدة والضخمة لدرجة تضييع المشاهد بعدد المسلسلات التي تعرض خلال "الشهر الفضيل"، الشهر الذي ابتكرت له الفضائيات شعارات خاصة هي بطبيعة الحال بعيدة كل البعد عن مفهومه العام.
هو شهر لا يشبه غيره من الأشهر إذاً. أيامه أفضل الأيام وساعاته أفضل الساعات واستغلالها واجب علينا جميعاً. ولكن من ينظر إلى واقع رمضان اليوم لا بد له أن يشعر بالصدمة. هكذا، تحوّل شهر رمضان إلى شهر الزينة والولائم، شهر المسلسلات والبرامج الضخمة. البعض بات ينتظر الشهر الفضيل ليستمتع بالبرامج الخاصة التي تقدّمها الشاشة بدل أن يتقرّب من الله سبحانه وتعالى، والبعض الآخر ينتظره للتباهي بالولائم والعزائم. هو أفضل الشهور وقد تحوّل بالنسبة للبعض إلى "أمتع" الشهور.
ظاهرة أخرى تبرز بوضوح في الشهر الفضيل. مسلسلات بالعشرات لا بل بالمئات تعجّ بها الفضائيات العربية. كلها أعدّت خصيصاً للشهر الفضيل كما تتباهى شاشاتنا التي تبحث عن الحصرية. الخطير في الأمر، كما هو أنّ الكثير من هذه المسلسلات التي يقال أنها أعدّت خصيصاً لشهر رمضان المبارك تتنافى فعلاً وقولا مع فكرة الصيام ومع مفهوم وفلسفة الشهر إن من الناحية الفكرية أو العملية.
أنّ هذا الشهر ليس للتسلية وتضييع الوقت بل "هو عند الله كما يقول النبي من أفضل الشهور وساعاته من أفضل الساعات. فلنقدّر قيمة هذه الساعات ونستغلها خير استغلال بالالتفات الى أنفسنا وقراءة القرآن الكريم والاهتمام بالزيارات الاجتماعية. يمكن أن نملأ ساعات هذا الشهر بأمور تغني ثقافتنا وأرواحنا. لا يجب أن نضيّع هذه الفرصة لأن الزمن له قيمته. أعمارنا هي رصيدنا ولا يجب أن نضيّعها لأن تعويضها غير ممكن"، 

بيروت - محمد الحسيني

https://taghribnews.com/vdcf01d0.w6dmcaikiw.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز