هجرة الإمام الحسين من مكة الى كربلاء حفظت رسالة الاسلام نقية من الانحرافات
تنا
وجه رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان رسالة السنة الهجرية وقال فيها: "ان شهر محرم هو شهر هجرة النبي محمد من مكة الى المدينة المنورة، وهجرة الإمام الحسين من مكة الى كربلاء، وكلتا الهجرتين يلتقيان في الاهداف والمنطلقات، فالاولى اخرج بها النبي البشرية من الظلمات الى النور، والثانية حفظت رسالة الاسلام نقية من الانحرافات".
شارک :
وجه رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان رسالة السنة الهجرية لهذا العام، وقال فيها: "ان شهر محرم هو شهر هجرة النبي محمد من مكة الى المدينة المنورة، وهجرة الإمام الحسين من مكة الى كربلاء، وكلتا الهجرتين يلتقيان في الاهداف والمنطلقات، فالاولى اخرج بها النبي البشرية من الظلمات الى النور، والثانية حفظت رسالة الاسلام نقية من الانحرافات، فالنبي هاجر لحفظ الدعوة وتبليغ احكام ومفاهيم الإسلام، والإمام الحسين هاجر في الثامن من ذي الحجة في يوم التروية ليتوجه الى كربلاء لأنه أيقن ان بقاءه في مكة يشكل انتهاكا للكعبة لان أعداء الدين أرادوا قتله في الكعبة، ولكن حفاظ الحسين على الكعبة وقدسيتها دفعه الى ترك مكة والتوجه الى العراق متحديا المصاعب بقصد ان يحفظ معالم الدين، لذلك هاجر الحسين كما جده من اجل الدين، فالرسول هاجر لأجل نشر الدعوة والحسين هاجر لحفظ الدعوة، لذلك قال الرسول: حسين مني وأنا من حسين، من هنا فإن مقاصد الهجرتين واحدة في سبيل الله تعالى".
أضاف: "على المؤمنين ان يستلهموا من الهجرتين المعاني التي تحفظ دينهم وترسخ ايمانهم وتشحذ همتهم، فيهجروا المعاصي والاثام ويلوذوا بطاعة الله ورحمته، فيتركوا الذنوب والعيوب ويتوبوا الى الله توبة نصوحة يتركون فيها الشهوات والآثام، ليكونوا قدوة للآخرين في التعامل مع الناس بصدق وشفافية، كما كان رسول الله صادقا مع نفسه ومع الآخرين حتى وصفه أعداؤه ومحبوه بالصادق الأمين ومدحه الله تعالى بقوله: "انك لعلى خلق عظيم".
وتابع: "ان بلادنا محاصرة من الأعداء، من الظالمين والمحتلين، من أهل الكيد والخبث، فالشعوب العربية والاسلامية عرضة لمؤامرات استعمارية، وهي مستهدفة في امنها واستقرارها وهويتها، وهي تناشد الحكام ان يتشاوروا ويتفاهموا لاخراجها من الفتن والحروب والفقر والجهل، وعليهم ان يستعيدوا وصايا رسول الله اليهم في الوحدة والتعاون، فالرسول حذرنا من الفرقة والاختلاف حين قال: يوشك ان تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الآكلة الى قصعتها. من هنا فإننا نطالب القادة والرؤساء والملوك والامراء ان يعملوا لمصالح شعوبهم فيحفظوها ويوقفوا نزيف الدم في اليمن ويتصدوا للفتن في العراق وينصفوا الشعب البحريني المظلوم ويدعموا سوريا في معركتها للتخلص من الارهاب، ويتوجهوا الى فلسطين لحفظ شعبها ومقدساتها وهويتها، فينصروا شعب فلسطين المجاهد الذي يسطر اروع التضحيات في مواجهة غطرسة العدوان الصهيوني، فالشعب الفلسطيني يقتل ويذبح في أرضه على مرأى ومسمع العالم، فمن غير الجائز ان يترك هذا الشعب لمصيره".
وأردف: "ان أعظم درس نتعلمه من ذكرى الهجرتين هو التضحية والشجاعة في سبيل نصرة الحق، وهذا ما جسده المقاومون في تصديهم للارهاب الصهيوني والتكفيري، مسجلين اروع البطولات واسمى التضحيات في سبيل الدفاع عن الابرياء والمدنيين وحفظ استقرار البلاد وامن العباد. لذلك ندعو الى التمسك بمعادلة الشعب والجيش والمقاومة في لبنان وسوريا والعراق وغيرها، ونطالب بتشكيل جبهة اسلامية متراصة في مواجهة هذا الارهاب".
وطالب السياسيين في لبنان بأن "يقتدوا برسول الله والامام الحسين وكل الانبياء والرسل الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل الحق ومحاربة الظلم والفساد والطغيان، مما يحتم ان يتنازلوا عن مصالحهم الشخصية والفئوية لمصلحة الوطن واهله". وقال: "كل العقد تسقط امام مصلحة لبنان التي نعتبرها فوق كل اعتبار، وعليهم ان يبادروا الى تشكيل حكومة وطنية تعمل لترسيخ الوحدة الوطنية وتنهض بالاقتصاد الوطني وتحل كل الازمات والمشاكل التي تعصف بالوطن، فاللبنانيون منهكون من تردي الاوضاع المعيشية وغياب المعالجات الرسمية للملفات الاجتماعية، بدءا بأزمة المتعاقدين في التعليم الرسمي والخاص انتهاء بالفساد المستشري في المؤسسات الرسمية مرورا بالتلوث البيئي الذي تتصاعد منه روائح الفساد. من هنا، فإننا نطالب باعتبار كل شكوى وفضيحة اعلامية بمثابة إخبار يستدعي تحرك النيابات العامة، وعلى السياسيين ان يرفعوا ايديهم عن القضاء والاجهزة الرقابية لتقوم بدورها في مكافحة الفساد".