: يُعلّمنا الرسول الأكرم نحن المسؤولين أن نكون شعبيين ونعيش كما يعيش الناس
تنا
ينشر موقع KHAMENEI.IR الإعلامي نصّ شرح سماحة الإمام الخامنئي لحديث حول سيرة رسول الله (ص) يُظهر كيف كان النبي محمّد (ص) يتعامل مع المظاهر الدنيويّة وكيف كان يُعامل الطبقات السّفلى من النّاس فيهتمّ بالشرائح الفقيرة كاهتمامه بسائر شرائح النّاس.
لم يكن الرسول (ص) يهتمّ بأن يكون له بساط أو شيء يجلس عليه. كان يجلس على الأرض في المسجد أو حين كان يلتقي شخصاً في الطريق ويريد أن يتحدث معه قليلاً.
وَيَأْكُلُ عَلَى الأرض
وأحياناً كان يأكل طعامه هكذا وهو جالس على الأرض. لم تكن هناك مائدة يمدونها وأعرافاً وطقوس، أو ربما صحوناً وأوعية وما شابه ذلك، كان يجلس هكذا على الأرض ويتناول طعاماً بسيطاٌ.
وَيَعتَقِلُ الشَّاة
إذا كان لديه كبش على سبيل المثال فكان يمسك حبل الكبش بيده. «يعتقل» من العقال وعقل الشيء بمعني الإمساك والاحتفاظ به. كان يمسك بالكبش. وهذا بالتالي بخلاف المكانة الرّفيعة، ولو كان الأمر يتعلق بنا وكان لنا كبش لما أمسكنا بحبله في الشوارع والأزقة. لكن هذا الإنسان العظيم كان يفعل ذلك.
أحياناً قد يكون هناك غلام مملوك جالس على الأرض في مكان ما يتناول خبز الشعير، فيمر الرسول ويدعوه ذلك العبد إلى الطعام فكان الرسول يجلس إلى جواره ولا يقول إن هذا لا يليق بي وبمكانتي، ولا يمكن وهو غير مناسب.
هذا هو معنى ما نقوله دائماً ونسمعه بأننا يجب أن نكون شعبيين [قريبين من النّاس]. ليست النزعة الشعبية بمجرد الادعاء. يجب أن نكون مع الناس ومع حياة الناس، ونعيش كما يعيش الناس، ونختلط ونستأنس بمختلف طبقات الشعب. هذا هو معنى النزعة الشعبية. بعضنا نحن المعممين إذا كان هناك شخص ذو شأن ومكانة وإنسان محترم نسلم عليه بحرارة ونصغي له إذا كان له شغله معنا. وإذا طلب منا استخارة نستخرج القرآن ونأخذ له استخارة. وإذا كان شخصاً عادياً من طبقة دنيا ومستوى دان فلا، لا نهتم ولا نعتني له! هذا بخلاف سيرة رسول الله. سيرة الرسول هي أنه كان يتعايش مع الفقراء والضعفاء وأمثالهم. ولا يهتم للشؤون الظاهرية والأمور التي تنمّ عن الجلال والعظمة وما إلى ذلك حسب الظاهر. هكذا كان حال الرسول (ص)، وهذا درس لنا حقاً. ونحن الآن لا نتوقع ولا يمكن أن نتوقع أن نتصرف مثل ذلك الإنسان العظيم أو مثل الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام)، لا، وضعهم كان وضعاً آخر، ومكانتهم مكانة أخرى، ولكن يجب أن نجعل وضعهم معياراً، يجب أن نجعلهم مؤشراً وعلامة. افترضوا مثلاً أنكم تتسلقون سفح جبل وتقصدون الوصول إلى القمة، لا تصلون القمة لكنكم تصعدون نحوها وتسيرون باتجاهها. هكذا ينبغي أن يكون الحال.
الهوامش:
1 – أمالي الطوسي، المجلس الرابع عشر، ص 393 .