القرة داغي: ازماتنا تكمن في عنصر الطغيان والفساد الاخلاقي
وكالة أنباء التقريب (تنا)
هزائمنا في حرب الايام الستة عام 1976 كانت اخلاقية قبل ان تكون عسكرية .
شارک :
أرجع د. علي محيي الدين القرة داغي الامين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين هزائم الأمة ونكساتها الى الطغيان والسلوكيات غير السوية .
واضاف د. علي محيي الدين القرة داغي الامين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين : اذا قرأنا تاريخ الأمم وكذلك لو قرأنا تاريخ أمتنا الأسلامية وتدبرنا في التجارب التي مرت بها هذه الامم وامتنا الاسلامية، لوصلنا الى حتمية قاطعة واضحة بل ظاهرة ان كل المشاكل والهزائم والابتلائات تعود في اهم اسبابها الى الازمة الاخلاقية التي تعيش فيها تلك الامة، فالازمات الاخلاقية بمعناها الشامل التي تشمل الطغيان والسلوكيات غير السوية واللا مستقيمة فانها هي السبب فيما تصيب الامة من هزائم ونكسات، ومما يحث لها من ابتلائات ومشاكل على مر الزمان وعلى مر التاريخ، وحتى الازمات الاقتصادية فانها تعود الى الازمة الاخلاقية في سببها الاساسي .
وان لم تكن كل الاسباب فانها تشكل اعظم سبب واكبر خطر على المجتمعات على الاطلاق، وهذا ما يقوله الاسلام قبل كل شئ وتقوله كذلك الرسالات السماوية الصحيحة ويقول بها علماء الاخلاق، وحتى في الازمة الاخيرة الازمة الاقتصادية العالمية فقد ذكر الخبراء المربون المصلحون بأن السبب الاساس لهذه الازمة يعود الى الجانب الاخلاقي وكذلك ايضا وكما تذكرون ان الهزيمة التي لحقت بنا في ۱۹۷۶ حرب الايام الستة كانت هزيمة اخلاقية قبل ان تكون هزيمة عسكرية .
وكانت هذه الهزيمة الاخلاقية قد سبقت الحرب و كذلك صاحبت الحرب ثم مع الاسف الشديد لم يستفد منها الا القليل وازداد الفساد وزاد الطغيان وازدادت الدكتاتورية وهذه الامور كلها يدخل فيما يسمى باللااخلاقية واللااخلاقية تتكون في اوجه خطورتها من عنصرين اساسيين عنصر الطغيان اي القوة والسلطة وعنصر الفساد و السلوك الغير الصحيح الذي لا يتفق مع قواعد الشرع والعقل والقيم الصحيحة، لذلك بين الله سبحانه وتعالى سبب هلاك الامم بهذين السببين،فحينما نفقرأ في سورة الفجر،وبعد ذكر كل هؤلاء المجرمين االمفسدين يقول رب العالمين في سبب هلاكهم " الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك سوط عذاب إن ربك لبالمرصاد" فالطغيان اي قوة المال والجبروت والكبرياء والتجبر والعلو مع الفساد اي الفساد المالي والسياسي والاداري والاجتماعي والفساد الاقتصادي هما السبب في فساد الامم وبين ايضا ان هذا الحكم بالعذاب ليس خاصا بالفرعون ولا بقارون ولا بقوم عاد ولا بهؤلاء المتجبرين بل انما هي سنة الله سبحانه وتعالى على مر التاريخ مادامت الدنيا قائمة فامر الله قائم ".