تاريخ النشر2011 27 April ساعة 08:59
رقم : 47531

غاب «الأزهر» فانتشر الفكر السلفي ودعوات التكفير

تنا - مكتب القاهرة
مع انتشار الصراع بين السلفيين والصوفيين وبروز أفكار متشددة تدعو إلي أسلمة المجتمع ولو بالقوة برز السؤال عن وجود الأزهر وأسباب بروز هذا الصراع وتلك الدعاوات المتشددة في ظل وجود المؤسسة الأزهرية وتأكيداتها المستمرة بأنها منارة الفكر الوسطي في العالم الإسلامي، لذا كان الأمر بحاجة لتحليل من قبل القائمين علي الأزهر ورؤيتهم لما يتردد اليوم داخل المجتمع من صراعات.
غاب «الأزهر» فانتشر الفكر السلفي ودعوات التكفير
بداية يتوجه التحليل لما يحدث من الدکتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الذي أعلن أن سبب صعود التيارات الدينية المتشددة، يأتي نتيجة لتلاشي الفكر الوسطي للأزهر بين الجماهير، وأشار إلي أن الحل لمواجهة تلك الأفكار هو قيام كل أزهري بتأدية دوره الحقيقي في توعية الناس بخطورة هذه الأفكار المتشددة، والنزول للشارع حتي في المقاهي لتوعية الناس بحرمة هدم الأضرحة والتعريف بسماحة ووسطية الإسلام.
كما كان لوزير الأوقاف د. عبد الله الحسيني رؤية أخري تتمثل في الحديث عما يتردد من أن الأزهر نفسه يعاني داخلياً من صراعات سلفية، من جانب وصوفية من جانب آخر، لاسيما بين طلاب جامعة الأزهر حيث أكد أن هناك وسائل احترازية اتخذها الأزهر في عهد شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب لمواجهة ذلك من خلال عدة وسائل أولها تدريس كتب التراث الأزهري وهي كتب مضامینها جيدة وليست فيها أي توجيهات مذهبية أو فكرية مخالفة لثقافة الأزهر، فعدنا لتدريس كتب التراث بعيداً عن الكتب المؤلفة من قبل «فلان أو علان» لأنها أحياناً تحمل فكراً مشوهاً أو مغلوطاً يؤثر في الطلاب فعولنا علي كتب التراث الأزهري في التدريس، وتوسعنا في هذا حيث أننا هذا العام طبعنا الكتب ووزعناها علي الطلاب بالمجان.

وأضاف أنه تم فرض رقابة صارمة علي كتب المناهج المقررة علي الطلاب من غير كتب التراث بمراجعتها، والتأكد من سلامة مضمونها ومحتواها، وأنها لا تتضمن شيئا خارجاً عن ثقافة الأزهر ولا عن فكر الأزهر في الوسطية والاعتدال والمنهجية المعروفة بالأزهر، بالإضافة إلي التركيز علي المتلقيات الثقافية التي نعقدها في الموسم الثقافي ونعتزم عقد لقاءات مباشرة مع الطلاب والطالبات للتوعية ومقاومة الأفكار المغلوطة وأي فكر يحاول أن يخترق فكر الأزهر وجامعته، وهذه هي المحاور التي سنتبعها لمواجهة أي فكر متشدد، ومن كان بالأزهر فولاؤه للأزهر أولا وأخيراً، وثقافته هي ثقافة الأزهر، ولا ينبغي أن يحمل أو وجه آخر.
الأزهر وقلب الأحداث

كما أكد د. عبد المعطي بيومي عضو مجمع البحوث الإسلامية أن الأزهر في قلب الأحداث فهو يجادل أول من يجادل من يسمون أنفسهم سلفيين كما يحاور العلمانيين ويحدد علاقة الإسلام بالعلمانية والليبرالية والدولة المدنية فهو يؤدي دوره علي خير ما يكون، وإذا كان هناك من تقصير فهو تقصير بعض أجهزة الإعلام التي لا تنقل دور الأزهر كما ينبغي أن يكون فهي تنقله مختصراً أو بالجملة أو لا تنقله علي الإطلاق باستثناء بعض الصحف المحايدة والموضوعية وبعض المواقع الالكترونية، وهذا سبب من أسباب عدم شعور الناس بدور الأزهر.
وشدد علي أنه يوجد داخل الجامعة صراعات دينية ولكن هناك تعددية في الأزهر لكن المرجعية للأزهر وعلمائه واحدة وتتعدد الآراء في إطار تلك المرجعية.

ضعف المؤسسة الأزهرية

أما د. آمنة نصير استاذ العقيدة بجامعة الأزهر فتقول: «أشفق علي الأزهر من ثقل الحمل والمواجهة مع كل التيارات الدينية التي تتصارع الآن، ورغم أشفاقي عليه إلا أنه لا يستطيع مواجهة كل هذا الكم بأسلحته الموجودة حالياً من الفقهاء والأئمة الذين ينتشرون في آلاف المساجد وهذا الانتشار مضامينه هشة وافتقدوا التواصل بينهم وبين المجتمع علي أنهم وعاظ السلطان فارتباط الأزهر بالسلطان أضعفت قوته وأخفضت قبول المجتمع له وهو بيت القصيد ولذلك أقول أشفق عليه، فالقبول أصبح ضعيفاً للأزهر مع هذه التيارات المنتشرة في المجتمع وعدم التشكيل الجيد لعلماء الأزهر المنتشرين.
وأكد أن صراع التيارات ليس بمنأي عنه الأزهر داخلياً حيث أصبح ينتشر به داخلياً سلفيين وأطالب السلفيين أن يتريسوا في آرائهم وما يصلح لآخر، وأن وجدنا بعض التطرقات في التصرفات أمام الأضرحة فهذا لا يعني هدم ثقافة المتصوفة ولكن لابد أن يرقي بثقافتهم.
وأعربت عن تمنيها أن يستوعب الأزهر المتناقدات الموجودة الآن وأن يعيد تأهيل طلابه من خلال المحاضرات التي تحتوي المشاكل الحاضرة حتي نعيد لمصر التدين الوسطي الجميل



https://taghribnews.com/vdcb8sba.rhbzfpukur.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز