المرحوم سليمان كتاني، المفكّر، الكاتب، الأديب والشاعر المبدع المعاصر والشخصية المسيحية اللبنانية الشهيرة، إحدى القامات من أصحاب القلوب الزلال الصافية والطينة الطاهرة المُحبّة لأهل البيت، هو إحدى هذه الشخصيات، التي تُصادف في 29 شباط 2021 ذكرى ميلاده التاسعة بعد المئة وذكرى وفاته السابعة عشرة كذلك.
شارک :
مَنَّ الله عليَّ خلال العقود الأخيرة، بصداقة ولقاء عددٍ من المفكّرين المسيحيين في هذه البقعة الجغرافية الواسعة في المنطقة، رغم أن البعض منهم قد رحلوا عن هذه الدنيا، إلا أنهم لا يزالون خالدين وأحياء من خلال آثارهم ومؤلّفاتهم القيّمة.
وقد استطعتُ بتوفيقٍ من الله سبحانه وتعالى، أن أذكرهم في مناسباتٍ وأعيد ذكر أسمائهم: جورج جرداق، فيكتور الكيك، بولس سلامة الذين رحلوا عنا، وآخرون ممن هم أحياء وليكن الله حافظاً لهم.
المرحوم سليمان كتاني، المفكّر، الكاتب، الأديب والشاعر المبدع المعاصر والشخصية المسيحية اللبنانية الشهيرة، إحدى القامات من أصحاب القلوب الزلال الصافية والطينة الطاهرة المُحبّة لأهل البيت، هو إحدى هذه الشخصيات، التي تُصادف في 29 شباط 2021 ذكرى ميلاده التاسعة بعد المئة وذكرى وفاته السابعة عشرة كذلك.
لقد عرفته خلال تسعينيات القرن الماضي عندما كنت في مأموريّتي الثقافية الأولى في لبنان، وكانت لي وزوجتي زياراتٌ ولقاءاتٌ به بين الحين والآخر في دارته عند سفوح «جبل صنين» الجميلة والخلابة، في قرية بسكنتا، وأحياناً كنت حلقة الوصل بينه وبين ضيوف بلادي الذين كانوا يأتون إلى لبنان. كان يكنّ الكثير من الحبّ لإيران وشعبها، الثورة والإمام، فكان يفتح ذراعيه للإيرانيين من صميم قلبه، وكان يستضيفنا بكامل وجوده. ضعف جسده وألمه لم يمنعاه من لقاءاتنا. كان يحترم اجتنابنا لتدخين النرجيلة! لكن لم يكن يسمح لنا أبداً بالامتناع عن ارتشاف فنجان القهوة في تلك الشرفة المطلة على مناظر الجبال والغابات الخلّابة! زوجته التي كان اسمها «هيلين» كانت كذلك امرأةً مضحيةً، كانت شريكة الأستاذ ورفيقة دربه، وكانت تستقبل الضيوف الإيرانيين الذين لم يكونوا من قوميتها ولا من طائفتها ولا تشبههم ثقافياً ولو ظاهرياً، بحفاوةٍ وابتسامةٍ وتستضيفهم في دارتها. منزلٌ بسيطٌ زاهد، لكن مرتبٌ تزيّنه اللوحات الفنية الجميلة، ما يعكس ذوقاً رفيعاً يتمتع به هذان الزوجان المسنّان اللذان لا يزالان يحملان ذكرى عن زواج مزدان بالإخلاص والحب الدافئ.
والأهم من ذلك، الصفاء الداخلي في المنزل الذي كان انعكاساً لرجلٍ ثابتٍ حيّ الضمير ومتّقد الفكر من نور أهل البيت.
وكان آنذاك يبلغ من العمر 85 عاماً. ورغم أنه كان لا يزال يتمتع بوعيٍ وذكاءٍ وفكرٍ متّقدٍ ومتألّق، إلا أنّ أصابعه المرتعشة بالكاد كانت قادرةً على إطاعة قلمه المبدع، من هنا فلقد أتمّ بمشقةٍ كبيرةٍ لكن بشغفٍ أكبر، عمله الأدبيّ الخمينيّ الفاخر «الإمام الخميني؛ شرارة بسم الله واحترق الهشيم» في مايو 1996، وأفرحَ قلوبَ محبّي الإمام الخميني من خلال إطلاقه في طهران في العام نفسه.
ولد كتاني في 29 فبراير 1912 في أميركا، وفي الثانية من عمره، عاد برفقة أسرته إلى لبنان، تلقّى دراسته الابتدائية والمتوسطة في مدارس لبنان وفي عام 1932، تخرّج من كلية الفلسفة في بيروت. مارس التعليم لأكثر من 20 سنةً في المراكز التعليمية في لبنان، ودرّس الفلسفة، التاريخ والأدب العربي للطلاب والجامعيين ومحبّي هذه الاختصاصات. ثم فضّل الزراعة في مزرعته في قريته النائية الجميلة، على العمل في بيروت المليئة بالضوضاء ورجّح التأليف على التدريس، حيث فرّغ كامل وقته للكتابة.
سليمان الكتاني المسيحي الماروني، كانت له علاقةٌ خاصةٌ بالرسول الأكرم (ص) والأئمة الأطهار (ع)، حتى إن معظم كتبه وأهمها تناولت هذه الموضوعات. طوال سني حياته الـ92، ترك عشرات المؤلفات الأدبية الفاخرة، ولا سيما في شرح حياة الأئمة المعصومين (ع). فكان يغوص بعمقٍ في بحر محبتهم، حيث تجلّى نبوغه بأجمل صورةٍ في ما خطّته أنامله عن الإمام علي (ع)، السيدة الزهراء (ع) والإمام الحسين (ع).
ثمرة دراساته وأبحاثه الشغوفة، هي آثاره البديعة والموهوبة والبليغة التي كتبها وأصدرها في وصف النبي الأكرم وأهل بيته (ع)، وليس مبالغةً القول إن الكتاني المسيحي علّم من خلال مؤلفاته، طريق عشق أهل البيت (ع) حتى لأتباع أهل البيت أنفسهم، حيث نالت كتاباته جوائز مهمة ومراتب عالية في لبنان وإيران والعراق.
«محمد، شاطئ وسحاب»، «الإمام علي نبراس ومتراس»، «فاطمة الزهراء وتر في غمد»، «الإمام الحسن الکوثر المهدور»، «الإمام الحسین في حلة البرفیر»، «الإمام زین العابدین عنقود مرصع»، «الإمام الباقر نجيّ الرسول»، «الإمام الصادق ضمير المعادلات»، «الإمام الكاظم ضوء مقهور الشعاع»، وأخيراً «الإمام الخميني شرارة بسم الله واحترق الهشيم»، كلها من أبرز مؤلفاته الأدبية العظيمة التي كتبها حول أهل البيت عليهم السلام.
كان الكتاني يتمنّى أن يكمل هذا المسير، قال لي يوماً إذا سمح له الأجل، سيكتب عن كل أئمة أهل البيت(ع) وسوف يكمل سلسلة مؤلفاته بهذا الشكل.
كتاباته الإبداعية لم تعد طباعتها ولا حتّى تذكر، ولم نعد نذكره كما يجب، وهذا ليس عهد الوفاء ولا أصول النخوة
طبعاً قبل ذلك، كان الكتاني قد كتب مؤلفاتٍ أخرى. «يسوع أبد الإنسان» عن النبي عيسى (ع)، «الجذور» حيث اعتبر الجذور حاملةً لرسالة السعادة، وهو يتناول بلدان المنطقة التي مزّق الاستعمار أوصالها ولا سيما الاستعمار الفرنسي. أول أعماله كانت مسرحية «أمل ويأس» التي فتحت الطريق عام 1932 أمام كتاباته الأدبية الأخرى. ومن كتبه الأخرى، كان «لبنان على نزيف خواصره» يبحث في الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في لبنان وفيه إشارةٌ إلى أهم أسباب التخلّف. كذلك من مؤلفاته « جبران خليل جبران في مداره الواسع 1973»، «مي زياده في بحرٍ من ظمأ 1984» و«ميخائيل نعيمه بيدر مفطوم 1990».
تستعيد مجلة بقية اللَّه بعضاً من حديث له تكلّم فيه حول طريقته في الكتابة ومعرفته بأهل البيت واهتمامه بسيرتهم:
«بأناقةٍ في الكلمة التي تحترم القيمة الروحية للفكر كتبت، كان قصدي وما زال تجميل الحروف كي تتجمّع ثوباً لائقاً بعظمة الفكر. منذ كنت في العشرين من عمري بدأت رحلة الكتابة لمجتمع أراه عظمةً ونُبلاً في إنسانيته، وكان اهتمامي الفطري بالقضايا الإنسانية الكبيرة ورجالها أهم العوامل المساعدة على اتخاذي هذه الوسيلة للتعبير لا الجو الطبيعي الجميل الذي يحيطني كما يحلو للبعض أن يتصور». وعن أهل البيت عليهم السلام قال: «ما كنت أعرف آل البيت قبل كتابتي عن عميدهم، عن علي أمير المؤمنين والذي ما كنت أعرفه قبل أن يطلب مني الكتابة عنه، حتى النبي الأعظم ما كنت أعرفه.
ولا أخفي أنني ما استطعت الكتابة عنهم إلا بعد أن قرأتهم ملياً في الكتب والتاريخ، وبعد القراءة أكبرت الرجال، وبعد التعرُّف أكبرت الأئمة، أكبرت العظمة في الأهداف. لم تكن لملمة أمةٍ مشرورةٍ على هذه المساحات الغبراء مسألة سهلة وقد قام بهذا محمد صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام. أما الغوص في عوالمهم فهو غوص في عالَمَي الصدق والبطولة.
والسِّباحة ما بينهما لا تعني إطلاقاً أنني أسبح عكس تيَّاري إذا كان المقصود في هذه العكسية مسيحيَّتي فأنا لا أتردد في القول: كلنا مسلمون للَّه. ثمة إسلام مطلق لعيسى عليه السلام وإسلام آخر لمحمد صلى الله عليه وآله، لذلك أقول: جاء إسلام محمد صلى الله عليه وآله عناقاً لإسلام المسيح عليه السلام الذي يكبره بأربعمئة أو خمسمئة من السنين، وكان المسيح مثالاً للرجال العظام وللأنبياء الكرام المجسَّدين في محمد وعلي والزهراء عليهم السلام».
وعن أعظم القيم التي حرَّكت شهيته للكتابة عن علي عليه السلام: «صدقه ونصاعته في الفكر. وتركيزه على الحق في كلمةٍ تحمل السيف وتقاتل قتاله. علي هو هو، منذ المبتدأ إلى المنتهى صدق وإخلاص في رفع قيمة القضية، هو ساعد النبي اليمنى، الاجتماع بكُلِّيته، بعظمته موجود في علي.
ففي كتابه «محمد شاطئ وسحاب» يخاطب الرسول (ص) بقوله: «يا بن عبدالله... يا أطهر زيت في سراج، يا ألمع ضوءٍ في زجاجة، هادت مضاويك... يا ارتسام الصفاء على الصفحة البيضاء... يا تلاميح البهاء في الليلة الدكناء... يا رسول الله... جلَّ بالله سناؤك».
وفي كتابه «علي نبراس ومتراس» يناجي سليمان كتاني الإمام علياً (ع)بهذه الكلمات:
«أصحيح يا سيّدي أنهم بدل أن يختلفوا إليك اختلفوا فيك؟! فمنهم من فقدوك وما وجدوك... ومنهم من فقدوك ثمّ وجدوك... ومنهم من وجدوك ثمّ فقدوك... لأنه لعجب عجاب !!أربعة عشر عموداً من أعمدة القرون، بساعاتها وأيامها وسنيها، ذابت كما تذوب حبّة الملح على كفّ المحيط، ولما يذبْ بعد حرف من حروف اسمك الكبير. فكيف لهؤلاء أن يفقدوك ولا يجدوك، أو يجدوك ثم يفقدوك؟! ويا لَسخرية القدر! حتى هؤلاء الذين وجدوك كيف تراهم حدّدوك؟! إن الحرف الذي انزلق عن شفتيك لا يزال منذ أربعة عشر قرناً يأبى أن يتقلّص في زمان أو مكان، لأنه يحمل عنك نور قيم الفكر واعتلاجات حقيقة الحياة...
وهي أبعد من أن يحصرها إطار... إن الحرف، منطلقاً من بين شفتيك، أبى أن ينزل في نطاق، فكيف بك أنت إذ حدّدوك بشورى تُنحّيك عن إمارة، أو بيعة تصلك بخلافة؟! وكيف تمكّنوا من أن يحشروك بين بداية ونهاية!… فإذا قماطك قميص عثمان، وإذا لك على كف ابن ملجم دثار الكفن. لو أدرك الذين فقدوك وحتى الذين وجدوك، أنّك العملاق ولو بقامة قصيرة وأن وجهك ولو من التراب هو من لون الشمس... لما وصفوك ولما صدقوا حتى اليوم أنهم فقدوك».
وفي كتابه «فاطمة الزهراء وتر في غمد» يصوّر سليمان كتاني السيدة الزهراء (ع)بأنها «وتر» من قيثارة النبي محمد (ص)فيقول: «إيه فاطمة... يا ثغراً تحلّى بالعفاف فطاب رضابه... يا عنقاً تجمّل بالمكرمات فزكا إهابه... يا طيب الأمومة... يا منتهى العفة... يا طهارة المردن... يا عديلة مريم... يا قيثارة النبي... يا ثورة اللحد... يا وتراً في غمد...».
بعد سنواتٍ من البحث، الكتابة وخلق أجمل الآثار الأدبية وأبلغها عن تاريخ الإسلام، خلق وسلوك أهل بيت العصمة والطهارة(ع)، توفي أخيراً عن عمرٍ يناهز الـ 92 عاماً، تحديداً في يوم ميلاده أي 29 فبراير من عام 2004، بهدوءٍ وطمأنينةٍ كما اعتاد العيش دائماً، تاركاً لنا ذخراً من كنوز الفكر والأدب التي شكّلت ثروةً تُستثمر في التقريب بين الإسلام والمسيحية والتعايش المشترك بين المسلمين والمسيحيين.
اللافت أن هذا التعايش كان حاضراً في كنيسة مار جرجس في بسكنتا، حيث صلّى عليه رجلا دينٍ، مسيحيٌّ ومسلمٌ، قُرئت له الفاتحة في مراسم دفنه في باحة الكنيسة.
وفي عام 1995 كانت للإمام الخامنئي كلمةٌ حول سليمان الكتّاني إثر لقاءٍ كان له به. أسدل الإمام يومها الستار عن قصة يقول فيها: يقول فيها: «بسم الله الرّحمن الرّحيم. دعوني أنقل لكم خاطرة عن كتاب السيّد سليمان كتّاني هذا. تمّت ترجمة كتابين من كتبه إلى اللّغة الفارسيّة؛ الأوّل هو كتاب الإمام عليّ والآخر کتاب فاطمة الزّهراء؛ وفي كلتا الترجمتين كان المترجم يُترجم وهو جالسٌ بجانبي؛ هذه من العجائب! أحد الكتب كان السيد جلال الفارسي جالساً ويُترجم، وكنت أنا أمارس عملاً آخر، لكنّه كان معي وكانت الظروف بحيث لم يكن هو هارباً، بل كنتُ أنا كذلك. وأمّا في ما يخصّ كتاب فاطمة الزّهراء فقد ترجمه المرحوم السيّد جعفر القمّي ـــ نجل المرحوم آية الله القمّي ـــ وكنت أنا هارباً حينها أيضاً إلى أطراف مشهد وطلب هو القدوم معي. لم يكن هارباً لكنّه جاء معي ورافقني. وقد ساعدته كثيراً في تلك الترجمة. هذا حقّ لي في رقبة السيّد سليمان كتّاني!
والآن حيث وُجّه الخطاب إليه لا بدّ لي أن أقول بأنّنا مسرورون جدّاً لتسخير قلمه الجيّد وذوقه الوافر ومعلوماته الواسعة ـــ بصفته كاتباً معروفاًـــ من أجل تعريف شخصيّتين من أعيان أهل بيت الرّسول. وأنا أتوجّه إليك بالشّكر بصفتي نجل تَيْنك الشخصيّتين العظيمتين».
رغم أنه خلال السنوات الأخيرة من عمره قد تمّ تكريمه عدة مرات، وقام مركز الإمام الخميني الثقافي بتكريمه في صالة قصر الأونيسكو عام 2000، وقامت المستشارية الثقافية لبلادنا في بيروت كذلك بتكريمه في عام 2003. وقبل ذلك كان الإمام الصدر قد حضر مرةً في منزله وأصغى إلى محاضرته بشغف، حتى إنه أقام الصلاة هناك. لكن رغم ذلك، مع انتهاء حياة هذا الرجل العظيم والقامة الأدبية العربية ونجم «الأدب الولائي» في العالم العربي، راح اسمه يتضاءلُ تدريجياً، حتى أصبح جيل اليوم لا يسمع عنه الكثير والجيل القديم لا يذكره كثيراً حتى.
كتاباته الإبداعية العالمية والأدبية، ما عادت تعاد طباعتها ولا أًصبحت تُذكر، ولا أمسينا نذكره كما يجب، وهذا ليس عهد الوفاء ولا أصول النخوة، فمن لم يشكر المخلوق، لم يشكر الخالق...
أؤمن بشدّة، بأن مجموعةً من المفكرين المسيحيين خلال القرن الأخير، كان لهم التأثير العميق والعظيم المتبادل في المجتمعين الإسلامي والمسيحي، وكان لهم الدور البارز في نشر الثقافة الإسلامية والتعريف بأهل البيت (ع) على المجتمع البشري بكامله. ومن الواجب أن تُذكر أسماء هؤلاء بشتى الذرائع، هؤلاء الذين قدموا خدماتٍ عظمى وقيّمة للبشرية من خلال كتاباتهم المؤثّرة.
يقلقُني أن يتضاءل هذا الدور، مع مضيّ هذا الطيف من الكتاب المسيحيين الذين قضى معظمهم أو دخل بعضهم الآخر في طور الشيخوخة والكهولة، حيث كانوا ناشطين في مجال التعريف بالأبعاد الشخصية للأئمة المعصومين (ع). ينبغي الحفاظ على هذه الحركة العلمية والأدبية وإحياؤها من خلال تشخيصها والتعامل مع الشخصيات الشابة في مجتمعاتنا.
لا شك في أن المراكز العلمية والثقافية وكذلك المؤسسات من قبيل مؤسسة نهج البلاغة، ومجمع أهل البيت (ع) العالمي، والمجامع الشبيهة الأخرى في إيران والعراق ولبنان وسوريا، يمكنها من خلال الدعوات المتنوّعة إلى المشاركة في مسابقات أفضل كتاب وأفضل نص مكتوب في المجالات الأدبية، وكذلك في حوار الأديان، أن تبادر إلى هذا الأمر حتى تستكمل هذا المسير كما كان. لا ينبغي أن نغفل عن أهمية هذا النوع من المبادرات، حيث له الدور الكبير في تعزيز القيم الإنسانية للأديان السماوية وتنمية التعاون والتعايش والحوار المتبادل بين الإسلام والمسيحية. شمسُك يا سليمان كتاني لا تعرف الغروب، لأن ذكراك كانت وستبقى خالدة في وجدان من عرفوك وقرأوا أدبك الرفيع في مقام سير من كتبت عنهم.