معركة ثأر الأحرار أوجعت نتنياهو وأفشلت مخطط ردع "إسرائيل"
تنـا
يدخل العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة يومه الرابع على التوالي، لتدخل المقاومة في معادلات اشتباك جديدة أمام الترسانة العسكرية الصهيونية، في تحدٍ واضح حتى تضع الحرب أوزارها، ويرجع نتنياهو إلى جحره خائبًا محملًا بخيبات "ثأر الأحرار" من ضربات المقاومة التي أوجعت الاحتلال من غلاف غزة وصولًا إلى جنوب "تل أبيب".
شارک :
لم تتوان سرايا القدس ومن خلفها غرفة العمليات المشتركة للمقاومة في التصدي بكل قوة واقتدار للعدوان "الإسرائيلي"، لتطلق رشقات صاروخية طالت غلاف غزة وتل أبيب، وتسببت بمقتل "إسرائيلي" وإصابة العشرات من المستوطنين.
المحلل السياسي مصطفى إبراهيم، يرى بأن "إسرائيل" تعرف جيداً أن الاغتيالات لم تحقق شيئاً، مشيرًا إلى أن غزة ليس لديها سبب للقتال إلا لنقل رسالة مفادها بأنها ما زالت على قيد الحياة.
وقال إبراهيم في حوار متلفز : ان مطالبات عدد من المحللين العسكريين والباحثين الإسرائيليين تزداد لنتنياهو بضرورة وقف العملية العسكرية ضد غزة، في ظل عدم قدرة "إسرائيل" على تحقيق الردع.
وأضاف، أن المقاومة هي التي حققت الإنجازات والردع بقصف "تل أبيب"، وموجهة الرواية "الإسرائيلية" الكاذبة.
وأوضح، أنه "يواجه نتنياهو النقد والاتهام بعدم قدرته على تحقيق الردع، كما هو الحال مع كل عملية عسكرية في غزة منذ أن أصبح رئيساً للوزراء، وأنه لا يعرف متى ينتهي".
كما بيّن ابراهيم أن العملية العسكرية "الإسرائيلية" وصلت لمرحلة التعقيد، مشيرًا إلى أنه من الصعب الاستنتاج الخروج من العملية بأي شيء مفيد؛ متوقعا بأن "الاستمرار وتوسيع العملية سيزيد بشكل كبير من احتمال دخول حماس إلى العملية (وهي خطوة تحاول "إسرائيل" منعها منذ اللحظة الأولى)، وتركز الاستهداف ضد الجهاد الاسلامي والاستفراد بها".
المحلل السياسي أيمن الرفاتي، قال : إن المقاومة الفلسطينية تريد تثبيت قواعد اشتباك جديدة، مبينًا أنها تدرس طرق مختلفة في التعامل مع الاحتلال، ومنها تفعيل العمليات التفجيرية في الداخل المحتل، والتي ستُظهر نتنياهو بأنه أعاد الجحيم للمجتمع "الإسرائيلي".
وأضاف الرفاتي في تصريحات تلفزيونية، أن استخدام قوة صاروخية أكبر من خيارات المقاومة، لافتًا أن ما شاهدناه جزء من قدراتها، ما يمثل ضغطاً كبيراً على نتنياهو، الذي تراجعت الثقة بائتلافه الحكومي في استطلاعات الرأي الأخيرة.
وبيّن أن المقاومة الفلسطينية تطورت على مستوى الأداء، التنسيق والتعاطي مع الأحداث والمتغيرات، مشيرًا إلى أن ذلك ظهر من خلال امتصاصها للضربة الأولى، وتريثها في الرد.
وعلى صعيد العمل المشترك للمقاومة، أردف الرفاتي: الوحدة التي صنعتها المقاومة الفلسطينية، تزعج بل وتهدد الاحتلال، كما أن التنسيق بين فصائل المقاومة كبير جداً، ويتسق مع الأحداث، مضيفًا أن الاحتلال شعر بعجزه للاستفراد بحركة الجهاد الإسلامي، وفشلت اغتيالاته في ثني الحركة والمقاومة عن المواجهة، وتماسك الصفوف.
وأوضح أن المعركة تُدار بشكل لافت ومحير للاحتلال، وتكتيكها يُفشل مخططات الاحتلال.
من جانب اخر، يرى المختص في الشأن "الإسرائيلي" عماد أبو عواد، أن حكومة الاحتلال لا تمتلك القدرة على إطالة أمد الحرب مبينًا أن كل ما تسعى إليه "إسرائيل" محاولة تسجيل نقاط في دائرة إدارة الصراع أو الاشتباك.
وأوضح أبو عواد: "إسرائيل" تحاول أن تظهر أمام جمهورها بأنها نجحت، لكن المعادلة بالنسبة للاحتلال مغايرة، وهناك تقدم كبير في مساحة ومعادلة الردع والاستهداف، وهي غير قادرة على قلب هذه الحالة".
و"ويحاول نتنياهو استعادة اليمين الإسرائيلي، والحفاظ على حكومته، وهو أراد تسويق الاغتيالات أمام شركائه بالائتلاف الحكومي"، وفق أبو عواد.
وختم هذا الخبير حديثه : نتنياهو لا يريد حرباً طويلة على قطاع غزة، لأنها ستُكلفهم كثيراً على كافة الصُعد، ويرغب بالنزول عن الشجرة.
ويشهد قطاع غزة عدوانًا "إسرائيليًا" غاشمًا منذ فجر الثلاثاء الماضي، بدأ باغتيال ثلاثة من قادة الجهاز العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي" "سرايا القدس"، ما أسفر عن 30 شهيدا وعشرات الجرحى، وخلّف أيضاً دماراً كبيراً في المباني والمنشآت المدنية.
فيما حذرت حركة الجهاد الإسلامي، مساء أول الأربعاء العدو الصهيوني بشأن قصف منازل المواطنين في قطاع غزة، انه سيتم مقابلها تكثيف قصف تل أبيب والعمق الاسرائيلي"، فيما أكدت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، أن المقاومة جاهزةٌ لكل الخيارات، وإذا تمادى الاحتلال في عدوانه وعنجهيته فإن أياماً سوداءَ في انتظاره.