حركة الجهاد الإسلامي هي إحدى الفصائل الفلسطينية التي تناضل من أجل إقامة دولة فلسطينية مستقلة وتعتمد على أسس دينية إسلامية في نضالها...
شارک :
بينما أعلنت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية مسؤولية إسقاط الطائرة الصهيونية دون طيار في جنين، تحدثت وسائل إعلام عبرية عن دور هذه الجماعة في تطور الكفاح المسلح، وأوضحت وسائل إعلام كيان الاحتلال الإسرائيليّ أن الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية في جنين تبنى مسؤولية إسقاط الطائرة المسيرة التابعة للجيش الإسرائيلي والتي سقطت في مخيم جنين ليل الاثنين الفائت، وفي غضون ذلك، لم تعتبر القنوات الإخبارية الناطقة بالعبرية، أن الأمر لا علاقة له بكلام زعيم حركة الجهاد الإسلامي زياد النخلة في فلسطين منذ وقت ليس ببعيد، في إشارة إلى تكثيف عمليات المقاومة في الضفة الغربية، والذي أعلن في مؤتمر صحفي أنهم يحاولون تشكيل كتائب قتالية في الضفة الغربية وتقوم الحركة بذلك.
وتختلف قدرات هذه الكتائب من مكان لآخر، وقوتهم مرتبطة بكمية الأسلحة والمرافق الأخرى، فيما أعلنت وسائل إعلام عبرية، في ساعات متأخرة، نقلاً عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، أن اجتماعاً للمجلس الوزاري الأمني المصغر سيعقد بعد العمليات الفلسطينية الأخيرة في الضفة الغربية، وقبل ذلك، أعلن نتنياهو أنه لن يكون هناك أي أخبار عن اجتماع مجلس الوزراء الأمني حتى إقرار قانون الإصلاح القضائي.
تعاظم قوة حركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية
تعتبر قضية تعاظم قوة حركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية ونشاطها ضد الاحتلال الإسرائيلي من القضايا المهمة في النزاع مع الاحتلال الإسرائيلي، حركة الجهاد الإسلامي هي إحدى الفصائل الفلسطينية التي تناضل من أجل إقامة دولة فلسطينية مستقلة وتعتمد على أسس دينية إسلامية في نضالها، وقد تأسست حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين في أوائل الثمانينيات واعتمدت أسسها على الأيديولوجيا الإسلامية، وتعتبر الحركة القضية الفلسطينية قضية إسلامية، وتسعى إلى تحرير فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي.
ولقد شهدت الضفة الغربية نموًا في نشاط حركة الجهاد الإسلامي على مر السنوات، ومدينة جنين تعتبر مركز النشاط الرئيسي للحركة، الى جانب مناطق أخرى في الضفة الغربية، وتقوم الحركة بتنفيذ هجمات متفرقة ضد الاحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك الهجمات الصاروخية والعمليات الانتحارية، وحركة الجهاد الإسلامي تحافظ على علاقة وثيقة مع حماس، الفصيل الإسلامي في قطاع غزة، وتجمعهما الأهداف المشتركة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وهما يتعاونان في تنسيق الجهود وتبادل المعلومات والدعم، كما تعتبر حركة الجهاد الإسلامي واحدة من الفصائل الفلسطينية المؤثرة والقوية في المنطقة، ويتميز نشاطها بالاستمرار والإصرار على مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، ولكنها تواجه تحديات من قبل السلطة الوطنية الفلسطينية وبعض الدول المعادية لها.
ويُعتقد أن نشاط حركة الجهاد الإسلامي يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير على عملية تحرير فلسطين في الشرق الأوسط، لأن استمرار العنف والتصاعد الإجرامي الإسرائيلي في المنطقة قد يعقد مهمة الوساطة وجهود التسوية الدولية، حيث تعتبر حركة الجهاد الإسلامي لاعبًا مهمًا في الصراع الفلسطيني مع الاحتلال، ونشاطها يستمر في التحدي والتصاعد، وتتغير الأوضاع في هذه المنطقة باستمرار، ولكن تظل قضية فلسطين واحتجاجات الفلسطينيين ضد الاحتلال جزءًا أساسيًا من الصراع في الشرق الأوسط.
إمكانيات عسكرية متنامية
حركة الجهاد الإسلامي ليست من بين الفصائل الفلسطينية الكبيرة جدا من حيث القوة العسكرية إذا تمت مقارنتها بفصائل أخرى مثل حركة حماس أو حتى السلطة الوطنية الفلسطينية، ومع ذلك، فإنها لا تزال تمتلك إمكانيات عسكرية تكفي لتنفيذ هجمات متفرقة وتأثيراً قوياً في الكثير من الحالات، والقوات العسكرية لحركة الجهاد تتألف عادة من مقاتلين كثر، وتضم الجهاد عددًا من المقاتلين الذين يتلقون تدريبًا عسكريًا ويشاركون في تنفيذ العمليات العسكرية، وتمتلك الجهاد قدرة على إطلاق الصواريخ والقذائف على مناطق تحتلها "إسرائيل"، وهذا يشكل تهديدًا للاحتلال ويمكن أن يؤدي إلى ردع تل أبيب عن جرائمها.
وقامت الجهاد بتنفيذ هجمات فدائية في الماضي، وهذه الهجمات يمكن أن يكون لها تأثير كبير على أمن الاحتلال، كما تجري الجهاد أنشطة استخباراتية لجمع المعلومات عن أنشطة الاحتلال الإسرائيلي ومقراته العسكرية، ويتعامل الاحتلال الإسرائيلي بقلق وتهور مع التهديدات العسكرية من حركة الجهاد الإسلامي ومن غيرها من الفصائل الفلسطينية، وقد شن الاحتلال حملات عسكرية عديدة ضد الشعب الفلسطيني بزعم محاربة هذه الفصائل في محاولة للحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات التي تأتي في الأساس نتيجة جبروت الاحتلال، ومن الجدير بالذكر أن التوازنات والتطورات في المنطقة تلعب دورًا مهمًا في تحديد مدى القوة العسكرية لأي فصيل فلسطيني، وتتأثر القوى الفلسطينية بعوامل مثل الدعم الإقليمي والدعم المالي والتدريب العسكري، وهذه العوامل قد تتزايد بمرور الوقت.
تعاون مع فصائل المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي
حركة الجهاد الإسلامي قد تعاونت مع عدة فصائل فلسطينية أخرى في إطار الجهود المشتركة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وهذا التعاون يهدف إلى تحقيق أهداف مشتركة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وقد يشمل هذا التعاون مجموعة من الأنشطة والجوانب، منها التنسيق العسكر، حيث إن تعاون حركة الجهاد الإسلامي مع فصائل المقاومة الأخرى قد يشمل التنسيق في التخطيط وتنفيذ العمليات العسكرية، ويمكن أن يشمل ذلك تبادل المعلومات الاستخباراتية والخطط العسكرية المشترك، و قد تتعاون الفصائل في تنفيذ هجمات مشتركة ضد أهداف إسرائيلية، ويمكن أن تكون هذه الهجمات هجمات صاروخية أو هجمات مسلحة أخرى، ويمكن للتعاون أيضًا أن يشمل تقديم الدعم المعنوي والروحي لبعضهم البعض في مواجهة التحديات والصعوبات التي يواجهونها.
وفي كل الحالات، يمكن أن يعملوا معاً على تعزيز الدعم الدولي للقضية الفلسطينية ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي من خلال الجهود الدبلوماسية، وقد يشمل التعاون أيضًا تبادل الخبرات والتدريب في مجالات مثل القتال والاستخبارات والتخطيط العسكري، ومن الجدير بالذكر أن التعاون بين الفصائل يمكن أن يكون متغيرًا ويختلف من فترة إلى أخرى وبناءً على الظروف السياسية والعسكرية، ويتأثر هذا التعاون بالعديد من العوامل مثل الأهداف المشتركة والتوجهات السياسية والتحديات المحيطة بالقضية الفلسطينية.
دعم شعبيّ فلسطيني لحركة الجهاد
تتفاوت درجة الدعم الشعبي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين حسب الزمان والمكان، ويمكن أن يكون هذا الدعم متغيرًا بناءً على العوامل المحلية والإقليمية والدولية، وكذلك على أحداث الساحة السياسية، وتؤثر الأوضاع المحلية في فلسطين بشكل كبير لمصلحة دعم حركة الجهاد الإسلامي، وعلى سبيل المثال، يمكن أن تزيد الاعتداءات الإسرائيلية العنف والقسوة وبالتالي تعزز دعم الجماهير للحركة، وتلعب العوامل الإقليمية دورًا كبيرًا في تأثير الدعم الشعبي، وقد يكون هناك تأثير إقليمي من خلال تأييد دول إقليمية أو تقديم دعم مادي وعسكري للحركة، وهذا قد يؤدي إلى زيادة الدعم الشعبي، حيث تعتمد حركة الجهاد الإسلامي على أسس أيديولوجية إسلامية، قد تجد دعمًا من قبل الشعب الفلسطينيّ الذي يرى في القضية الفلسطينية قضية دينية قبل أي شيء آخر.
الجوانب الاجتماعية والاقتصادية لا يمكن إغفالها، و يمكن أن تكون الظروف الاجتماعية والاقتصادية في المناطق الفلسطينية محركًا للدعم للحركة، وعندما يكون هناك انعدام في فرص العمل وارتفاع معدلات البطالة، قد يزيد الاحتجاج والدعم للفصائل الفلسطينية، وقد تلعب حملات التوعية والتواصل دورًا في زيادة الدعم للحركة، ومن خلال وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، يمكن للحركة نشر رسائلها والتواصل مع الجماهير لزيادة الدعم، وتتصاعد مستويات الدعم الشعبي للمقاومة مع مرور الزمن وتطور الأحداث، ويكون هذا الدعم بين مختلف الشرائح الفلسطينية، وإذا استمرت الأوضاع السياسية والاجتماعية على هذا الحال الذي تسعى إليه "إسرائيل"، فسيأتي يوم ويحمل كل فلسطيني بندقية بوجهها.
