المتتبع للاعلام الافتراضي وللفضائيات الناطقة بلغات العالم الإسلامي، يرى بوضوح أن خيوط الفتنة بدأت بالظهور.. من المعقول جدًا أن يكون للحالة التي خلقها "طوفان الأقصى" على الصعيد الإسلامي والعالمي، ردّ فعل يتمثل في إثارة النعرات الطائفية بين السنة والشيعة في العالم الإسلامي.
شارک :
المؤتمر السادس للوعد الحق عقد في بيروت يوم الثلاثاء 5 آذار/ مارس 2023 تحت عنوان البنيان المرصوص، وإقامة الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة بحضور عدد من علماء المقاومة من عدة بلدان؛ وكان هدفه الاساس، كما جاء في البيان الختامي، "التأكيد على الوحدة الإسلامية وعلى الموقف الجامع من القضية الفلسطينية خاصة مع استمرار العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة".
ويستحق البيان الختامي للمؤتمر، وقفات عديدة برؤية تقريبية، لكن الذي نريد أن نشير إليه هنا هو ما نبّه إليه أحد العلماء الأجلاء المشاركين في المؤتمر، وهو أن "الجوّ الذي خلقه طوفان الاقصى في العالم الإسلامي وفي العالم كله قد أحبط محاولات أمريكا والصهيونية في إثارة النعرات الطائفية بين السنة والشيعة، وصرّح أحد قادة الصهاينة بذلك حينما رأى أن الجهود التي بذلتها إسرائيل عبر إعلامها ومخابراتها وغرف الفكر فيها لإثارة الطائفية وتعميق الخلاف السني الشيعي، قد ذهب هباء بعد طوفان الاقصى".
والحق أن الاصطفاف اليوم في العالم الإسلامي، لم يعد مذهبيًا طائفيًا بين سنة وشيعة، بل بين محور المقاومة وبين دعاة الانبطاح والهزيمة والتطبيع. وهذا ما يشكل تهديدًا لكل القوى التي لا تريد لأمتنا خيرًا، بل تناصب لها العداء وتتربّص بها الدوائر ولذلك سوف تتحرك بكل مالديها من إمكانات مادية واعلامية وتجسسية لإثارة زوبعة من التراشق الطائفي، ولقد رأينا ذلك من قبل.
فبعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 وما تحقق عندها من التفاف المسلمين حولها بكل طوائفهم ومفاهيهم، همّ الصهاينة والمتصهينون وأمريكا وأذنابها المأجورون الى إثارة عاصفة من النزاع الطائفي عبر عشراتٍ من شبكات الإعلام المسموع والمقروء والمرئي، وعبر آلاف الكتب والنشرات التي صدرت عنهم مباشرة أو عن وكلائهم في المنطقة، ولا تزال هذه الكتب موجودة وتشكل وصمة عار في جبين الطائفيين المفرّقين.
وهكذا حينما حقق حزب الله (لبنان) انتصاره الكبير على العدوّ الصهيوني عام 2006، تحركت وزيرة الخارجية الامريكية "كونداليزا رايز" وأجرت لقاءات مع مكونات مختلفة بهدف إثارة طائفية وحققت أيضًا بعض النجاح.
وهكذا في كل انتصار يستطيع أن يتجاوز حالة الطائفية ويوحّد المسلمين تتحرك الدوائر الصهيونية والامريكية على الخط الطائفي.
ولذلك فمن المعقول جدًا أن يكون لهذه الحالة التي خلقها طوفان الأقصى على الصعيد الإسلامي والعالمي، ردّ فعل يتمثل في إثارة النعرات الطائفية بين السنة والشيعة في العالم الإسلامي.
المتتبع للاعلام الافتراضي وللفضائيات الناطقة بلغات العالم الإسلامي وخاصة العربية والفارسية والاوردية، يرى بوضوح أن خيوط الفتنة بدأت بالظهور، وأن رأس الفتنة بدأ يطل من بريطانيا خاصة وأمريكا وقنوات العدوّ الصهيوني وقنوات المنطقة المرتبطة بهؤلاء.
ربما نشهد من يتحرك في داخل ساحتنا الإسلامية لمساعدة العدو على تنفيذ أغراضه، وهؤلاء على استعداد لتلقي الإشارة من أسيادهم وتنفيذ أوامرهم.
لذلك كله، فإن تحذير هذا العالم الفاضل في مؤتمر (البنيان المرصوص) جاء في محلّه، ولابد من نشره، وخلق ثقافة لردع المخطط الطائفي الجديد.
إعلامنا يجب أن يكون حذرًا من الانزلاق في المهوى الطائفي، المخلصون لمذهبهم يجب أن يكونوا على علم بأن الصراع الطائفي ليس لمصلحة أي مذهب، بل هو لمصلحة إسرائيل وأنه يساعد الصهاينة ليوغلوا في القتل والتدمير. دعاة الطائفية هم دون شك شركاء من سفك دم أهل غزة. فالحذر الحذر، والله المستعان.
المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية/
الشؤون الدولية