عملية "الوعد الصادق" الشجاعة، تحمّل العالم الإسلامي مسؤولية الوقوف الى جانب المقاومة ومسؤولية نصرة المقاومين وردع الظالمين، بكل ما أوتي من قوة سياسية واقتصادية وعسكرية وإعلامية، لأنها دفاع عن كرامة الأمة بأجمعها.
شارک :
زرع الغدة السرطانية الصهيونية في قلب العالم الإسلامي كان هدفه الأول سحق كرامة هذه الأمة وإذلالها. ومنذ الأعوام الأولى لاحتلال فلسطين بدأ الصهاينة وحماتهم بممارسة الأعمال العدوانية العنصرية بهدف تنفيذ مشروع التوسع والاذلال في المنطقة، لقد واجه هذا العدوّ مقاومة في داخل فلسطين وعلى مستوى البلدان العربية، ولكن الخذلان والخيانة وضعف الايمان حال دون أن تحقق عمليات مواجهة الاحتلال أهدافها.
وتمادى المحتلون في غيّهم وفي إذلالهم حتى انتهى الأمر بعقد صفقات الذل والخيانة سرًا وعلانية، وكاد الأمر أن يكوم محسومًا لصالح العدوّ لولا انفجار النور في إيران وانتصار الثورة الإسلامية الإيرانية التي بقيامها حلّ – كما يقول الصهاينة أنفسهم – عصر الظلام على اسرائيل، وعصر عودة الروح والأمل والانتفاض والمقاومة في المنطقة العربية والإسلامية.
وتجهّز العدوّ الصهيوني ومن وراؤه من أعداء الأمة لمواجهة الثورة الإسلامية سياسيًا وعسكريًا واعلاميًا، واستطاع تنفيذ بعض مشاريعه في اشعال نار الحرب المفروضة على إيران، وفي تحريك بعض العملاء في داخل ايران ليهدّدوا استقرار البلد واقتصاده، وفي اغتيال الشخصيات السياسية والعلمية، وخاصة العلماء المتخصصين في مجال الطاقة الذرية والتصنيع العسكري. ولعل أخطر من كل ذلك، ما مارسه العدوّ لفصل إيران عن العالم العربي عامة، وعن القضية الفلسطينية بشكل خاص.
لكن هذه المحاولات بأجمعها لم تثن إيران عن دعم قضايا العرب بما في ذلك قضية فلسطين. بل واصلت المسير على طريق ذات الشوكة، ورغم مختلف الضغوط وظلم ذوي القربى ولوم اللائمين وإشاعات المرجفين لم تَخفِ الجمهورية الإسلامية يوما موقفها الداعم لجبهة المقاومة وللقضية الفلسطينية بكل ما أوتيت من قوة.
ومن الطبيعي أن يكون موقفها من "طوفان الأقصى" الذي عصف في غزّة بارادة فلسطينية محضة، وبقوة وتدبير وخطة مدروسة، أن يكون مؤيدًا وساندًا وهذا ما أغضب الصهاينة وحماتهم الامريكيين، فراحوا يبعثون الرسائل تلو الرسائل لتكف ايران عن هذا الدعم والتأييد.
"طوفان الاقصى" في الرؤية الإيرانية كان يعني الاعلان عن مرحلة جديدة من حياة الأمة ومن بداية حتمية لنهاية عمليات الاذلال التي يمارسها العدوّ الصهيوني وحماته.. يعني أن المقاومة باقية مابقي العدوان والاحتلال.. يعني أن جبهة المقاومة مدعوة لدعم أهلنا في غزّة وفي فلسطين.
ولذلك هبّت المقاومة في العراق والمقاومة في لبنان والمقاومة في اليمن لتلبية نداء النُصرة. والعدوّ يعلم أن جبهة المقاومة انطلقت من الروح التي بّثها الإمام الخميني (رض) في جسد هذه الأمة وتواصلت عبر خلفه الإمام الخامنئي وتلاميذ هذه المدرسة الإسلامية المقتدية برسول الله(ص) واصحابه وأهل بيته. لذلك ارسل رسالة إجرامية منكرة إلى الجمهورية الإسلامية عبر قصف قنصليتها في دمشق. والرسالة تعني أن العدوّ الصهيوني بلغ به الجنون درجة بحيث لم يعد يعير أية حرمة ولا يلتزم باي قانون دولي في حربه ضد جبهة المقاومة.
وجاء الردّ في الوقت المناسب (من جانب ايرن)؛ إذ امتلأت سماء فلسطين بحمم من الصواريخ والمسيرات لتقول للعدوّ الصهيوني إن هذا ردع محدود، والقادم أعظم إذا واصلتم هذا الجنون الاجرامي.
كان ذلك في إطار هجوم (الوعد الحق) ليكون دفاعًا أمام انتهاكات الصهاينة لحرمات العالم الإسلامي، وأمام هذا القتل الممنهج لأهلنا في فلسطين.
وهذه العملية الشجاعة تحمّل العالم الإسلامي مسؤولية الوقوف الى جانب المقاومة ومسؤولية نصرة المقاومين وردع الظالمين بكل ما أوتي من قوة سياسية واقتصادية وعسكرية وإعلامية، لأنها دفاع عن كرامة الأمة بأجمعها.