من خلال تتبع التطورات الاخيرة ما بعد عمليتي "طوفان الاقصى" و"الوعد الصادق"، يمكن القول بان الامة الاسلامية ربما لم تشهد يوما كما هي عليه الان من تماسك وانسجام، يمكن وصفه بان الامة بدات تقطف الثمار من شجرة الوحدة المباركة.
شارک :
اخواننا في فلسطين المحتلة، صدحت حناجرهم بالهتافات والصراخات تعبيرا عن بهجتهم وسرورهم، وهم يشاهدون (ليل السبت الماضي - 3 نيسان / ابريل 2024) ان سماء الاراضي المحتلى اضيئت باسراب كبيرة من الطائرات المسيرة والصواريخ الايرانية المتجهة في اطار عملية "الوعد الصادق"، الى صلب الكيان الصهيوني لمعاقبته.
وبذلك نستطيع القول، بان الامة الاسلامية بدات تقطف ثمار شجرة الوحدة الاسلامية المباركة، حيث ان الشيعة في ايران ولبنان والعراق واليمن، يعتبرون معاناة والام اخوانهم السنة في فلسطين من الامهم ومعاناتهم، وفي المقابل نشاهد الفلسطينيين السنة يحتفلون بنجاح عملية "الوعد الصادق" النوعية التي نفذها ابطال الحرس الثوري الايراني ضد عدو الامة.
وهو الواقع الذي نشاهده ايضا، في العراق ولبنان وسوريا واليمن وحتى افغانستان ودول اسلامية اخرى.
وبطبيعة الحال، هناك بعض الدول الاسلامية الخانعة والتي لا تتناغم مع تطلعات المسلمين وقضاياهم الرئيسية لا سيما القضية الفلسطينية، بل وحتى اتخذت جانب التواطؤ مع اعداء المسلمين.
لكن تلك الانظمة المطبعة او المحافظة، تعي جيدا بان شعوبها فصلت حساباتها عنها تماما؛ وبذلك تجلت اليوم بوادر التماسك والتالف بين المسلمين في انحاء العالم اكثر من اي وقت مضى.
وانطلاقا من هذه المواقف المشرفة والمتضامنة جاءت عملية "الوعد الصادق" مكللة بالنصر على الكيان الصهيوني باعتباره العدو المشترك للامة الاسلامية.
وتجدر الاشارة هنا، ان العدو الصهيوني على غرار سائر الخصوم الذين نصبوا العداء للمسلمين، يعانون من سذاجة وحماقة لطالما افضت الى تعزيز الوحدة والتماسك بين المسلمين لمواجهة عدوهم المشترك. لكن في الوقت نقسه، ينبغي للشعوب الاسلامية ان تعي الحقيقة ان الامر لن يكون على الدوام بهذه البساطة، وهناك من يخطط في كيان العدو من اجل المساس بوحدة المسلمين وتاجيج الخلافات المذهبية لضرب هذا التماسك الرائع الذي نعيشه اليوم.
وبالتالي يتوجب علينا ان نثمن النعمة الكبرى التي نعيشها ونضاعف جهودنا لنبذ ما يفرق بيننا، وفي المقابل التركيز على توظيف نقاط ضعف العدو واخفاقاته، في خدمة مصالح الامة وتعزيز الوحدة بين المسلمين.
مع تطلعاتنا ان نشاهد في المستقبل القريب، نضوج الامة اكثر فاكثر، وانضمام تلك الدول الاسلامية التي لم تلتحق بعد بمسيرة الوحدة الاسلامية؛ فالنصر مرهون بوحدتنا وتماسكنا.
انتهى
_________________________________________
*مساعد الامين العام لمجمع التقريب للشؤون الدولية