تاريخ النشر2024 3 August ساعة 10:38
رقم : 644897
اسيا العتروس*

اغتالوا هنية ولكن لا ولن يغتالوا القضية

تنـا
لقد جرب الاحتلال كل انواع السلاح وجند العالم لدعمه، والاعلام العالمي لخدمته، ولم تسقط القضية، ولم تختف فلسطين بل بقيت ارضها المحاصرة التي تعاني العطش وتواجه كل انواع التنكيل.
اغتالوا هنية ولكن لا ولن يغتالوا القضية
منذ عقود وكيان الاحتلال يستهدف القيادات الفلسطينية؛ من سياسيين وباحثين وجامعيين و مفكرين وشعراء، ومنذ عقود والاحتلال يراهن على ان يدفع اغتيال القيادات الى اغتيال القضية وتبخيرها وتخلي الشعب الفلسطيني عن احلامه، وفي الساعات القليلة الماضية جاء الدور على القيادي في حركة حماس الشهيد اسماعيل هنية، وقبله كان قد استهدف الاحتلال جيلين من ابنائه واحفاده.

جريمة اخرى بالتزامن مع استهداف القيادي في حزب الله "السيد فؤاد شكر" ..جراب الاحتلال ثقيل بدماء واشلاء الشهداء من كل الاجيال والانتماءات؛ لقد جربوا كل انواع السلاح وجندوا العالم لدعمهم، والاعلام العالمي لخدمتهم، ولم تسقط القضية ولم تختف فلسطين بل بقيت ارضها المحاصرة التي تعاني العطش وتواجه كل انواع التنكيل.

فلسطين تقدم ولا تزال تقدم مزيد الابطال وكلما وقع شهيد وارتقى، الا وقد ولد بطل جديد يواصل حمل المشعل .. وكلما امعن الاحتلال في جرائمه كلما اصر الشعب الفلسطيني على كسب معركته و الصمود في وجه كل القوى  الاقليمية و الدولية التي اجتمعت عليه لتهجيره و تجويعه و ابادته ..

والاكيد ان اغتيال اسماعيل هنية لن يكون اخر الاغتيالات في مخططات الاحتلال الذي لا يمكنه باي حل من الاحوال اغتيال القضية ..ناتنياهو و عصابته لا يخفون ان هدفهم استهداف الضيف و السنوار ..

قبل اسماعيل هنية، اغتال الاحتلال القسام والوسيط السويدي برنادون في تفجير فندق داوود في القدس و قصفوا "الشيخ ياسين" المقعد على كرسي متحرك وهو يتجه لصلاة الفجر وحاصروا عرفات وسمموه وقتلوا ابونضال وابوجهاد، والقائمة تطول ولم يتغير موقف الشعب الفلسطيني من قضيته .. ولم تتراجع الشعوب عن دعمها للشعب الفلسطيني الابي.

نعم يوم أسود (الخميس 1 اب 2024م) الذي عاش على وقعه الفلسطينيون ومعهم كل العالم بين اغتيال القيادي في حركة حماس الشهيد اسماعيل هنية في طهران، واغتيال الصحفي "اسماعيل الغول" والمصور "رامي الريفي" على المباشر (لقناة الجزيرة) في غزة وهما يغطيان الاحداث، وبين استمرار مسلسل اغتيال عشرات الاطفال والنساء والمدنيين والمصابين والمرضى داخل القطاع؛ مشاهد الموت القادم من غزة لا تتوقف على مدار الساعة.

تبت يد الاحتلال التي لا رادع لها والتي لا تتوقف عند حد وتبت يد كل ما يدعم هذا الكيان المارق بالمال والسلاح وكل انواع الدعم.

اكيد أن هناك حلقة مفقودة في جريمة الاغتيال الارهابية التي اقدم عليها الاحتلال في طهران.. صحيح ان المشهد حتى الان على درجة من الغموض، وليس من الواضح كيف امكن للاستخبارات "الاسرائيلية" ان تصل الى مكان هنية الذي نزل ضيفا على طهران وهو في حمايتها.. ليس من الواضح كيف سترد ايران وهل ستدفع "اسرائيل" بكل المنطقة الى حرب تاتي على الاخضر واليابس.. وقناعتنا أن "اسرائيل" ما كانت لتتورط و تقدم على مثل هذه العملية الاجرامية الارهابية دون ضوء اخضر امريكي.. ومهما نفى وزير الخارجية الامريكي "بلينكن" علم واشنطن بالجريمة، فكل المؤشرات تؤكد العكس؛ بدءا من رقصة ناتنياهو المثمول في الكونغرس الامريكي على اشلاء الاطفال والنساء و الضحايا واصرار البيت الابيض على تزويده بمزيد السلاح والقنابل الحارقة لابادة الفلسطينيين..

ان تواطأ ادارة بايدن الشريك في هذه الحرب، امر لا يخفى على مراقب.. ومحاولات الضغط على ايران ومطالبتها بعدم الرد على الجريمة تشجيع لهذا الكيان للمضي قدما في استراتيجية الدعم والحقد و التدمير والابادة.. وقد وجب الاشارة الى ان اغتيال القيادي في حركة حماس اسماعيل هنية وابنائه و احفاده تكذيب لما دأب بعضهم على ترويجه من ان قادة المقاومة يعيشون في قصور مؤثثة محميون من كل عدوان.

في انتظار ما سيكون عليه الرد الايراني، لقد عمت كيان الاحتلال نشوةٌ عارمةٌ بعد اغتيال اسماعيل هنية في العاصمة الايرانية طهران.. نشوة هزت الرأي العام الاسرائلي وفي مقدمته جنرالاته المتطرفين الذين يتباهون بما تحقق لهم من قتل للاطفال والنساء والشيوخ والمرضى…

وسائل الإعلام العبريّة، المرئية والمسموعة والمكتوبة، بدورها هللت بالعملية وأعربت عن فرحتها الشديدة لاغتيال اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خلال زيارة رسمية الى ايران لحضور مراسم تنصيب الرئيس الجديد وقبل ذلك اغتيال القيادي في حزب الله  فؤاد شكر؛ نشوة تعكس عقلية  المجتمع الاسرائيلي الذي يبحث عن انتصار مزيف على اكداس الجثث.. انتصار بتوقيع مجرم الحرب ناتنياهو الذي يحاول اخفاء فشله الذريع قبل طوفان الاقصى وفشله بعد ذلك في تحقيق اهدافه في القضاء على قيادات حماس واستعادة الاسرى.

كل المقابر الجماعية وقوافل الشهداء وحجم الخراب والدمار لم يمنع كيان الاحتلال من الاحتفال والتباهي باجرامه تحت انظار العالم وهو الذي تعوّد ومنذ نشأته على سياسة الاغتيالات واستهداف القيادات الفلسطينية من كل الفصائل وحيثما يكونون بين اهاليهم على ارض فلسطين المستباحة أوفي العواصم العربية أو الغربية فالة القتل الاسرائيلية المدعومة من الغرب لا تقف عند حد و قرارالاغتيالات دوما على مكتب مختلف رؤساء الحكومات الاسرائيلية المتواترة.. لا خلاف ان الرد الايراني هذه المرة غير كل المرات السابقة وسيكون فارقا في تحديد البوصلة.. ايران في مرمى الاحتلال وتم اختراق أرضها وسيادتها وأجوائها وأمنها واراقة دم ضيفها اسماعيل هنية الذي كان في حمايتها.
______________________________
*كاتبة تونسية
https://taghribnews.com/vdchwkn-q23nk6d.4tt2.html
المصدر : راي اليوم
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز