تاريخ النشر2025 2 March ساعة 17:05
رقم : 669414

 حديث التقريب.. رمضان مدرسة الكمال الانساني

تنـا
مدرسة الصوم دورة مكتفة لرفع فاعلية الإنسانية والمجمع الإنساني في السير على طريق تكامله، وازالة المعوقات التي تقف في وجه حركته التكاملية نحو الله سبحانه.
 حديث التقريب.. رمضان مدرسة الكمال الانساني
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾.
خلقت الموجودات المرئية وغير المرئية لتطوي مراحل تكاملها وتتحرك نحو الكامل المطلق سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾.

وعلى طريق هذه الحركة الكاملية تبرز عوائق يجب أن يتزوّد الانسان وتتزود المجتمعات البشرية بالقدرة على أن تتجاوزها.. وهذه هي التقوى.

أمتنا الاسلامية قد واجهت في تاريخها أنواع المعوقات والسدود لصدها عن طريق حركتها الحضارية ولابعادها عن ممارسة دورها باعتبارها الأمة الوسط والشاهدة على ساحة التاريخ، وبلغت هذه التحديات ذروتها على أثر الغارة التي شُنت عليها، فمزقتها وفرقتها وخلقت بؤر النزاع بين بلدانها، وزرعت غدة سرطانية في قلبها هي اسرائيل لتكون منطلقا لمواصلة الغارة والعدوان على الأمة.

هذه العوائق الكبيرة التي تعملقت على الطريق بحاجة إلى قدرة أكبر لصدها ومقاومتها وتجاوزها كي تواصل الأمة مسيرتها التي أرادها الله لها.

المقاومة الاسلامية في فلسطين سجّلت أروع صفحات التاريخ في (التقوى) أي في التصدي لهذا العائق الذي أوجده طواغيت الأرض لفرض حالة (الفشل) و(ذهاب الريح) على أمتنا الإسلامية.

لقد قدّمت هذه المقاومة والقوى المساندة لها في لبنان واليمن والعراق وايران التضحيات الجسيمة على هذا الطريق، وخرجت منتصرة، وآية هذا الانتصار أنها ثبتت و واصلت ولم تستسلم أمام شروط العدوّ رغم ما أصابها عن قتل وتدمير وحصار.

إنها سجلت أروع أنواع (الصبر) و(المصابرة) و(التقوى)، وكانت مصداق ما أمر الله به المؤمنين في قوله : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ﴾

أمتنا الإسلامية مدعوّة بأجمعها لمقاومة التحديات التي تواجهه المنطقة مسلحة بسلاح التقوى.

ومدرسة الصوم دورة مكتفة لرفع فاعلية الإنسانية والمجمع الإنساني في السير على طريق تكامله، وازالة المعوقات التي تقف في وجه حركته التكاملية نحو الله سبحانه.

أنها مدرسة تقوية الارادة امام المغريات الغريزية وتكثيف الارتباط بالله عن طريق الاذكار والدعاء وسائر عبادات هذا الشهر الفضيل.

كما أن الشهر الذي يجمع الامة من طنجة الى جاكارتا على التوجه نحو الكامل المطلق سبحانه والقوي المطلق تعالى لنستمد منه الكمال الانساني والقوة والعم والاردة في مواجهة التحديات.

العبادات بأجمعها تؤدي هذا الدور من صلاة وحج، لكن الصوم يمتاز برفع مستوى الارادة.. ونحن بحاجة الى رفع مستوى الارادة أمام هذه العوامل التي تريد لارادتنا أن تنهار ولصمودنا أن يتراجع، ولمقاومتنا أن تنهزم.

نحن أمام محاولات فرض حالة (الفشل) و(ذهاب الريح) علينا أن نتمسك بوحدتنا، وأن نجعل وحدة الأمة همنا الأول، وأن نسعى لفضّ أي نزاع قومي أو قبلي أو طائفي بين المسلمين : ﴿وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾.

المجمع العالمي للتقريب بين المذهب الإسلامي إذ وضع هدف وحدة الأمة الإسلامية أساس حركته وفعاليته يدعو الأمة الإسلامية في هذا الشهر الفضيل إلى :-
-    توثيق العلاقة برب العالمين واستمداد القوة والعزم منه سبحانه،
-    تصعيد الإرادة والعزم على مواصلة طريق التكامل الإنساني،
-    السعي المتزايد لاستثمار جلوس الأمة جميعًا على مائدة ضيافة الله في رص الصفوف وتآلف القلوب وتطهير النفوس من الاحقاد والعداوات،
-    التفكير الجاد فيما يعانيه أهلنا في البلدان التي تعرضت لبطش الظالمين.


رمضان كريم وكل عالم وانتم بخير

المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية/
الشؤون الدولية 


انتهى
https://taghribnews.com/vdcjvhemxuqemxz.3ffu.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز