اجهزة عسكرية واسلحة ودعم من بريطانيا للمسلحين في سوريا. مصور بريطاني: كثير من الأجانب يقاتلون إلى جانب المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية.
شارک :
كان الدعم الارهابي بالخفاء، ولكن نظراً لتواتر المعلومات وكثرتها عن الارهاب والتسليح لم يعد هنالك من شيء يخفى، واصبحت الاوراق مكشوفة للجميع. من اعلان وزير الخارجية البريطاني وليان هيغ عن دعم المسلحين، وصولاً الى اعترافات المصور البريطانية بوجود مجموعات ارهابية من غير السوريين في سوريا، مروراً يتواجد ضباط لتدريب المسلحين من خارج الحدود.
كشفت صحيفة "ميل أون صندي" امس، أن بريطانيا تزوّد المسلحين في سورية بأحدث هواتف الأقمار الإصطناعية للمساعدة على الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد.
واضافت الصحيفة وفقاً لوكالة "يو بي أي": "إن توفير أحدث جيل من الهواتف النقالة، المقاومة للماء والصدمات والغبار والمصممة للعمل في بيئات صعبة والتي تستخدمها وزارة الدفاع البريطانية، هي جزء من مهمة وزارة الخارجية البريطانية لتحويل الميليشيات المسلحة في سوريا إلى ائتلاف قادر على حكم البلاد".
كما أضافت أن مصادر في الحكومة البريطانية أكدت أيضاً أن وزارة الخارجية البريطانية "تدرّب قادة المعارضة السورية على مهارات التفاوض والاستقرار، وتقدم لهم المشورة بشأن كيفية التعامل مع الشعب السوري والجمهور الدولي"، مشيرةً إلى أن المهمة تعقدت جراء توسع نطاق الحرب على جميع المدن السورية الكبرى، من مدينة حلب في الشمال إلى مدينة حمص في الوسط والعاصمة دمشق في الجنوب.
الى ذلك، نقلت الصحيفة عن خبراء عسكريين، إن وجود مسؤولي وزارة الخارجية البريطانية وتوفير التدريب والمعدات للمسلحين "يرجح احتمال أن تكون القوات الخاصة البريطانية تنشط داخل سورية"، مضيفةً أن وحدات من القوات الخاصة البريطانية "يُعتقد أنها تتسلل إلى سورية من قواعد لها في الأردن".
كما نسبت الصحيفة إلى القائد العسكري البريطاني السابق والعضو السابق في لجنة الاستخبارات المشتركة الحكومية ريتشارد كمب، قوله "إن حكومة المملكة المتحدة لا يمكن أن تقدّم الدعم العملي للمتمردين من دون أن يكون لها وجود داخل سورية، كما أن أي مسؤول بوزارة الخارجية البريطانية يسعى إلى إقامة اتصالات مع زعماء المعارضة السورية يحتاج إلى حماية وثيقة من القوات الخاصة".
تجدر الاشارة الى ان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، قد أعلن الأسبوع الماضي أن بلاده ستزيد من "المساعدات العملية" للجماعات المسلحة السورية في الأسابيع المقبلة، وتمدها بمقدار كبير من المساعدة العملية، اضافةً الى ان هيغ لم يكشف عن طبيعة "المساعدة العملية"، لافتاً إلى أنه سيقدم المزيد من التفاصيل عن الدعم الاضافي للمسلحين بسورية في الأسابيع المقبلة.
من جهتها، كشفت صحيفة "هآرتس" "الإسرائيلية" امس، عن قلق زائد بين المسؤولين العسكريين "الإسرائيليين" بشأن خلايا القاعدة المتركزة في سوريا، مشيرةً إلى أن الخوف من تنفيذ هجمات ضد "إسرائيل" من الأراضي السورية أصبح يتزايد في الآونة الأخيرة.
كما أضافت الصحيفة "أن نموا قد سُجل خلال الأسابيع الأخيرة في تورط تنظيم "القاعدة" في القتال ضد الجيش السوري"، إضافةً إلى أن "عدداً كبيراً من المتشددين الإسلاميين واللذين عُرفوا بتنظيماتهم المُنادية بحركة جهاد عالمية بما فيها "القاعدة" أصبحوا داخل سوريا وهم يشاركون في القتال الدائر في البلاد و بعضهم متعاون بشكل كبير وواضح مع "الجيش السوري الحر".
بدوره، أكد المصور الصحفي البريطاني جون كانتلي أنه شاهد خلال وجوده في سورية قبل أسبوعين الكثير من الأجانب الذين يقاتلون إلى جانب المجموعات الإرهابية المسلحة في شمال البلاد.
واضاف كانتلي في مقال نشرته صحيفة "الصنداي تايمز" انه لاحظ خلال عملية اختطافه هو وزميله الهولندي في سوريا على يد مجموعة ارهابية، وجود عدد كبير من البريطانيين، إضافةً إلى شيشانيين وباكستانيين بين أفراد المجموعة التي تقاتل فيما تصفه بحرب مقدسة ضد الحكومة السورية.
الى ذلك، اشار كانتلي بأن "بين المجموعة التي اختطفتهم شباناً صغاراً وبينهم جهاديون محترفون يديرون المكان، بالإضافة إلى عشرة يتحدثون العربية كما شاهد امرأة واحدة وأربعة أو خمسة من المقاتلين المتمرسين، مضيفاً أن البريطانيين كانوا يشكلون الخطر الأكبر عليه وعلى زميله"، لافتاً الى "وجود اسرى سوريين في المخيم تعرضوا بشكل واضح للضرب والتعذيب بعد اتهامهم من قبل أعضاء المجموعة بأنهم موالون للحكومة السورية ولذا فسوف يتم اعدامهم".
واضاف المصوّر البريطاني أن مهمته الثانية في سورية كانت مختلفة عن الأولى حيث انتهت بمحاولته الهرب من اجل انقاذ حياته، مبيناً أنه ركض وهو مقيد اليدين وحافي القدمين في حين كان بريطانيون يتحدثون بلكنة من جنوب لندن يطلقون عليه النار لقتله ما أدى إلى إصابته بذراعه.
في سياق متصل، اعلنت قناة "العالم"عن اعتقال ضباط سعوديين واتراك خلال العملية العسكرية السورية في حلب، موضحةً ان هؤلاء "كانوا يشرفون على عمليات المجموعات المسلحة".
الجدير بالذكر، ان العديد من التقارير الاستخباراتية والإعلامية باتت تؤكد وجود أعداد كبيرة من العرب والأجانب الذين تستقطبهم التنظيمات الجهادية السلفية للقتال إلى جانب المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية والتي تعيث خراباً وتدميراً وقتلاً ضد سورية أرضاً وشعباً.