البلد المحور ينتظر المبعوث الاممي المعارض للتدخل الخارجي
تنا - بيروت
دمشق تؤكد دعمها لمهمة الأخضر الإبراهيمي، والاخير لا يرحب بالتدخل الخارجي في سوريا. روسيا تحذر من الحماقات تجاه دمشق.
شارک :
ذهب انان وجاء الابراهيمي، المهمة نفسه تنتظر التطبيق، جهود دولية تبذل من اجل المهمة، واخرى تبذل لضربها. تأكيدات سورية على الدعم وتوفير كل ما يلزم، روسيا لم ولن تغيّر موقفها من سوريا، وتحذّر اي طرف من نيته ارتكاب حماقة تجاه البلد المحور في العالم اليوم على الصعيد السياسي والامني.
دعا المبعوث الاممي العربي الى السورية الاخضر الابراهيمي جميع الاطراف في سوريا الى وقف العنف، مشيراً الى ان "الحكومة تتحمل مسؤولية اكبر في هذا الشأن".
واكد الابراهيمي في مقابلة من نيويورك اجرتها معه قناة العربية، انه من المبكر الحديث عن ارسال قوات عربية او دولية الى سوريا، لافتاً الى ان التدخل العسكري يعني فشل العملية السياسية.
الى ذلك، اوضح الابراهيمي ان هناك "حاجة الى اطار سياسي جديد او وضع جديد في سوريا، لان التاريخ لا يعود إلى الوراء" مشيراً الى انه "سيتوجه في الوقت المناسب إلى العاصمة السورية دمشق".
وشدد المبعوث الجديد الى سوريا على انه يتعين على "جميع الاطراف وقف استخدام العنف في سوريا"، مشيرا في الوقت نفسه الى ان "دور الحكومة ومسؤوليتها اكبر في هذه الخطوة".
كما اكد الابراهيمي ان الوضع المعقد في سوريا "لا يمكن التعامل معه بأفكار مسبقة"، والهدف هو "الوصول الى عملية سياسية تمكن الشعب السوري من تلبية طموحه".
الى ذلك، لفت الابراهيمي الى انه لا بد من ان تدرك المعارضة ان "الوضع خطير وصعب وان المصلحة ليست مصلحة افراد او جماعات بل مصلحة الشعب السوري كله ولا بد من العمل على انهاء هذه المحنة والوصول الى عملية سياسية تمكن الشعب السوري من ان يعيش في ظروف يقبلها"، مشدداً على انه لا يستطيع ان ينفذ المهمة المطلوبة منه "من دون تأييد كامل وواضح من مجلس الامن". موضحا ان لا حاجة الى قرارات من مجلس الامن في الوقت الراهن.
من جهته، أوضح وزير خارجية الروسي سيرغي لافروف ، انه سيناقش مع نظيرته الامريكية هيلاري كلينتون المسألة السورية خلال لقائهما في قمة (منظمة التعاون الاقتصادي لبلدان آسيا والمحيط الهادي) "ابيك"، المنعقدة في مدينة فلاديفوستوك.
وأضاف لافروف في تصريح له انه "مبدئياً لا يوجد اختلاف في موقف روسيا وامريكا. كلانا يريد ان تصبح سورية ديمقراطية ذات نظام متعدد يحققه السوريون بانفسهم مع احترام كافة الدول سيادة واستقلال ووحدة الاراضي السورية"، لافتاً الى ان "الاختلاف يكمن في كيفية الوصول الى الهدف".
واوضح لافروف انه "بالنسبة للامريكان تحديد مجرى الاحداث اولا و"تنحية" بشار الاسد وتشكيل حكومة انتقالية، دون التشاور مع السلطات السورية الحالية، أي فرض التسوية من الخارج".
بدوره، أكد نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف ان موسكو تشاطر الاخضر الابراهيمي المبعوث الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية الى سورية موقفه الرافض للتدخل الخارجي باستخدام القوة في سورية.
وكتب غاتيلوف في صفحته على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي ان "المبعوث الدولي الابراهيمي يستبعد التدخل الخارجي باستخدام القوة لتسوية النزاع في سورية. ونحن نتفق معه، فليس هناك بديل لخطة عنان للسلام وبيان جنيف، إن اردنا تحقيق بدء الحوار السلمي في سورية".
من جانبه، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن روسيا تعول على ألا يرتكب أحد "حماقات" حيال سورية. وقال بوغدانوف في حديث لوكالة "ايتار تاس" الروسية الاثنين إن دمشق أكدت لروسيا أكثر من مرة أن الأسلحة الكميائية في سورية مؤمنة، وذلك من خلال الاتصالات على المستوى العالي وبيانات الحكومة السورية.
من جهة أخرى ذكر نائب وزير الخارجية الروسي أنه سيجري يوم الثلاثاء مباحثات مع وفد معارضة الداخل برئاسة فاتح جاموس القيادي في تيار طريق التغيير السلمي المعارض.
في السياق متصل، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي، استعداد بلاده للتعاون الكامل مع المبعوث الدولي العربي الأخضر الإبراهيمي، من أجل إنجاح مهمته الجديدة.
واضاف مقدسي في مقابلة مع "راديو سوا"، "نرحب من حيث المبدأ بالمبعوث الإبراهيمي، هو ديبلوماسي رفيع المستوى، نتمنى له التوفيق ونحن بانتظار مجيئه إلى سوريا"، مضيفاً "بالطبع سنستمع للإبراهيمي وسيستمع أيضا للقيادة السورية، لما لديها من رؤية حول مفاتيح الأزمة السورية التي لم تعد تخفى على أحد، فالموضوع هو أن إيقاف العنف هو الأساس والعملية السياسية بعد ذلك".
كما أمل مقدسي في "أن يتوفـّق الإبراهيمي بهذه المهمة"، مؤكداً أن "سوريا ستوفر كما وفرت لمن سبق الإبراهيمي كل ما يلزم لإنجاح هذه المهمة بما يخدم مصلحة سوريا وليس مصلحة أحد آخر". مشدّداً على أهمية العمل لوقف العنف في سوريا والبدء بعملية سياسية يقودها السوريون بأنفسهم.
الى ذلك، اضاف المتحدث باسم الخارجية السورية أن "مجلس الأمن جزء من الأمم المتحدة وهي تمثل هذا العالم غير العادل الذي نعيش فيه"، مضيفاً "ليس لدينا أوهام. هناك قوى داخل مجلس الأمن لا تريد الخير لسوريا وهناك قوى أيضا داخل مجلس الأمن تود الخير والاستقرار لهذا البلد المهم في الشرق الأوسط".
واكد مقدسي ان ما تأمله بلاده "هو نجاح المساعي حتى النهاية وليس إفشال هذه المساعي من دول"، مشدداً على أن "هناك دول داخل مجلس الأمن تقول إنها تود مساعدة سوريا وتوافق على مبادرات، وفي الوقت نفسه لا تقف بوجه التسليح، تسليح الحراك وهذا التأزيم الحاصل من دول مجاورة".
في سياق آخر، لفت مقدسي إلى أن موقع الدول إلى جانب عدم الانحياز سيكون بمثابة عامل مهم لمساعدة سوريا، قائلاً: "نعتقد أنه إذا كان عدم الانحياز هو المبدأ الساري لدى أي مساعي تفرض فستنجح هذه المساعي، لأن ما نعانيه في الأزمة السورية هو الانحياز لطرف ولرواية معينة".
على الصعيد الميداني، أعلن التلفزيون السوري أن "تفجيرا ارهابيا " وقع امس الأحد في حي أبو رمانة قرب كتيبة الحراسة التابعة لرئاسة الأركان السورية.
وأشار التلفزيون إلى أن "الإنفجار ناجم عن عبوتين ناسفتين وضعتا داخل مبنى بشارع المهدي بن بركة قريب من مقر كتيبة الحراسة التابعة لرئاسة الأركان السورية ما أسفر عن إصابة ٤ أشخاص بجروح".
تجدر الاشارة الى ان هذا الهجوم يأتي بعدما اعلنت صحيفة "تشرين" الحكومية في عددها الصادر امس، ان سيارة مفخخة انفجرت في منطقة السبينة في ريف دمشق مساء السبت "ما ادى الى استشهاد ١٥ من المواطنين واصابة آخرى".