تاريخ النشر2012 5 September ساعة 16:11
رقم : 108192

إما حلاًّ سورياً سورياً وإلا فلا

تنا - بيروت
توافق القادة السياسيون الدوليون على أن لا حل في سوريا سوى بجلوس كافة الأطراف إلى طاولة حوار تنبذ التدخل الخارجي وتدعم الحل السياسي السوري - السوري في ظل نسبة الإجرام المخيفة التي ينتهجها المسلحين في ذبح أبناء سوريا وأطفالها
إما حلاًّ سورياً سورياً وإلا فلا
يوماً بعد يوم تتكشف الحقيقة في سوريا بأن العنف لم ولن يكون أبداً سبيلاً لحل الأزمة السورية.
حقيقةٌ ساطعة كوضوح شمس النهار تؤكد أن ما يجري في سوريا أزمة إنسانية بإمتياز يقودها أناسٌ أبعد ما يكونوا عن البشر يمضون في إرتكاب مجازر بشرية لا تخطر بالبال متلبسين لباس التدين.

فقد أجمعت القيادات السياسية الدولية اليوم على أن نسبة العنف في سوريا تحتاج إلى وقفة مراجعة،داعين المجتمع الدولي وكافة الأطراف المعنية بالأزمة إلى نبذ العنف والإجرام وترك الشعب السوري يقرر مصيره بنفسه دون إملاءات خارجية.

في هذا الإطار،تخوف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من إتجاه الصراع في سوريا إلى منعطف وحشي مشيراً إلى إستمرار تزويد بعض الدول لطرفي
النزاع بالأسلحة مما يزيد المعاناة ويهدد "بعواقب غير مرغوب فيها مع إحتدام المعارك وإتساعها".

كما إنتقد بان كي مون عسكرة الأزمة السورية داعياً المجتمع الدولي إلى تحرك فاعل لإحتواء الأزمة،مطالباً الأمم المتحدة بالإسراع في دعم الدول التي تؤوي اللاجئين لديها والسماح بوصول المساعدات الدولية إلى المناطق المتضررة.

إلى ذلك، قال كي مون " كم طفل سيحضر جنازة والديه وكم من الآباء سينتحبون في جنازات أطفالهم قبل إتفاق كل الأطراف على إنهاء العنف والدمار؟!"مضيفاً " طال انتظار الشعب السوري. والآن تبتلع المحركات المعقدة للصراع المنطقة برمتها". 

الجعفري:لا يجب أن تكون إستقالة أنان سبباً للتخلي عن خطته
من جهته، جدد المندوب السوري الدائم لدى الأمم المتحدة التأكيد على وجود المسلحين ووجود جماعات مسلحة تقوم بأعمال إرهابية في سوريا،"تغذيها الأطراف العربية والدولية المعروفة". 

وفي جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة الخاصة بمناقشة الوضع السوري يوم ٤ سبتمبر (أيلول) دعا الجعفري الجهات التي لها تأثير على "الأطراف المسلحة" في البلاد إلى التعاون مع
المبعوث الجديد الأخضر الإبراهيمي"،مؤكداً أن "إستقالة كوفي عنان من منصب المبعوب الأممي العربي إلى سورية يجب ألا تكون سبباً للتخلي عن خطته المكونة من النقاط الست". 

كما أكد الجعفري إستعداد سوريا "للتعاون مع كل جهة مخلصة تهدف لتوفير المساعدات للمواطنين السوريين لأهداف إنسانية، آخذين في عين الإعتبار أن الشعب السوري لم يكن يوماً في حاجة إلى مساعدة أحد قبل التدخل الخارجي السافر في شؤونه الداخلية الذي يستهدف تدمير البنية التحتية في البلاد وتقويض منجزاته". 

على صعيد الدمار الذي ألحقه الإرهابيين بسوريا قال الجعفري "١٣ من بين ٣٨ مشفى رئيسيي أضحى خارج الخدمة وتم حرق ٧٠% من مصانع إنتاج الدواء في حلب، إضافة إلى إستهداف الكابل الرئيسي للاتصالات بين دمشق وحمص وحماة وحلب عشرين مرة، علاوة على تدمير مئات المدارس ونهب المتاحف وتهجير السكان ونهب بيوتهم ودور عبادتهم". 

من جهة ثانية،شدد الجعفري على أن الحل للأزمة السورية
"لا يمكن إلا أن يكون سوريا وذلك من خلال الحوار الوطني الشامل الذي يضم جميع السوريين المؤمنين به"،داعياً جميع السوريين إلى المشاركة في "إعادة بناء ما دمرته الأزمة والمضي معا نحو إعادة أمن الوطن". 

الأخضر الإبراهيمي:لن أدخر أنا وأعضاء فريقي جهدا ًوسأعمل من أجل السلام للشعب السوري
بدوره، أكد المبعوث الأممي لحل الأزمة السورية الأخضر الإبراهيمي في أول خطاب له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أن مستقبل سوريا سيبنى بأيدي الشعب السوري نفسه قائلاً " سيبنى مستقبل سورية بأيدي الشعب السوري نفسه ولا أحد غيره، لكن دعم المجتمع الدولي مهم للغاية ويجب تقديمه بشكل عاجل، وسيكون هذا الدعم فعالاً فقط في حال سيرنا في إتجاه واحد". 

ولفت الإبراهيمي إلى سرعة تفاقم الأوضاع في سوريا، لا سيما في المجال الإنساني وقال "لن أدخر أنا وأعضاء فريقي جهدا ًوسأعمل من أجل السلام للشعب السوري". 

كما أشار الإبراهيمي إلى أنه ستوجه بعد أيام إلى القاهرة حيث سيلتقي بالأمين العام
للجامعة العربي نبيل العربي.

المعارضة السورية من موسكو:إشادة بموقف روسيا وتأييد للحوار بعيداً عن الإملاءات الخارجية
في سياق متصل، أكد الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط، نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف إستعداد موسكو لمواصلة الإتصالات المكثفة مع زعماء المعارضة السورية من أجل تقريب مواقفهم على أساس خطة المبعوث الدولي السابق إلى سوريا كوفي أنان وبنود البيان الذي تبنته مجموعة العمل حول سوريا في جنيف.

وقد جاء التأكيد الروسي بعد لقاء جمع الروس مع وفد من المعارضة السورية المكون من نواب " تيار طريق التغيير السلمي".

كما أشارت وزارة الخارجية إلى أن الإجتماع تطرق إلى الأوضاع الراهنة في سوريا وآفاق تطبيعها، مضيفة أن الطرف السوري أشاد بموقف روسيا الثابت المؤيد للجهود الرامية إلى الوقف الفوري لأي أشكال العنف والبحث عن حلول للمشاكل السياسية والإجتماعية والاقتصادية الحادة التي تواجهها البلاد حالياً عبر حوار وطني واسع دون أي شروط مسبقة أو إملاءات من الخارج. 

لافروف:إن مصلحة
روسيا تتمثل في إستخدام موقعها الجغرافي والجيوسياسي بشكل كامل
من جهة ثانية،نفى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف توجه روسيا في الفترة الأخيرة نحو تطوير العلاقات مع الشرق على حساب الغرب. 

وقال لافروف في مؤتمر صحفي عقد اليوم الأربعاء ٥ سبتمبر(أيلول) في فلاديفوستوك "لا يمكن الحديث عن إعادة التوجه لأننا متوجهون نحو الغرب والشرق وكذلك الجنوب والشمال بمقتضى الجغرافيا والتاريخ والمصير وعمل أجدادنا".

كما أضاف لافروف "إن مصلحة روسيا تتمثل في إستخدام موقعها الجغرافي والجيوسياسي بشكل كامل خاصة أن موسكو تعتبر تنمية مناطق سيبيريا والشرق الأقصى إقتصادياً وإجتماعياً إحدى أولويات الدولة الروسية".

إلى ذلك أوضح لافروف أنه "لا يدور الحديث عن أننا نفعل ذلك وننسى كل ما يحدث في علاقاتنا مع شركائنا في أوروبا وآسيا الجنوبية، إننا نريد أن نتطور بشكل طبيعي باستخدام كافة مزايانا المقارنة".

https://taghribnews.com/vdcaoan6u49nw61.zkk4.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز